النواب يعقب على ملاحظات نقابة الصحفيين بشأن قانون الإجراءات الجنائية    «الآن عبر الرابط» الاستعلام عن مسابقة التربية والتعليم عبر بوابة الوظائف الحكومية    التحالف الوطنى يوقع بروتوكول تعاون مشترك بين 3 وزارات    خلال فعاليات أكبر بعثة مصرية لطرق الأبواب لبريطانيا.. وزير الاستثمار: نستهدف تنفيذ سياسات متكاملة لتشجيع تدفقات رؤوس الأموال وتيسير عمل الشركات الدولية    وزير الخارجية والهجرة يستهل زيارته لواشنطن بلقاءات مكثفة مع أعضاء الكونجرس    فيضانات أوروبا: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 23 شخصًا    "لا يمكننا الانتظار إلى الأبد".. وكيل ميكالي يعلن فشل مفاوضاته مع اتحاد الكرة    حالة الطقس غداً الجمعة 20 سبتمبر 2024 ودرجات الحرارة المتوقعة.. «موجة حارة تضرب البلاد»    صحة أسوان تكشف حقيقة تلوث مياه الشرب    "حبيبتي" و"يرقة" و"مادونا".. أفلام تتنافس بمهرجان طرابلس للأفلام في لبنان    مرصد الأزهر يحذر من ظاهرة «التغني بالقرآن» (تفاصيل)    أمين الفتوى: المرأة الناحجة توازن بين عملها والتزامات بيتها.. فيديو    مجدى بدارن يقدم نصائح للأمهات من أجل تغذية سليمة للأطفال فترة الدراسة -(فيديو)    تزايد الضغط للدعوة إلى انتخابات مبكرة في أيرلندا عقب ارتفاع شعبية رئيس الوزراء    أول رد فعل من ناصر عبدالرحمن بشأن صورته المتداولة مع صلاح التيجاني    956 شهادة تراخيص لاستغلال المخلفات    استشهاد وإصابة 7 فلسطينيين جراء اقتحام قوات الاحتلال لجنين بالضفة    الدكتورة رشا شرف أمينًا عامًا لصندوق تطوير التعليم بجامعة حلوان    "مجلس حقوق الإنسان": المجتمع الدولى لا يبذل جهودا لوقف إطلاق النار فى غزة    جيش الاحتلال: مقتل ضابط وجندى فى استهداف بصاروخ مضاد للدروع على الحدود مع لبنان    مستشفى "حروق أهل مصر" يعزز وعي العاملين بالقطاع الصحي ضمن احتفالية اليوم العالمي لسلامة المرضى    محافظ كفرالشيخ يوجه بالتيسير على المواطنين في إجراءات التصالح على مخلفات البناء    القوات البحرية تنجح في إنقاذ مركب هجرة غير شرعية على متنها 45 فردا    الأزهر للفتوى الإلكترونية يعلن الإدعاء بمعرفة الغيب يؤدى إلى الإلحاد    مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما يُكرم «هاني رمزي» في دورته السابعة    مركز الأزهر للفتوى: نحذر من نشر الشذوذ الجنسى بالمحتويات الترفيهية للأطفال    رسميا.. موعد صرف معاشات أكتوبر 2024 وطريقة الاستعلام    ميدو عادل وإيهاب فهمي يدعمان أحمد عزمي: صاحب موهبة حقيقية    محافظ بني سويف: إزالة 272 حالة بحملات المرحلة الثالثة من الموجة ال23    بينها التمريض.. الحد الأدنى للقبول بالكليات والمعاهد لشهادة معاهد 2024    فيلم عاشق على قمة شباك تذاكر السينما في مصر.. تعرف على إيراداته    محاكمة القرن.. مانشستر سيتي مهدد بالطرد من جميع مسابقات كرة القدم    توقعات برج الحمل غدًا الجمعة 20 سبتمبر 2024.. نصيحة لتجنب المشكلات العاطفية    "الموت قريب ومش عايزين نوصله لرفعت".. حسين الشحات يعلق على أزمتي فتوح والشيبي    بنك إنجلترا يبقى على الفائدة عند 5 %    برلماني عن ارتفاع أسعار البوتاجاز: الناس هترجع للحطب والنشارة    من هن مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم وإِخوته في الرَّضاع وحواضنه؟ الأزهر للفتوى يجيب    تعاون مصري إماراتي جديد.. الحكومة توافق على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية    أخبار الأهلي: بعد تعاقده مع الأهلي.. شوبير يعلن موعد بداية برنامجه    عاجل| حزب الله يعلن ارتفاع عدد قتلى عناصره من تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية ل 25    "بداية جديدة".. تعاون بين 3 وزارات لتوفير حضانات بقرى «حياة كريمة»    "ناجحة على النت وراسبة في ملفات المدرسة".. مأساة "سندس" مع نتيجة الثانوية العامة بسوهاج- فيديو وصور    مركز الأزهر: اجتزاء الكلمات من سياقها لتحويل معناها افتراء وتدليس    أبرز تصريحات الشاب خالد ف«بيت السعد»    "بيوصل خمور لأمها وعاشرها مرة برضاها".. مفاجأة في اعترافات مغتصب سودانية بالجيزة    انتشار متحور كورونا الجديد "إكس إي سي" يثير قلقًا عالميًا    جامعة الأزهر تشارك في المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    محافظ المنوفية يضع حجر أساس لمدرستين للتعليم الأساسي والتجريبية للغات بالبتانون    حزب الله يهاجم تمركزا لمدفعية إسرائيلية في بيت هيلل ويحقق إصابات مباشرة    إخماد حريق نتيجة انفجار أسطوانة غاز داخل مصنع فى العياط    محافظ الإسكندرية يتابع المخطط الاستراتيجي لشبكة الطرق    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة ضيفا على موناكو وآرسنال يواجه أتالانتا    «الرقابة الصحية»: نجاح 11 منشأة طبية جديدة في الحصول على اعتماد «GAHAR»    ضبط عنصر إجرامى بحوزته أسلحة نارية فى البحيرة    «الأمر صعب ومحتاج شغل كتير».. تعليق مثير من شوبير على تأجيل الأهلي صفقة الأجنبي الخامس    مأساة عروس بحر البقر.. "نورهان" "لبست الكفن ليلة الحنة"    لو عاوز تمشيني أنا موافق.. جلسة حاسمة بين جوميز وصفقة الزمالك الجديدة    دورتموند يكتسح كلوب بروج بثلاثية في دوري الأبطال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة حقائق .. وأكاذيب
