فى ظل إصرار الرئيس السورى بشار الأسد على ممارسة وحشيته ضد شعبه الثائر، وخاصة فى مدينة حمص باستخدام الأسلحة الكيماوية وإطلاق صواريخ سكود، استطاعت الكتائب الإسلامية فى سوريا إنشاء جبهة جهادية موحدة ضمت كتائب أخرى من جنوب لبنان منتمية لجماعة حزب الله ومعها جماعات من اللاجئين الفلسطينيين المساندين لنظام الأسد. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن سيناريوهين متوقعين لتداعيات الأحداث فى سوريا، الأول يبدأ باستيلاء الثوار السنة على مخزونات الأسلحة الكيماوية بالتعاون مع مجموعة من المنظمات المتطرفة وينتهى بالقضاء على نظام الأسد فى الحال ، أما السيناريو الآخر فينتصر فيه الأسد بعد أن ينقل متعمداً أسلحة الجيش السورى إلى أعوانه وأصدقائه داخل حزب الله ، فيكون هذا بمثابة عملية إغراء لجماعة حزب الله الجهادية بامتلاك أسلحة لم يحصلوا عليها من قبل يمكن أن يستخدموها فى المستقبل ضد إسرائيل وتصبح بوليصة تأمين لهم ضد أى هجوم إسرائيلى مستقبلى عليهم بجنوب لبنان ، وهناك سيناريو ثالث مختلف تماماً عن السيناريوهين السابقين وهو ما تخطط له أمريكا الآن، بالسيطرة على الترسانة الكيماوية السورية بهجوم جوى واسع النطاق والإطاحة بنظام الأسد فى الحال . وأكدت مصادر عسكرية روسية لموقع «ديبكا» الإسرائيلى أنه رغم كل الجهود التحالفية بين روسيا وأمريكا ومن معهم من دول غربية أخرى، التى أكدت على أن إسقاط نظام الأسد أصبح أمرًا واقعًا، فإن الرؤية لم تتضح لهم حتى الآن، وليس لديهم ما يؤكد إذا كانت هناك تحركات لتسليم النظام السورى الفترة القادمة، ولكن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أعلن أنه سيبذل أقصى جهده باتباع برنامج سلمى للإطاحة بنظام الأسد واتفق مع أمريكا على ضمان سلامة أعضاء الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد فور سقوط نظامه، وفى حال موافقتهم على التنازل عن الحكم ستضعهم روسيا فى منطقة عازلة غرب البلاد وسيتم تأمينها بواسطة قوة دولية دون أن يتأذى أحد من العلويين، وبعدها سيتم نقل الحكم السورى إلى حكم الإئتلاف الوطنى السورى الذى سيتألف من مجموعة ممثلين عن حركات المعارضة . وترى أمريكا ودول الغرب ومعها إسرائيل أن أفضل وسيلة للقضاء على نظام الأسد هو حل المشكلة من جذورها من خلال تدمير بؤرة تجمعات المنظمات الجهادية الإسلامية فى سوريا التى لها اتصال جيد بالجماعات الجهادية الأخرى فى العالم وبحزب الله بجنوب لبنان خاصةً الذى يمثل منها تهديداً كبيراً على إسرائيل فى ظل تدفق الأسلحة المتطورة لأصدقائهم فى سوريا وامتلاك جماعة حزب الله طائرات بدون طيار من مختلف الأحجام تستطيع اختراق النظام الإسرائيلى لاعتراض الطائرات وأصبح لحزب الله ترسانة حربية فى جنوب لبنان تحتوى على مجموعة من مخابئ الأسلحة المتطورة مما يتعارض مع اتفاقيات وقرارات الأممالمتحدة.