تتردد على مسامعنا بين الحين والآخر كلمة «النسخ» وبصفة خاصة عند دراستنا للقرآن الكريم ومفرداته. وقد لا يعى البعض معنى هذه الكلمة. ولهذا سألنا أهل العلم فأجابنا الدكتور محمد عشماوى زيدان الداعية الإسلامى ومدير إدارة العلاقات الخارجية لأوروبا والأمريكتين بوزارة الأوقاف بقوله: يطلق لفظ النسخ ويراد منه الإزالة.. فلو قلنا نسخت الشمس الظل.. أى أزالته..فهذا معناه فى علم اللغة.. أما النسخ فى الشريعة فهو رفع الحكم الشرعى بخطاب شرعى. وهنا يطلق علماء الشرع كلمة الناسخ على الحق تبارك وتعالى ففى قوله تعالى « ما ننسخ من آيه».. فيقال هذه الآية ناسخة لآية كذا. فآية المواريث نسخت حكم الوصية للوالدين أو الاقربين.. ولهذا فالنسخ لا يكون إلا فى الأوامر والنواهى سواء كانت صريحة أو بلفظ الخبر الذى يفضى إلى الأمر والنهى. ويؤكد د. عشماوى على أن الناسخ والمنسوخ كعلم شرعى يجب على المسلمين أن يتعلموه حتى لا تختلط الأحكام.. ونذهب إلى على ابن أبى طالب كرم الله وجهه باب مدينة العلم كما أطلقوا عليه.. فقد روى عنه أنه مر على قاض فقال له: أتعرف الناسخ من المنسوخ؟. فقال القاضى: لا. فقال علىّ رضى الله عنه: هلكت وأُهلكت. ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فى النسخ.. وكان قد نهى فى حديث له زيارة القبور فنسخه بحديث آخر بقوله: « كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور. ألا فزوروها. ويوضح د. عشماوى أن أفعال الله لا تعلل بالأغراض. فله أن يأمر بالشئ فى وقت وينسخه بالنهى عنه فى وقت وهو أعلم بمصالح العباد. كما فى قوله تعالى « وإذا بدلنا آية مكان آية» وقوله « ما ننسخ من آية أو نأت بخير منها أو مثلها». وعن ابن عباس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرؤنا أُبىّ وأقضانا. وإنا لندع من قول أُبىّ. وذلك أن أُبُيا يقول: لا أدع شيئًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس من حكمة للنسخ إلا لمراعاة مصالح العباد.