تحتفل المرأة المصرية غدا بعيدها السنوي التزاما بقرار الأممالمتحدة الذي اختار يوم السادس عشر من مارس عيدا للمرأة, والذي يحث الدول الأعضاء علي الاحتفال به .. , ويأتي الاحتفال ليس فقط لأنه يرتبط بذكري مشاركة المرأة المصرية في مواجهة الاستعمار عام1919 ونضالها من أجل الاستقلال, وسقوط أول شهيدة من أجل الوطن, وهي السيدة حميدة خليل, وقد تظاهرت في هذا اليوم أكثر من300 سيدة بقيادة السيدة هدي شعراوي رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية ومنددات بالاحتلال البريطاني والاستعمار. وفي نفس هذا اليوم وبعد مرور أربعة أعوام نادت السيدة هدي شعراوي بمظاهرة أخري وهي الأولي من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصري للمرأة, وكان هدفه هو تحسين مستوي تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية. واستمرت المرأة المصرية في المشاركة في جميع أوجه الحياة سواء كانت سياسية أو اجتماعية حتي أصبحت الآن عضوا برلمانيا ولها الحق أيضا في التصويت ومنهن من اختير لتشغل مناصب رفيعة كالوزراء والقضاء والسفراء. يقول د. أحمد يحيي عبدالحميد أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس من الرائع ان تحتفل مصر بعيد للمرأة, وأن تحدد لهذا الاحتفال يوما رسميا حتي يتذكر المجتمع أهمية الأدوار التي تقوم بها المرأة وعدم تهميشها والنظر بموضوعية الي مشكلاتها والموضوعات التي تعاني منها, خاصة أننا في مجتمع نسبة الاناث فيه تكاد تساوي نسبة الذكور, وكل التغييرات والتطورات التي شهدتها المرأة المصرية عبر زمن طويل منذ ثورة سنة1919 وحتي الآن ورغم بعض الحقوق التي حصلت عليها في القوانين والدساتير إلا أنه وللأسف مازال دور المرأة مهمشا وغير واضح المعالم في كثير من القضايا, وعلي سبيل المثال مازال الدور السياسي للمرأة يكاد يكون معدوما أو محصورا في نسب لا تتعدي1 أو2%, كذلك الدور التنموي للمرأة في قيادة المجتمع نحو الأفضل مازال مقصورا علي الرغم من خروج المرأة للعمل والتعليم وتوليها العديد من المناصب الإدارية والقيادية في المجتمع. ويضيف د. أحمد يحيي أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المرأة المصرية هي مشكلة ثقافية, فمازالت وللأسف الشديد بعض الدعوات في المجتمع المصري تطالب بعزل المرأة أو عودتها الي المنزل بدعوي عدم الاختلاط مع الرجال هذا بالاضافة إلي عدم الاعتراف بقدرات المرأة العقلية والانسانية والفكرية التي قد تتفوق فيها علي الرجال, ذلك في الوقت الذي تعول فيه أكثر من ثلث نساء مصر أسرهن في حالة غياب الأب أو فقدانه. ويتساءل استاذ علم الاجتماع هل يكتفي بتحديد يوم واحد للاحتفال بالمرأة المصرية أم يجب تفعيل هذا الدور لطرح ومناقشة قضايا المرأة المصرية في الريف والمدينة وفي محيط العمل والانتاج وفي الخطاب الثقافي الذي يوجه للمجتمع؟!.. ويري أن أهم من الاحتفال اننا نحتاج لدور داعم للمرأة للمشاركة الحقيقية الفعالة في صياغة مستقبل مصر تنمويا وثقافيا وفكريا وانتاجيا, فالمرأة لا تقل بأي حال من الأحوال في قدراتها وامكانياتها عن الرجل إذا اعطيناها الفرصة الحقيقية.