نشر في أكتوبر يوم 27 - 01 - 2013

مازالت ثورة 25 يناير حبلى بالأسرار التى لن يكشف عنها فى المرحلة الراهنة بل ستحتاج ربما إلى سنوات قبل إظهارها.. إلا أن المشهد السياسى المصرى عاش على وقع أحداث ملتهبة عقب سقوط النظام السابق وتولى المجلس العسكرى السلطة، كان أبرزها مشاهد العنف والقتل فى شارع محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء وستاد بورسعيد وغيرها من النقاط المظلمة التى كادت تفسد الثورة وهو ما اتفق الخبراء على تسميتها بتداعيات الثورة فى المرحلة الانتقالية إلا أن الثورة دخلت مرحلة جديدة مع انتخاب د. محمد مرسى كأول رئيس مدنى فى تاريخ مصر بعد أن تسلم السلطة من المجلس العسكرى الحاكم وبدأ فى إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وسط مقاومة عنيفة من بقايا فلول نظام مبارك التى تسعى للحفاظ على مصالحها .
وبعد مرور عامين على الثورة علينا أن نتوقف ونسأل ماذا حدث منذ انطلاقتها قبل 24 شهرًا وحتى الجمعة 25 يناير 2013 وما هى الحقائق والأكاذيب حول أحداث هذه الفترة الزمنية الذاخرة .. ومتى نقول أن الثورة حققت أهدافها ومصر فى طريقها للانطلاق.
وإليكم الإجابات . .
يرى د. إكرام بدرالدين رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن ثورة25 يناير فجرها الشباب فى البداية، لكنها تحولت بعد ذلك إلى ثورة شعب بأكمله، مشيرًا إلى أن الثورة جمعت كافة أطياف الشعب مع قواه السياسية رغم اختلاف توجهاتهم، ونادوا بصوت واحد مطالبين بإسقاط نظام مبارك، لافتًا إلى أن هذا الهدف منحهم روح الوحدة، حتى تمكنوا من تحقيقه جزئياً، مشددًا على أنه عندما ضعفت روح الوحدة بين الأطياف السياسية بدأت مرحلة ثانية تتمثل فى الصراع على السلطة، وأوضح أن الشباب هم عصب الثورة لكنهم يشعرون بعدم تمثيل عادل أو متوازن فى مؤسسات صنع القرار بعد الثورة مثل البرلمان والوزارة وباقى مؤسسات الدولة، ومع التوازى مع هذه الإشكالية فهم يتعجلون تحقيق النتائج فى محاكمة قتلة الثوار، واسترداد الأموال المنهوبة، وتحقيق شعارات الثورة الثلاثة، عيش ، حرية، عدالة اجتماعية» وتحويلها إلى واقع ملموس يشعرون به خصوصًا فى ظل ما تعانيه مصر من تخبط فى المجال الاقتصادى أدى إلى مزيد من الأزمات.
وعن الأخوان والسلفيين قال: كان لهم دور فى الثورة مثل باقى القوى الأخرى، وهناك أداة مهمة حمت الثورة متمثلة فى الدور الكبير للقوات المسلحة المصرية، التى لم تتعامل مع الثورة بالقوة، ولم تنحز للنظام السابق ضد ثورة الشعب، والأكثر من ذلك أن قيادة الجيش أعلنت انحيازها لمطالب الشعب، مؤكدًا أن من أسباب نجاح الثورة هو إصرار كل أعضاء القوى السياسية والمواطنين الثائرين على البقاء فى كافة ميادين مصر لحين تحقيق الأهداف ويرى د . أكرم بدر الدين أن الثورة مرت بمرحلتين، الأولى هى إسقاط النظام القديم والثانية هى إقامة نظام جديد، وتفصل بينهما مرحلة أخرى هى المرحلة الانتقالية والتى لم تكتمل فى شكلها النهائى حتى الآن، إذ لابد أن يسبق ذلك التخلص تمامًا من النظام القديم، وتلك طبيعة المرحلة الانتقالية، وما يحدث الآن هو أمر تمر به النظم التى شهدت ثورات.. وعلينا تقليل الأضرار والسلبيات إلى أقصى حد ممكن بعد ما حدث نوع من الفراغ السياسى حيث إنه ربما لم تكن هناك قيادات راغبة بالاستمرار فى مناصبها لذا كان الاتجاه إلى التعامل مع قوة أكثر تنظيمًا ومتواجدة فى الشارع منذ 80 عامًا مما أدى إلى وجود تنسيق بين المؤسسة العسكرية وجماعة الإخوان التى استغلت هذا الظرف لتحقيق مكاسب سياسية، ومن العوامل التى خدمت الإخوان والتيار الدينى أنهم كانوا يعانون من الاضطهاد والتمييز فى ظل النظام السابق مما أوجد نوعًا من التعاطف معهم من بعض فئات الشعب، ولكن أن الغريب أن الإخوان عندما كانوا فى المعارضة كانوا يجدون تعاطفًا وتأييدًا من شرائح شعبية، وعندما وصلوا إلى سدة الحكم حملهم الشعب كل شىء على أساس أن كل من يمارس السلطة يتحمل المسئولية وبطبيعة الحال فى أى ثورة يكون هناك من هم مرتبطون بالنظام السابق ولهم مصالح معه ولا يجدون مصالحهم تُحقق فى ظل النظام الجديد لذا لا يتقبلونه ويحاولون إظهاره فى موقف الفاشل وفى هذا الصدد فإن الأمر يتوقف على كيفية التعامل مع بعض أتباع النظام القديم والمدافعين عنه.
