مارس شهر أعياد المرأة فى كل أنحاء العالم، ففى 8 مارس يحتفل باليوم العالمى للمرأة، ويوم 16 مارس يوم المرأة المصرية، و 21 مارس عيد ست الحبايب «عيد الأم»،كل هذه الاحتفالات لم تحظ بها المرأة كشكل من أشكال الوجاهة أو الرياء أو النفاق بل بقصص وبطولات وتضحيات وتحديات للصعاب بل وصل الأمر إلى استشهادها فى سبيل مبادئها. ففى هذا الشهر منذ ما يزيد على تسعين عامًا بالأخص يوم 16 مارس 1919 سقطت أول شهيدة سيدة وهى حميدة خليل من أجل مصر فى تظاهرة جمعت 300 سيدة تحت قيادة هدى شعراوى،وبعد أربع سنوات فى مثل هذا اليوم قادت مرة أخرى هدى شعراوى مظاهرة هى الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصرى للمرأة هدفه الدفاع عن المرأة وتحسين مستوى التعليم وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية، فهل سيضيع نضالهن فى سبيل الحرية أم سنواصل كفاحهن ضد الانتهاكات المعنوية والبدنية لسيدات مصر وهذا هو السؤال الدائر فى ذهن كل سيدة مصرية. هل ستظل المرأة محتفظة بما حققته من إنجازات خلال العقود السابقة؟! فهل ستواجه المرأة كل هذه التحديات مع التغييرات السياسية التى تشهدها البلاد والتى سوف تؤثر على الاحتفال بالمرأة أو باختيارها فى المناصب القيادية أو الانتخابات البرلمانية سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة. فنضال المرأة المصرية فى القرن التاسع عشر كان ضد الاحتلال والاستبداد والمطالبة بالاستقلال، أما نضال المرأة الآن اختلف اختلافًا كبيرًا، فبعد أن حصلت المرأة على كثير من حقوقها وشاركت فى كثير من مجالات الحياة بل شاركت فى ثورة 25 يناير وقامت بدور لا يقل أهمية عن دور الرجل وكانت إلى جانبه لأنها شريك فى الوطن، لكن الآن ينظر إليها على أنها جسد لا كمواطن له حقوق وعليه واجبات، والآن تناضل المرأة ضد ما يحدث من وسائل انتهاك معنوى وبدنى ومن النيل من مكتسباتها خاصة بعد أن تعرضت نساء مصر إلى أقصى أنواع العنف البدنى وهو التحرش الجنسى، وهو ما دعا المجلس القومى للمرأة أن يواصل حملاته ضد كافة الوسائل والأشكال التى تسئ إلى المرأة بجانب منظمات حقوقية التى تدافع عن المرأة تحت شعارات مهمة جدًا منها «بنات مصر خط أحمر» وهن شقائق الثورة، والعنف مهانة والصمت مهانة. فكيف نحافظ على مكتسبات المرأة ونحن على أبواب الانتخابات البرلمانية؟! يجب أن يوجد مقترح لآلية تضمن للمرأة أن تدخل المجلس ويكون لها مقعد فى مجلس الشعب، لأن مصر بحداثتها وتكوينها الثقافى الذى ينطلق من تعاليم الدين الإسلامى الحنيف الذى يكرم المرأة ومبادئ حقوق الإنسان التى تشهد بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما قال «خيركم خير لنسائه وأنا خيركم لنسائى» صدقت يارسول الله فالمرأة لن تتنازل عن مكتسباتها التى ناضلت واعتقلت وسجنت واستشهدت فى سبيل حقوقها ولن تكسر إرادتها. تحية إعزاز لكل مصرية على أرض مصر ساهمت وتساهم فى بناء هذا الوطن فى كافة المجالات لتحقيق التنمية والرخاء والعدالة والحرية لمصر أم الدنيا لرفعة شأنها وشأن أبنائها فرفقًا بالقوارير.