أوضح السفير خليفة بن على بن عيسى الحارثى سفير عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أن الأيام الثقافية العمانية تتزامن مع احتفالات السلطنة بالعيد ال 42 الذى يشهد نشاطا ملحوظا للسلطان قابوس ومؤشراً ايجابياً ورسالة قوية تؤكد ثقة العرب فى مصر واستعادة مكانتها التاريخية فضلا عن كونهاإشارة إلى أن مصر فى طريقها إلى الاستقرار بالإضافة إلى أنه دعم بشكل غير مباشر لهذه المرحلة وللعلاقات الثنائية المتطورة دائما وفرصة للتواصل بين المثقفين ونظرائهم فى البلدين خاصة أن العديد من المفكرين والإعلاميين المصريين عملوا فى عمان وكذلك عدد من العمانيين درسوا فى مصر واستفادوا وتأثروا بالمدرسة الثقافية المصرية بشكل عام. وقال إن هذا النشاط هواستمرار لفعاليات سابقة واليوم تحتضن دار الأوبرا بالقاهرة احتفالية افتتاح الأيام الثقافية العمانية التى تنظمها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان فى مصر، وذلك تحت رعاية صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، وبحضور السفير الشيخ خليفة بن على بن عيسى الحارثى سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوب السلطنة الدائم لدى الجامعة العربية،والدكتور محمد بن مبارك العريمى رئيس مجلس إدارة الجمعية. كما يشهد حفل الافتتاح نخبة من المفكرين والكتاب والأدباء والمهتمين بالنشاط الثقافى فى مصر والعالم العربى. كما تقرر تنظيم الأيام الثقافية ما بين القاهرةوالإسكندرية فى إطار الاهتمام بمواصلة دعم التبادل الثقافى والتعاون الفكرى والحضارى الذى يعبر عن مدى عمق أواصر ووشائج الصداقة بين الشعبين الشقيقين، وهى تقام فى توقيت يواكب الاستعدادات للاحتفال بالعيد الوطنى الثانى والأربعين لسلطنة عُمان، وتأتى كذلك امتدادا لنهج الجمعية الذى استنته لإيصال صوت المثقف والكاتب العمانى إلى مختلف العواصم والبلدان، وهى تعتبر ثانى الأيام الثقافية العمانية التى نظمتها الجمعية، إذ سبقتها قبل أربعة أشهر الأيام الثقافية العمانية فى تونس حيث لاقت نجاحاً كبيرا. ويشتمل حفل الافتتاح على عرض فيلم وثائقى عن السلطنة بمناسبة حلول العيد الوطنى الثانى والأربعين ويبرز المنجزات التى شهدتها منذ تولى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مقاليد الحكم. ويشمل برنامج الفعاليات تنظيم معرضين للكتب العمانية والصور الفوتوغرافية. ويبرز معرض الصور معالم الحياة العمانية وهوأحد الفعاليات المقامة فى ركن المعارض بدار الأوبرا يوم الافتتاح، ويتم عبره عرض أكثر من 350 لوحة التقطتها عدساتٌ حازقة وبتقنياتٍ متطورة لفنانين عمانيين. أما معرض الكتب فيحوى الكثير من الإصدارات فى مختلف مجالات الكتابة الشعرية منها والسردية والنقدية والانطباعية والمتخصصة فى التراث والتاريخ والمعمار والسياسة والأدب والعلوم، مع التركيز على الإصدارات ذات البعد الوجدانى والعمق الكتابى المتميز، وهوالخط البيانى الذى ينتهجه أغلب كتّاب الجمعية، فالمعرض يقدم بجلاء المستوى الفكرى المتطور للكاتب والباحث والدارس العمانى، والكثير من تفاصيل الخصوصية العمانية. أما ثانى الأيام الثقافية العمانية 12 نوفمبر فسيكون حافلاً ومشهوداً مع ندوة «عُمان الحاضر - الماضى» وتقدم خمس أوراقِ من منابع مختلفة، إذ سيتحدث الكاتب والشاعر الدكتور هلال الحجرى رئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس عن رؤية العالم الآخر لعمان بجغرافيتها المتميزة من بوابة «عُمان فى الأدبين العربى والإنجليزى»، فى حين يتناول الدكتور سعيد العيسائى الملحق الثقافى بالقاهرة «لمحات من الأدب العمانى»، بيد أن الدكتور عبدالكريم جواد المستشار بمكتب وزير التراث والثقافة سيسبر أغوار «المسرح فى عُمان، المنجز والتطلعات»، أما القاص والإعلامى هلال البادى فسيتحدث فى ورقته عن المسرح فى عُمان. ويقدم الدكتور محمد العريمى الباحث فى الشئون السياسية ورئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ورقة بعنوان «الوسطية فى النظام السياسى العمانى». ويدير الندوة الأديب أحمد الفلاحى، الذى سيقدم أيضاً مداخلة معمقة حول تاريخ العلاقات العمانية المصرية وجذور التعاون والمحبة وعلائق الإرث الثقافى والأدبى بين البلدين. كما تستضيف مكتبة الإسكندرية الجلسة القصصية العمانية يوم الثلاثاء 13 نوفمبر بمختبر السرديات، بمشاركة نخبة من القاصين العمانيين من بينهم الروائى الدكتور حسين العبرى صاحب رواية «الوخز» «والأحمر والأصفر» و«اللغز»، والقاص