وعن الدكتور محمد البرادعى وباقى القوى المدنية والذين تحالفوا فى البداية مع الإخوان ثم اختلفوا معهم يقول الخبير السياسى: بدأت صراعات السلطة تظهر، ومن يمارس السلطة يريد الاستمرار فيها.. ومن صار خارج السلطة يسعى إليها، ولكن السؤال الذى يفرض نفسه.. ماهى أدوات حسم الصراع؟.. هل يحسم بطريقة سلمية عبر صندوق الانتخابات أم سيحسم بالقوة والعنف وهل سيؤثر على الاستقرار السياسى للبلاد؟ وبرأيى أن الأفضل هو الاحتكام إلى القواعد الديمقراطية فى إدارة الصراع عن طريق صندوق الانتخابات ، لأن العنف سيتضرر منه الجميع، والكل خاسرون إذا استمر العنف وبالنسبة للانقسامات بين شباب الثورة يوجه د. إكرام بدر الدين سؤالاً إليهم قائلاً: هل تستطيعون الاتفاق والتوافق على إيجاد كيان موحد يمثلكم يمكنكم من خوض الانتخابات البرلمانية ؟عليكم التقدم بقائمة موحدة.. فإذا تحقق ذلك يمكنكم التحالف مع أطراف أخرى لتحقيق هدف الوصول إلى البرلمان أما عن أحداث 28 يناير ( جمعة الغضب) قال لا شك أن هناك من ارتكب جريمة حرق وتدمير أقسام الشرطة الذى تسبب فى انهيار وزارة الداخلية والاتهامات مازالت غير محددة.. والمسئول عما حدث حر طليق بدليل عدم ضبط المتورطين فى ذلك، وهناك اتهامات نالت أطرافًا عديدة فى الداخل والخارج، لكن لا يوجد دليل قوى ضد هذه الأطراف حتى الآن، ومازال الأمر لم يتحدد بشكل قاطع من المسئول عن هذه الأحداث الكبيرة، وربما يأتى يوم تتكشف فيها الحقائق وينال المجرمون جزاءهم.
أما مسألة الوقيعة بين الشعب والجيش بعد الأحداث الجسيمة التى حدثت إبان تولى الجيش السلطة وما تكرر من أحداث عنف وسقوط قتلىوجرحى فى مواقع عدة من محمد محمود إلى ماسبيرو إلى العباسية وبورسعيد وغيرها، فقد كانت الإشكالية الكبرى فى عدم تحديد المسئول عن هذه الأحداث، والذى عرف بما يسمى «الطرف الثالث» الذى لايزال حتى الآن مجهولًا، وأدى ذلك إلى فجوة بين الناس والمجلس العسكرى وطالب البعض بتخلى العسكريين عن إدارة البلاد خلال هذه الأحداث.
أما المظاهرات التى تصاحب ذكرى ثورة يناير فإن حق التظاهر السلمى يكفله الدستور، ومن حق المحتجين التعبير عن آرائهم فى مواقف الرئاسة والحكومة، ولكن ما يخشاه د. إكرام بدر الدين أن تؤدى المظاهرات إلى أعمال عنف تعطل أداء مؤسسات الدولة، وربما تتأثر المنشآت الحكومية والرئاسية من جراء هذا الاحتقان الذى يؤدى بالطبع إلى تعطيل جزئى أو كلى لمرافق الخدمات العامة، وهذا سيؤثر سلبًا على المواطن، مشيرًا إلى أن أفضل طريقة لحل الخلافات القائمة هو الاحتكام إلى العقل والمنطق والحوار، مؤكدًا أن النزول إلى الشارع لن يحل ما نختلف حوله.. وهذا ما لا نرغب فيه.
وينهى د. إكرام بدر الدين حديثه بدعوة جميع الأطراف حكومة ومعارضة إلى التعقل والاحتكام إلى الحوار لطرح كافة الموضوعات المختلف عليها على مائدة الحوار، وعدم التصلب فى الآراء، وأن تكون هناك مرونة للتوصل إلى حلول من جانب الحكومة والمعارضة حتى لا نصل إلى طريق مسدود، محذرًا الجميع من اللعب بالنار، وعليهم أن يضعوا مصلحة الوطن العليا فى المقام الأول، خاصة فى هذه المرحلة الدقيقة التى تمر بها مصر والمنطقة من حولنا.
