ما نتحدث عنه فى هذه العجالة من مبادئ: «الشورى» حين قال النبى صلى الله عليه وسلم «أشيروا علىّ أيها الناس» وبعده قال أبو بكر الصديق كلمته. وقال عمر بن الخطاب كلمته وتبعهما المقداد ابن الأسود وسعد بن معاذ، فسُر النبى صلى الله عليه وسلم وقال لهم «سيروا وأبشروا». ويؤكد د. محمد عشماوى الداعية الإسلامى على أن الإسلام سن مبدأ الشورى بين الحاكم والمحكوم ووثّق الحق تبارك وتعالى هذا المبدأ فى قرآنه «وأمرهم شورى بينهم» وحض رسوله صلى الله عليه وسلم على استخدامه هذا المبدأ فى قوله «وشاورهم فى الأمر» لأن الشورى تنهى الاستبداد وتحد من الظلم وتظهر العدل. فلو بقى الحاكم بلا مشورة ممن حوله لاستبد برأيه ووصل به الأمر لأن يردد على شعبه كما قال فرعون قاتله الله «أنا ربكم الأعلى» وعندها قال عنه الحق تبارك وتعالى كما قال عن قارون «فخسفنا به وبداره الأرض». والشورى من اللبنات التى استخدمها النبى صلى الله عليه وسلم فى بناء صرح الأمة الإسلامية.. وكانت مبدأ صار عليه من خلف النبى من الخلفاء الراشدين والصحابة والتابعين. ويعود بنا د.عشماوى إلى السنة الخامسة للهجرة كتطبيق عملى للشورى على أرض الواقع حيث تجمع حول المدينة جيش كبير من قريش وبعض القبائل بلغ عدده عشرة آلاف مقاتل بتحريض من اليهود. وعندما وصلوا إلى مشارف المدينة. جمع النبى أصحابه وأخذ يسألهم واحدًا واحدًا وكان وهوالنبى يستطيع أن يأخذ برأيه والكل يسيرون خلفه «ولكن واحدًا من الصحابة وكانت له أصول فارسية «سلمان الفارسى» فأنصت له النبى صلى الله عليه وسلم فقال «سليمان» يا رسول الله:كنا ونحن فى فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا.. أى حفرنا خندقًا يحول بيننا وبين عدونا. هنا نزل النبى صلى الله عليه وسلم عن رأيه ورأى فى رأى سلمان الصواب فأخذ بمشورته وأخذ ومعه المسلمون يحفرون خندقًا حول المدينة مما حمى المسلمين من المشركين الذين أرسل الله تبارك وتعالى عليهم ريحًا عاتية قلعت خيامهم وردتهم إلى ديارهم خائبين.