خلال الفترة الأخيرة، شهد الشارع السياسى المصرى محاولات عديدة من جانب البعض لإعادة القوات المسلحة إلى المشهد السياسى من جديد، مرددين بعض الشعارات، مستغلين تردى الأوضاع الاقتصادية والأمنية لاتخاذها ذريعة لعودة القوات المسلحة إلى السياسة، فقام البعض من أبناء بورسعيد الباسلة وبعض المحافظات الأخرى بعمل توكيلات للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى لإدارة شئون البلاد، ورغم تأكيد وزير الدفاع خلال حفل انتهاء التدريب الأساسى لدفعة الفريق “سعد الدين الشاذلى” فى الكلية الحربية فإن القوات المسلحة تعاهد الله والوطن والشعب أن تظل على العهد واضعة مصر وأمنها القومى فوق كل اعتبار، لتظل دائما قواتها المسلحة قادرة على الوفاء بتطلعات شعبها إلا أن بعض الفصائل السياسية تحاول جر القوات المسلحة مرة أخرى إلى المشهد السياسى لإبعادها عن مهمتها الأساسية ليس حبا فى المؤسسة العسكرية إنما محاولة للنيل من شعبيتها. الفريق أول عبدالفتاح السيسسى وزير الدفاع والإنتاج الحربى أشاد بالدور البطولى الذى يقوم به رجال الجيش الثانى والثالث الميدانيين فى تأمين مدن الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والمنشآت والأهداف الحيوية والمجرى الملاحى لقناة السويس والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة للمواطنين، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتأمين مختلف حدود الدولة وخاصة الأوضاع الأمنية والاستقرار على أرض سيناء، وأن الشعب المصرى يقدر لرجال القوات المسلحة دورهم وأداءهم لمهامهم الوطنية. والأداء المتميز الذى يقوم به رجال القوات الجوية فى حماية سماء مصر وتأمين مجالها الجوى بكل شجاعة وإخلاص، مؤكداً على أن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على بناء وتطوير القدرة القتالية للقوات الجوية وتزويدها بأحدث الطائرات وأسلحة القتال الجوى وأنظمة التأمين الفنى. فى الوقت ذاته أكد مصدر عسكرى أن القوات المسلحة ليس لها أى شأن فى مسألة قيام عدد من المواطنين بتحرير توكيلات لإسناد إدارة البلاد لوزير الدفاع الفريق السيسى، وأوضح أن هذه تعد ممارسات فردية يقوم بها مواطنون من تلقاء أنفسهم. مضيفا أن تحركات قيادات الجيش تصاعدت فى الساعات الأخيرة، إضافة إلى اجتماعات مستمرة تتم بين قادة القوات المسلحة بشأن مناقشة ما يتم تداوله من حين لآخر من محاولات لتشويه المؤسسة العسكرية والتطاول عليها، وأنه تم الاتفاق على عدم الإنجرار إلى محاولات توريط الجيش فى الشارع مرة أخرى وعدم الانسياق وراء بعض المخططات الخبيثة لمحاولة النيل من حب الشعب المصرى لقواته المسلحة ، خاصة أن بعض الذين ينادون بعودة القوات المسلحة هم من نادوا من قبل بسقوط حكم العسكر ، مؤكدا على عدم الانجرار وراء أى أقاويل تظهر من الحين للآخر التى تطول القوات المسلحة، والتركيز فقط على العمل القتالى والاحترافى خلال الفترة الحالية. كما أن وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى ورئيس الأركان الفريق صدقى صبحى حريصان على تواصل دائم مع صغار الضباط والجنود فى جميع الفروع والجيوش والإدارات، حيث يتم عقد حلقات نقاشية معهم للرد على استفسارات الضباط والجنود، خاصة تلك المتعلقة بأسباب حملات تشويه الجيش وتجريح قادته. وأضاف المصدر أن عقائد وتقاليد المؤسسة العسكرية المصرية لن تتغير بتغير اتجاهات ومعتقدات أى رئيس، وستظل دوما فى صف الشعب المصرى، مادامت مطالبه مشروعة وأن الجيش سيظل دائما يراقب الوضع على الساحة الداخلية، ولن يسمح بأى أحداث من شأنها هدم الدولة وفى حالة تدخله سيكون لحفظ الأمن والحفاظ على الدولة دون الانحياز لأى طرف على حساب الآخر. وأكد المصدر أن الجيش يقف بالمرصاد ضد أى محاولات لتغيير عقائده لمصلحة حزب أو تيار معين، وأن عمليات الرقابة داخل وحدات الجيش مشددة جدا لمنع الترويج لأفكار سياسية معينة، مشيرا إلى إن مسألة المطالب بالسماح بإطلاق اللحية بين المجندين وغيرهم داخل المؤسسة العسكرية أمر مرفوض تماما لأنه يخالف التقاليد العسكرية المعمول بها منذ سنوات طويلة. وقال إن محاولات بعض التيارات السياسية تشويه قادة القوات المسلحة أو أفرادها غير مقبولة نهائيا فهى محاولات للعب بالنار، والمؤسسة العسكرية لا تعمل بالسياسة وليست طرفا فى الصراع السياسى الذى تشهده مصر حاليا. وقال مصدر عسكرى إن القوات المسلحة بالتعاون مع الشرطة وصلت إلى مرحلة متقدمة جدا من تجفيف منابع بيع الأسلحة وتهريبها فى سيناء وكذلك حصار المنتمين لجماعات “جهادية” و”إرهابية” وأن الجيش يدرك جيدا مطامع العديد من الجماعات التكفيرية للتمركز فى سيناء وتضع خطة محكمة خاصة على الحدود الغربية من قبل قوات حرس الحدود لمنع تسرب الأسلحة وتهريبها قبل أن تصل إلى سيناء، حيث إنها أصبحت المصدر الرئيسى لأسلحة الخارجين على القانون فى سيناء. وحول ما بثته شبكة “ فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية حول وجود عمليات بيع للأسلحة المهربة من ليبيا فى سيناء بنظام المزادات السرية . وأضاف المصدر أن الجيش واع تماما لمثل هذه الأمور ويقوم بإجهاض دخول أى أسلحة إلى سيناء سواء بنشر قوات بجميع مداخل ومخارج سيناء أو تمشيط السواحل البحرية عن طريق مقاتلات القوات البحرية فى البحر الأحمر علاوة على الاستمرار فى هدم الأنفاق التى تحول الكثير منها إلى طريقة لتهريب الأسلحة، مؤكد أن عملية تطهير سيناء من البؤر الإجرامية مستمرة وأن الجيش والشرطة لم تصلهما أى تعليمات من الرئاسة أو غيرها بتوقفها.