الطبقة الوسطى
أما السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق فيرى أن المفجر الحقيقى لثورة يناير هو الإنترنت،وأن الشباب القادر على استخدامه ينتمى للطبقة الوسطى التى لا يوجد لديها أية انتماءات حزبية، أما كبار السن فقد فرحوا بالثورة، لأن أبنائهم هم من قاموا بها فنزلوا إلى الميادين لتأييدهم فى حين كان البعض مترددًا، ثم نزلت التيارات السياسية، مشيرًا إلى أن الإخوان تنقصهم الخبرة السياسية، وهم معذورون فى ذلك فلم يجربوا الحكم قبل ذلك، وأى منصب يتولاه أى شخص لا بد أن يكون قادرًا على اتخاذ القرارت المناسبة، والمنصب يحتاج إلى شخص يكون قد أثبت كفاءة فى أكثر من مكان، كما يجب أن يكون لديه القدرة على تحمل المسئولية، وعندما يتخذ أى قرار لا يكون معفيًا من المسئولية، فنحن فى حاجة الآن إلى أناس يتخذون قرارات بناء على خبرات سابقة، ونحن لا نتحدث عن خصوم وأعداء، ولكننا نتحدث عن أبناء الوطن كافة، لذا ينبغى على من لا يدرى أن يسأل من يدرى ويتقبل النصح، مشددًا على أن الحياة الاقتصادية معطلة بشكل كبير، والسياحة شبه مضروبة، والتجارة بعافية شوية، وعمال المصانع يطالبون بزيادة الأجور، ولهم حق فى ذلك لارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار، ولدينا مصانع توقفت عن الإنتاج، وهذه المشاكل لن يحلها إلا دوران عجلة الإنتاج الذى لن يعود إلا بعد تحقيق الأمن والاستقرار.
ويطالب بيومى كافة فئات الشعب بإتباع شعار جديد (لا صوت يعلو فوق صوت العمل)، لافتًا إلى أن من إيجابيات الثورة أنها كانت مفاجأة فكان من التوقع أن يقوم الجيش بانقلاب، لكن شباب الثورة سبقه بثورة شعبية بيضاء تاريخية عظيمة رفضت التوريث والاستبداد والفساد.
ويرى بيومى أن تعدد الحركات والائتلافات ليست انقسامًا.. فنحن لم نعتد على فكرة كيف نجمع الكل فى واحد، وكل واحد «عايز يعمل زعيم»، لذا تحولت هذه الحركات إلى جمعيات موجودة على الواقع قائمة على صداقات وليست مرتكزة على أهداف، ومن أخطر ما تواجهه مصر الآن الأزمة الاقتصادية، ويحتاج الشعب أيضًا إلى التوافق السياسى على شكل الحكم فى مصر.
رفع الظلم والفساد
ويؤكد محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائى أنه خلال فترة حكم مبارك لم يكن الكثير من التيارات له خبرات سياسية.. والدليل على ذلك أن الأحزاب السياسية المعارضة لم تكن تسعى للوصول إلى السلطة، وكان العمل السياسى أشبه بالكر والفر، وكان جهاز أمن الدولة يتجسس ويتصنت ويتابع طوال الوقت، مما جعل معظم الشباب الذين يمارسون العمل السياسى عندهم حرص.. وكل مجموعة تعمل وحدها، مما جعلهم يمارسون الحياة السياسية بدون خبرات.ويقول محمد زارع إن جماعة الإخوان جماعة منظمة استطاعت اللعب مع الجميع، فكانوا يقربون هؤلاء ويبعدون هؤلاء ويحاربون هؤلاء ويصالحون هؤلاء وهم الذين تمكنوا من الوصول إلى الحكم.
ويعتقد زارع أن الإخوان قسموا المجتمع أكثر، والسبب فى ذلك افتقادهم للأهداف الواضحة لتجميع المصريين وأهدافهم الحالية الاستئثار بالسلطة وبذلك فإن الجميع وقعوا فى الفخ، ولابد أن تعيد جماعة الإخوان حساباتها فهى جماعة وطنية عليها التشاور والتباحث مع باقى الجماعات الوطنية الأخرى لما فيه صالح المجتمع المصرى بكل طوائفه، ويشير زارع إلى أن الشعب المصرى لا يتوحد إلا فى حالة الخطر، ومن المخاطر التى جمعت المصريين أن حسنى مبارك ونظامه القمعى الديكتاتورى عاث فى الأرض فسادًا وظلم وقهر شعبه طيلة 30 عامًا نتج عنه انتفاضة الشعب فجاءت ثورة يناير المجيدة لتصحح الأوضاع، واليوم ينتظر أن يكون النظام الجديد أكثر ديمقراطية وألا يكرر أخطاء نظام مبارك، وأن يقوم بعمل إصلاحات.. وهى الفرصة الأخيرة أمامه بالتعاون مع كل فعاليات المجتمع.
وينهى زارع حديثه مشيرًا إلى وجود عداء بين البرادعى والإخوان لكن د.البرادعى أصبح يمثل خطرًا على الإخوان، مثلما كان خطرًا على نظام مبارك.. والبرادعى يرى أن نظام مبارك كان نظامًا قمعًيا يستحيل إصلاحه.. ويرى نفس المشكلة مع جماعة الإخوان بسبب عدم التواصل إلى تفاهمات مشتركة لحل مشاكل الوطن.
