شهدت مصر الأسبوع الماضى حالة من الانقسام الذى نزفت معه قلوب المصريين، بعد سقوط العديد من القتلى والجرحى، وزاد من حدة الانقسام الأحداث التى شهدها محيط قصر الاتحادية بمصر الجديدة مساء يوم الثلاثاء الماضى بعد وقوع اشتباكات بين المعارضة ومؤيدى الرئيس محمد مرسى من أنصار التيار الدينى والتى راح ضحيتها 5 أشخاص وأصيب أكثر من 644 آخرين بحسب بيان وزارة الصحة فى الوقت الذى تضاربت فيه الأرقام حول عدد المصابين بعد إعلان حزب الحرية والعدالة عن إصابة أكثر من 1500 من أنصار الحزب المتواجدين عند قصر الاتحادية . ومع تصاعد حدة الأوضاع وتهديد المعارضة باستمرار التصعيد و التظاهر والاعتصام سواء أمام قصر الرئاسة أو فى ميدان التحرير، تزايدت قوة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعى ، والمواقع الاليكترونية ، وما هى سوى لحظات حتى تجد نفسك أمام أخبار تعتقد من تكرار نشرها أنها أخبار حقيقية، إلا أنها ليست سوى مجموعة من الأكاذيب تحاول بعض الفصائل السياسية نشرها من اجل جنى ثمارها، وقد شهد نهاية الأسبوع الماضى ترديد بعض المواقع للعديد من الشائعات حول نزول القوات المسلحة إلى الشوارع خاصة بعد أن ارتفعت وتيرة الأحداث بجوار قصر الاتحادية , وتحدث البعض عن أن الرئيس طلب من الجيش العودة إلى الشارع ، وهو ما ينافى الحقيقة تماما ، فالقوات المسلحة منذ تسليم السلطة فى نهاية يونيو الماضى، إلى الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، عادت إلى مهمتها الرئيسية ودورها الحقيقى وهو التدريب الجاد والواقعي، الذى لايمكن التهاون فيه باى حال من الأحوال، وهو ما أكده مصدر عسكرى رفيع المستوى لى قائلا “ أن التدريب فى جميع الوحدات والتشكيلات والأفرع الرئيسية للقوات المسلحة لايتوقف من اجل الوصول إلى أعلى درجات الكفاءة القتالية فى إطار تنفيذ المهام الرئيسية للقوات المسلحة “. إن خروج القوات المسلحة من المشهد السياسى كان مطلبا من القوى الثورية واستجابت له القوات المسلحة بعد أن سلمت الأمانة التى ظلت تحملها على عاتقها منذ 28 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2012 , ورغم ذلك لم تغفل أبدا عن مهمتها الرئيسية فى التدريب والاستعداد القتالى والحفاظ على كفاءتها القتالية والفنية. إن القوات المسلحة ليست طرفًا فى الصراع السياسى الدائر حاليا فى مصر، وما يحدث هو محاولة من جانب بعض الفصائل السياسية لإدخال الجيش فى ذلك الصراع.. وهو ما لن يحدث أبدا، حتى وإن اجتمعت الإنس والجن على ذلك، لأن القوات المسلحة المصرية لا تنتمى إلى فصيل سياسى معين ، إنما تنتمى إلى مدرسة الوطنية والفداء التى اتخذت شعارها “ النصر أو الشهادة “ ، فهى صاحبة عقيدة راسخة منذ القدم ، وهى الحفاظ على تراب هذا الوطن، وحماية كيان الدولة، وهو ما يجعلها من أعظم المؤسسات العسكرية على مستوى العالم. إن القوات المسلحة المصرية عادت إلى دورها الطبيعى فى حماية الدولة، والجيش لن يتدخل إلا إذا دعى لحماية الشعب فى حاله نشوب أزمة. فالفصائل المتصارعة تحاول أن تحتمى بالجيش فى محاولة منها لتوريطه فى بحر السياسة، وإحداث وقيعة بينه وبين الشعب وهو ما فشلت فيه من قبل خلال المرحلة الانتقالية حينما كانت بعض الفصائل تحاول جر القوات المسلحة إلى الصدام، إلا أنه ضرب المثل فى القدرة على الوصول إلى أعلى درجات ضبط النفس , وهو ما يؤكد أن محاولات تلك الفصائل لن تنجح الآن أو فى المستقبل بإذن الله، وسيظل الجيش المصرى قويا متماسكا رغم محاولات البعض النيل منه من خلال الشائعات التى لا تجد سوى الأرض التى تتهاوى عليها مثل فراشات الضوء التى ما إن تقترب من المصباح حتى تسقط محترقة، كما إنها دائما ما تصطدم بحائط صد منيع هو عقيدة الجيش المصرى، لتذهب تلك المحاولات أدراج الرياح. كما نفى المصدر إصدار القوات المسلحة أى بيانات حول الدستور كما كانت تدعى بعض الفصائل، وقال “ لم نصدر أى بيان خاص بالأزمة الأخيرة، وأى بيان ننشره دائما ما يكون على لسان المتحدث الرسمى وعلى صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”. إن ذلك يعكس خطًا انتهجه الجيش يتمثل فى حماية الدولة، وكانت تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى خلال لقائه مع الدارسين فى كلية القادة والأركان واضحة لا تحتاج إلى تحليل أو تفسير حيث قال “إن ولاء القوات المسلحة للشعب والدولة، وأن مهمة القوات المسلحة الدفاع عن الوطن وحماية أمنه القومى فى الداخل والخارج مهمة مقدسة لا تهاون فيها “. إن القوات المسلحة تتابع ما يحدث على الساحة السياسية فقط، دون أن تقحم نفسها فى العمل السياسى، أو تعمل به , فهى مؤسسة محايدة تخدم الدولة وتحمى حدودها. لقد حاول البعض ترويج شائعات عن أن الجيش نزل مرة أخرى إلى الشارع و فى محيط قصر الاتحادية، ولم يدرك هؤلاء أن القوات التى نزلت بمحيط قصر الاتحادية، ووصلت إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون ، تابعة إلى قوات الحرس الجمهورى، ولم يتم الدفع بأى قوات من تشكيلات القوات المسلحة ، وهو ما أكده العقيد أركان حرب ا حمد محمد على المتحدث الرسمى للقوات المسلحة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك . إن محاولات استقطاب القوات المسلحة إلى فصيل لن تفلح أبدا . وستظل القوات المسلحة هى درع الوطن وسيفه.