دور حاسم لشباب الثورة
من جانبه يقول د.عبد الله الأشعل عضو مجلس الشورى إن الشعب المصرى كانت لديه رغبة فى عدم استمرار النظام السابق بسبب ظلمه وطغيانه.. وكان الشباب هو الشرارة الأولى التى أشعلت الثورة للقضاء على الظلم والاستبداد، مع العلم أن الجميع لم يدرك إمكانية تحول انتفاضة الشعب إلى ثورة يمكن أن تسقط النظام، ولكنها بدأت بالاحتجاج على أسلوب التعامل الإنسانى لوزراة الداخلية مع المتظاهرين، مطالبين مبارك بتغيير وزير الداخلية حبيب العادلى.. لكن مبارك ونظام حكمه تعاملوا مع الموقف بغطرسة وعناد وعالجوا الامور بدون بُعد نظر فى الفترة ما بين 25 يناير إلى 11فبراير.. وانقسمت هذه الفترة إلى 3 مراحل المرحلة من 25 حتى 28 يناير حيث كانت الميادين تعج بالمظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات مع الشرطة.. ثم تطور الأمر إلى وقائع 28 يناير حتى ليل 2 فبراير حيث حاول مبارك أن يخدع الشعب المصرى كما تعود من قبل، لكن يوم 2 فبراير دخلت الثورة مرحلة جديدة هى الإصرار على إسقاط النظام.. وكانت مرحلة 2 فبراير - 11 فبراير مرحلة إشعال الثورة.. وقد قدر الله سبحانه وتعالى أن ينهار جهاز الشرطة الذى لم يتمكن من تفريق الناس.. وأصبحت المشاركة شاملة تجمع كل عناصر المجتمع المصرى بهدف إسقاط النظام لأنه كان نظامًا مخادعًا قدم الوهم وأخفى الحقيقة عن الشعب فنال جزاءه كما ينبغى.
النهب والتزوير
ويرى عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الاشتراكى أن السبب الرئيسى فى قيام ثورة يناير هو ارتفاع الأسعار، وانتشار الفساد فى جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، مرورًا بتزوير الانتخابات وسرقة مقدرات البلاد، واستحواذ فئة محدودة على الثورة مما أدى إلى إحتجاج الناس على هذه الأوضاع.. وكان من مقدمات الثورة اعتراض الشعب على العدوان الإسرائيلى على غزة.. والهجوم الامريكى على العراق والعربدة الأمريكية فى المنطقة.. ومع هذه الأحداث الجسيمة لم يلتفت النظام إلى مطالب الشعب مما أدى إلى الإحتقان السياسى الشديد.
أما التيار السلفى على وجه العموم فلم يكن لهم دور سياسى لأن الدولة كانت تقف لهم بالمرصاد وتمنعهم من المشاركة فى أى دور سياسى..لكن الإخوان لم يشاركوا فى بداية الثورة بدليل أن البيان الذى صدر عنهم أفاد بعدم المشاركة، لكنهم يوم 28 يناير عندما تيقنوا أن الثورة تبلورت، وبدأ النظام يتهاوى نزلوا إلى الميدان. وربما وافق ذلك هوى أمريكا..التى كانت تنشد الاستقرار بتولى التيار الدينى للحكم لأنهم قوة منظمة على أرض الواقع.
المساجد والميادين
ويشير مجدى أحمد حسين رئيس حزب العمل إلى أن السبب الرئيسى فى تفجر ثورة يناير هو إحساس المواطن بالظلم والطغيان والاستبداد الذى مارسه النظام السابق ضد أبناء الشعب المصرى على مدار 30 عامًَا.. وكان الحاكم يعمل كيفما شاء.. وسخر كل شىء لصالح زمرة حكمه وأفراد أسرته، بجانب تزوير الانتخابات، وعدم السماح بتداول السلطة.. وقد اختطفت البلد فئة معينة..وأدى كل هذا إلى تفشى الظلم الاجتماعى، وعدم الاهتمام بمصالح الجماهير،وعدم حل مشاكلهم الملحة.
وقد جمعت ثورة يناير جميع أطياف الشعب من مسلمين وأقباط وفقراء وأغنياء وريف وحضر.
والشباب كانوا هم شعلة الثورة ورمز الكفاح.. وأصبح ميدان التحرير ساحة لكل فئات المجتمع.
ويقول رئيس حزب العمل إن هذه الثورة التى أذهلت العالم كانت المساجد تشكل فيها نقطة تجمع للشعب لانطلاق المسيرات والمظاهرات خاصة المساجد الكبرى فى القاهرة وباقى المحافظات.. وأصبحت الساحات فى المحافظات مليئة بالشباب الذى يهتف بإسقاط النظام.
و يضيف مجدى أحمد حسين أن فتح السجون وانهيار وزارة الداخلية وانكسار قوات الأمن المركزى وفشل خطط حبيب العادلى لقمع طوفان الثورة، وتفريق الناس كل ذلك تسبب فيه شعور الناس بالمهانة، وعدم احترام كرامة الإنسان.. وفرض الظلم والقهر أدى إلى الانهيار المروع وسقوط النظام بلا رجعة وتنفس الشعب الصعداء.
الجماعات الإسلامية
ويقول د. أنور عكاشة عضو جماعة الجهادية إنه بلا شك إن الذى فجر ثورة 25 يناير هو كل القوى التى كانت تمثل معارضة حقيقية للرئيس المخلوع مبارك طوال فترة حكمة، وعليه يجب ألا ننسى دور الجماعات الجهادية التى كانت تظهر مفاسد حكمه، كما أن فساد مبارك نفسه ساعد على شحن الجماهير ضده فكل هذا يعتبر بمثابة مقدمات للثورة ويبقى فى النهاية الدور الأكبر للشباب الذى خرج يوم 25 يناير ممثلا فى كافة الحركات التى شاركت، وكذلك كان للدكتور محمد البرادعى دور فى بداية الثورة.
وأوضح أن الجماعات الإسلامية فى بداية الثورة كانت تعد وتترقب ما يحدث، ولولا دخول هذه الجماعات فى المعترك وساندت الشباب فى ثورتهم كان من الممكن أن تكون ثورة الشباب غضبة وتنكسر تحت ديكتاتورية النظام.. وفى وصفه لمعركة الجمل قال إن هذه المعركة كانت بمثابة «الفصل» فى نجاح الثورة واستمرارها خاصة أنها جاءت بعد الخطاب العاطفى للرئيس المخلوع مبارك والذى استعطف خلاله فئة كبيرة من الشعب المصرى، مضيفًا أنه لو لم تفشل هذه الهجمة «معركة الجمل» لانتهت الثورة أيضًا، فالذى حمى الشباب فى هذا الوقت كانت الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين.
وأشار د. عكاشة إلى أن دخول الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية ومشاركتهم فى الثورة حتى لو جاء متأخرًا كما يقول البعض فإنه أعطى شيئًا من التنظيم للثورة وتحويلها من مظاهرات غاضبة تطالب بالإصلاح إلى ثورة تطالب بتغيير النظام وخلع الرئيس ومحاكمة المفسدين أذناب النظام موضحًا: لكننا لم ندرك أن تنحى المخلوع عن السلطة وتسليم إدارة شئون البلاد إلى المجلس العسكرى بمثابة المؤامرة على الثورة وخداع للثوار الذين اكتفوا بخلع مبارك وهللوا بنجاح الثورة فى الوقت الذى لا تتعدى قيمة الأمر كونه خلعًا للرئيس وحسب.
وأضاف: أنه طالب بألا تنتهى الثورة قبل أن يتم خلع النظام كاملًا وتسليم السلطة لمجلس مدنى ومحاكمة رموز النظام الفاسد محاكمات ثورية.. لكن ما حدث من تولى المجلس العسكرى كان بمثابة فترة انتقالية طالت مدتها مما أعطى لفلول النظام والقوى المضادة والمتآمرين على الثورة الفرصة فى أن تتجمع وتعيد حساباتها حتى نجحت فى وضع عراقيل أمام الثورة.
وانتقد د. عكاشة ما حدث طوال الفترة الانتقالية من الاستجابة لكل المطالب الفئوية والاعتصامات والمظاهرات من زيادة لمرتبات وتعيينات إضافية والتى تم تلبيتها على حساب الاحتياطيات لتوصيل البلد إلى مرحلة الإفلاس.
وفى النهاية وجه نداء إلى كافة القوى والتيارات الليبرالية والإسلامية بأن تتآلف وتؤثر الاستقرار ولا نعتمد على فكرة إما أن نتفق فى هذه اللحظة أو نختلف تماما.. لكن علينا أن نتفق الآن فيما نتفق فيه حتى تستقر الأمور ثم نتناقش فيما نختلف حوله من أمور.
النخبة والمعارضة
ويرى د. نبيل الطوخى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنيا أن الذين فجروا الثورة هم الشباب، وقد لعبت النخبة دورًا مهمًا فى التجهيز للثورة من خلال الكتابات والآراء التى انتقدت النظام السابق، كما لعبت المعارضة دورًا أيضًا فى التهيئة للثورة.. ولا ننسى دور الشباب الذين تواصلوا عبر الإنترنت فى تنظيم المظاهرات.. والذين عبروا عن رفضهم للديكتاتورية، وقمع الشرطة للحريات.. كما حدث مع الشهيد خالد سعيد وآخرين.. وأيدت جموع الشعب المصرى الشباب فى موقفهم.. ونزل الجميع إلى الميادين.. حيث كانت معظم فئات الشعب يعانى من الفقر والظلم والاستبداد ولم تكن هناك عدالة اجتماعية ولا حرية سياسية.. وقد أصبحت الثورة واجبة.. وتزوير انتخابات 2010 كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، وقد تمادى النظام السابق فى مشروع توريث الحكم من مبارك إلى نجله جمال.. وكان ذلك سببًا رئيسيا فى التعجيل بالثورة، لافتا إلى أن المؤسسة العسكرية كانت رافضة للتوريث.. وهذه العوامل مجتمعة أدت إلى نجاح الثورة... مع أن حداً لم يتوقع سقوط النظام من بين أعمدته الرئيسية.. حيث كانوا يزعمون أن الأمور تحت السيطرة.. وأن مشروع التوريث سيتم بسلام، وفى مقابل ذلك كان النظام يسعى إلى كسب رضاء أمريكا وإسرائيل بأى ثمن فى سبيل تمرير مشروع التوريث مقدماً تنازلت أضرت بمصالح الوطن، ولم يعبأ برفض الشعب بالرغم من أن جهاز المخابرات أبدى اعتراضه على مشروع التوريث. أما الاخوان فقد التحقوا متأخرين بقطار الثورة، وكان ذلك فى 28 يناير.. والسلفيون كانوا ضد فكرة الثورة.. وكان لهم دور فى الثورة.. والشعب المصرى هو من فجر الثورة وهو الذى حمى ثورته، حيث انتشرت اللجان فى كافة المناطق والأحياء لحفظ الأمن والنظام فى ظل انهيار الشرطة وغيابها عن الشارع المصرى، كما قامت القوات المسلحة بدورها فى حماية الثورة وانحازت للشعب ضد النظام السابق وساعدت الشعب على خلعه.
ولكن الفلول الذين يملأون الثورة المضادة، وهم الذين فقدوا مصالحهم، ولا يريدون نجاح الثورة، كما أن المجلس العسكرى لم يتصد للبلطجية بحزم بمواجهتهم بأحكام عسكرية رادعة.. ولم تكن هناك احكام قاسية ضد من يقطعون الطرق ويروعون الآمنين، ويسرقون المرافق العامة.. وهذا الوضع مستمر حتى الآن.. والحل ممكن فى إصدار تشريعات للحد من البلطجة، والعمل على إعادة عجلة الإنتاج للدوران من جديد.
ويرى د. نبيل الطوخى أن شباب الثورة الذين فجروها لم يصلوا إلى السلطة، وهذا حقهم كباقى فصائل الشعب وذلك لأنهم تنقصهم الخبرة السياسية.. مما أدى إلى انقسامات بين صفوفهم.. ومن الممكن لشباب الثورة أن يعيدوا اللُحمة فيما بينهم حتى يستطيعون تحقيق أهداف الثورة بالتالى مع باقى مكونات القوى المدنية.. وعليهم تفادى الفرقة والتشرذم.. والتوحد فى حزب واحد تكون أهدافه متطابقه مع أهداف الثورة... وعلى القوى والأحزاب المدنية التخلى عن أحلامهم الخاصة.. والتوصل إلى قيادة موحدة تعمل من أجل مصر ومستقبلها.
ويتساءل د. نبيل الطوخى عمن أخفى أدلة و مستندات ووثائق أحداث جمعه الغضب (28 يناير) فهناك مستندات تم اخفاؤها أو تدميرها بفعل فاعل.. والآن جهات التحقيق ليس لديها دليل رسمى يدين الجناة الذين فتحوا السجون وقتلوا المتظاهرين ودمروا أقسام ومراكز الشرطة.
الثورة والفلول!
ويقول د. عثمان محمد عثمان رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر إن الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تأتى فى ظل انقسام كبير فى الشارع السياسى المصرى بين القوى السياسية والشعبية حيث سيحتفل فصيل بالثورة على اعتبار أنها نجحت وتم تغيير النظام بنظام آخر ويجب أن تستقر الأمور، أما فصيل آخر فيرى أن الثورة تم اختطافها وقفز عليها تيار بعينه وبالتالى لم تحقق أهدافها مطالباً بالاستمرار بالوسائل السلمية لتحقيق مطالب الثورة.
وأضاف أنه بين هذا الفريق وذاك نرجو أن يتم التعبير عن وجهة نظر كل فريق بشكل حضارى وسلمى بشكل لا يعرض مصالح الوطن أو المرافق والهيئات لأى خسائر، فليعبر كل منهما عن وجهة نظره دون إنهامات بالخيانة.
وأكد انه ابتداء من 25 يناير حتى تنحى الرئيس مبارك شاركت كل القوى السياسية وفى مقدمتها الشباب وبقية القوى التى خرجت تباعا، لكن الجميع كانوا على قلب رجل واحد ولذلك نجحت الثورة فى تحقيق الهدف، أما فى الفترة التى أعقبت رحيل رأس النظام السابق فلم يكن هناك وحدة فى الهدف فما نراه الآن هو تشتت بين كل القوى وكل طرف يحاول أن يأخذ مغنمًا من مغانم الثورة حتى ضاعت بينهم أهدافها ولم تحقق طموحات المواطن المصرى الذى خرج من أجل المطالبة بحياة كريمة.
وأوضح رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة 6 أكتوبر أن جميع القوى شاركت والديمقراطية تقتضى أن نحترم ما وصلنا إليه من خلال الصندوق، لكن هذا ليس معناه أن ننفى أو ننسى بقية القوى التى شاركت فى الثورة، فليس من حق أحد أن ينسب لنفسه إنجاح الثورة.
وانتقد ما يثار بين الحين والآخر حول تقسيم المصريين إلى ما يسمى ب «فلول» أو غير «فلول» مؤكداً أن إطلاق الاتهامات على عوامها يفتقد إلى الدقة والموضوعية والتقييم العلمى فليس جميع الوزراء أو المسئولين ممن عملوا فى النظام السابق كانوا فاسدين.
والتجربة أثبتت أن من كتب له النجاح كانت له خبرات قديمة، ولعل هذا كان وراء تغيير أكثر من حكومة وعليه فإن مسمى «الفلول» وجعله شماعة تحتاج إلى إعادة نظر.
ويقول ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل وعضو مجلس الشورى إن العامين الماضيين حدثت فيهما أمور عديدة أبرزها الإطاحة بالنظام السابق ورموزه لكن أهداف الثورة التىخرج من أجلها الناس لم تحقق، وبالتالى لابد أن يتظاهر المواطنون فى الخامس والعشرين من يناير المطالبة بتحقيق أهداف الثورة.
وبدون شك كان هناك تنسيق بين الإخوان وباقى تيارات الإسلام السياسى أوصلونا للمرحلة الحالية، لأن أداءها شابه سلبية.. وأهدافهم هى التمكين من الوطن.. وكانت الانقسامات بين قوى المجتمع خاصة القوى المدنية والليبرالية والأخرى الإسلامية تجلى ذلك فى الدستور لذلك كان هناك ارتبارك واضح فى أداء الإسلام السياسى.
ويرى الشهابى أنه كان هناك تنسيق بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين، فالمجلس العسكرى عندما تسلم السلطة فوجئ بأنه لا يوجد جماعة منظمة أمامه سوى الإخوان الذى أسند إليهم فى تشكيل الدستور برئاسة طارق البشرى وصبحى صالح وهما اللذان وضعا خريطة الطريق التى أدت إلى الارتباك الذى عشناه ونعيشه الآن.. ووصلنا إلى الانقسام الواضح فى الشارع المصرى.
الأمر الثانى للتأكيد على وجود تنسيق بين العسكر والإخوان هو نتائج انتخابات الرئاسة كان واضحا أن المجلس العسكرى كان يريد أمرا آخر وكان مقتنعا أن الإخوان هم الأقدر على إدارة أمور البلاد، حتى الجمعية التأسيسية سيطر عليها الإسلاميون وظهر الدستور لتحقيق مصالح فصيل واحد.
اضطرابات
ويقول اللواء أحمد عبد الحليم الخبير العسكرى والاستراتيجى إن الثورة حتى الآن مازالت فى مرحلة الاضطرابات وهذا أمر طبيعى ولا يضر، لأن هذه هى طبيعة الثورات الجذرية.. هناك أجهزة تهدم وأخرى تبنى، وهناك تغيير كبير حدث لكنه آثارها لم تتضح منذ صدور الإعلان الدستورى فى مارس 2011 والمجلس العسكرى عمل برنامجا زمنيا وتعهد بالحفاظ عليه حتى سلم السلطة.
ويرى اللواء عبد الحليم أن هناك ثلاثة مفاتيح رئيسية فى المرحلة القادمة هى الاستقرار والأمن فى إطار القانون.. وإذا استطعنا تحقيق هذه الثلاثية ستكون مقدمة للانطلاقة فى المرحلة القادمة لإعادة بناء الدولة فى كافة المجالات.. بخلاف أمر مهم أن نبتعد على كل الخلافات الداخلية بين أطياف المجتمع والقوى السياسية.
ويضيف عبد الحليم دور القوات المسلحة مهم فهى التى حمت الثورة وسلمت السلطة وأمنت الانتخابات وهو أمر غير طبيعى لأنه دور الشعب أولا ثم الداخلية، وكان الاندماج الكامل للقوات المسلحة فى البناء السياسى للدولة من ضمن الأشياء الرئيسية التى أنجحت حرب أكتوبر وكان هناك هدف واضح لكل أطياف الدولة وكل يقوم بدوره.
وينفى عبد الحليم وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكرى بدليل نتيجة انتخابات الرئاسة عندما ظهرت لصالح الإخوان لم يتردد فى تسليم السلطة، لأنه كان يعتقد بالديمقراطية ويؤمن بمبادئها ويسلم السلطة للإخوان على الفور.. وفى استفتاء مارس 2011 وضع الخطة الرئيسية لبناء الدولة شملت الانتخابات مجلس الشعب ثم الشورى ثم الرئاسة، وكان هناك تدخلات أثناء هذه المراحل للوقيعة بينهم وبين بعض ثم بينهم وبين الجيش.
وهناك حادثة شهيرة فى أغسطس 2011 حول شائعات عن انهيار البنوك وسحب المواطنين ودائعهم ودعم الجيش للاقتصاد ب 3 مليارات جنيه، الأمر الذى أعاد الطمأنينة، وفى واقعة محافظ قنا نرفض استخدام الثورة لفض الاعتصام وأكبر شىء يحسب لدور القوات المسلحة، أنه رغم كل الخصومات والشتائم البذيئة لم ترد ردود مقابلة.
أما مارجريت عازر السكرتير المساعد للمجلس القومى للمرأة وعضو مجلس الشعب السابق فترى أنه خلال العامين الماضيين مرت أحداث عديدة على المواطن المصرى البسيط فلم يشعر بتحسن فى حياته ولم يجن ثمار الثورة التى ضحى من أجلها، لكن انحصرت على أشخاص استأثروا بالحكم.. فكانت هناك مظاهر فوضى عديدة، وللأسف كانت هناك حكومتان برئاسة شرف والجنزورى لم يحققا النجاح أو تغيير فى حياة المواطن الذى حاليا فى حالة غضب دائما، وهو ما نلاحظه فى الاعتصامات والمطالب الفئوية وعدم التحسن الاقتصادى، ولدينا أزمة اقتصادية حقيقية وعدم الشفافية فى الطرح.. والدستور يصب لصالح فئة معينة، وكذلك كل القوانين والحوارات الاجتماعية فاشلة.. ومصرفى حالة غليان دائم.. والثورة استقطعت.
وتؤكد مارجريت عازر على وجود صفقة بين الإخوان والعسكر وكل الشواهد تؤكد ذلك وسمعنا ذلك من تصريحات لقيادات إخوانية مثل صبحى صالح الذى قال «كلما خططنا له أثناء كتابة الإعلان الدستورى وصلنا إليه»، وبالتالى الثورة المستمرة.
يكفى أن آخر المهازل أن المواطن يحدد له 3 أرغفة فى اليوم.. كما قال وزير التموين بدلا من أن يقول كيفية حل المشاكل نحن فى مأساة وكل مشاكل المواطن تلقى فى ملعبه.. وأين الحكومة والوزراء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.