محمد بن سيف الرحبى صاحب رواية «السيد مر من هنا» و«الخشت» و«بوح سلمى» الذى ترجم إلى الروسية والإنجليزية و»بوح الأربعين»، والروائية الدكتورة جوخة الحارثى صاحبة رواية «سيدات القمر» و«منامات»، والمجموعة القصصية «مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل» و«عش للعصافير» و«صبى على السطح» ونصوص فى «مديح الحب»، والقاصة «رحمة المغيزوي»صاحبة المجموعة القصصية «سفر المنامات» و«كاذية بنت الشيخ» و«جميلة»، والقاص حمود الشكيلى صاحب المجموعة القصصية «سرير يمتطى سحابة» و«لا أمان فى الماء». أما رابع الأيام -14 نوفمبر- فتم تخصيصه لأمسية «السرد والشعر» التى ستقام بالقاهرة بمشاركة نخبة من شعراء السلطنة، والقاص يحيى بن سلام المنذرى الفائز مؤخراً بجائزة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء لأفضل إصدار قصصى للعام الحالى عن مجموعته «الطيور الزجاجية»، والقاص خليفة بن سلطان العبرى صاحب المجموعة القصصية «على الباب طارق» و«عزف على وتر القلب» و«فنجان عند سوق مطرح» و «يوم على تخوم الربع الخالى»، والشاعر أحمد بن هلال العبرى صاحب ديوان «عباءات الفراغ»، والشاعر خميس قلم صاحب إصدار «مازال تسكنه الخيام « والشاعر إبراهيم بن أحمد الهنائى الحائز مؤخرا على المركز الأول فى الملتقى الأدبى الثامن عشر فى صور. إلى جانب القاص محمود الرحبى صاحب المجاميع القصصية «اللون البني» و»بركة النسيان» و«لا تمزح معى» و»ساعة زوال» «وأرجوحة فوق زمنين» ورواية «خريطة العالم»، والشاعرة الإعلامية بدرية الوهيبية. ثم تشهد ساقية الصاوى بالقاهرة يوم 15 نوفمبر فعاليات «يوم عُمان المفتوح» وتنطلق فى الحادية عشرة صباحاً وتمتد إلى التاسعة ليلاً، وهى أشبه ما تكون بكرنفالٍ ومهرجانٍ وطنى، يضم الكثير من الفقرات، من بينها محاضرة للقاص والإعلامى هلال البادى يتحدث فيها عن المسرح فى عمان. إضافةً إلى عددٍ من القراءات الشعرية والقصصية والنقدية تقدمها نخبة من الشعراء والقاصين، وسيضم كذلك معرضاً للصور، ومعرضاً للكتب، ومعرضاً للتراث، كما ستقدم الناقدة والكاتبة المسرحية آمنة الربيع والفنانة التشكيلية بدور الريامية فناً أدائياً، يحمل عنوان «صلاة من الربع الخالى»، وهوعملٌ ينتقل بين عدةٍ أزمنةٍ ويستحضر بعضاً من الأماكن فى انتقاليةٍ حركيةٍ تقنية، عبر استخدام خاصية «الفيديوآرت»، من خلاله تتم معالجة بعض القضايا الاجتماعية، عبر بعض «الإسقاطات» الفنية الأدبية. وتشارك جمعية الصحفيين العمانية فى فعاليات الايام الثقافية بمعرض الصور الضوئى الدولى «ملامح من عُمان» حيث سيتم عرض مجموعة كبيرة من الصور فى دار الاوبرا، ثم فى ساقية الصاوى، وهى تعبر عن ايقاع الحياة فى السلطنة، وخصائصها الجغرافية والتضاريسية والمناخية وعن الانسان العمانى وفنونه وتقاليده إلى جانب العديد من الصورة النادرة والرائعة والمميزة التى ترصد لحظات مهمة واستثنائية استطاعت عدسات عدد من المصورين المبدعين التقاطها، واستطاعت ان تجذب آلاف المعجبين فى المعارض الدولية التى نظمتها الجمعية بدءا من القاهرة 2010م، وكوريا 2011م، وتركيا 2011م، وتونس 2012م، وهذه المرة يعود للقاهرة مرة أخرى. الأهرامات وشجرة اللبان شعار الأيام الثقافية اللوحة التى صممت لكى تكون شعاراً للأيام الثقافية العمانية فى القاهرةوالإسكندرية، جمعت بين رموز ومعالم الثقافة والحضارة فى البلدين، إذ تلتقى شجرة اللبان بتمدد فروعها مع الأهرامات الثلاثة الشهيرة فى الجيزة الحاملة أسماء ملوك الفراعنة الثلاثة خوفووخفرع ومنقرع، والتى تعود إلى الأسرة الرابعة نحو2613 قبل الميلاد. الشعار عبارة عن لوحة فنيةِ تعبر عن التواصل عبر «بوابة مسقط» المستقبلة للآخر بكل حب، والشارعة أبوابها المفتوحة للاتصال والتواصل الداخلى والخارجى، كما أن البوابة أبرزت معالم الهندسة المعمارية العمانية التى ظلت محافظةً على نمطها التاريخى رغم تداول الأيام وتعدد الخيارات الواردة من ثقافاتٍ شتى وأمزجةٍ متباينة، غير أن العمارة العمانية على مر الاعوام تزداد بهاءً، وفى البوابة ملامح كثيرة من التوهج المعمارى والاعتزاز بالإرث والهوية. المنطقة الفاصلة فى الفضاء الفنى للشعار تُظْهِر صورةً مألوفةً ومعبرةً للتواصل الحضاري، ولرحلات الإنسان العمانى فى القوافل التاريخية القديمة، التى امتدت إلى شرق البسيطة وغربها، وسجل المؤرخون العرب والأجانب تلكم الصلات المبكرة، وهى تبرز عمق الحضارة العمانية القديمة، فالعمانى قاد قوافل «اللبان» والتجارة وصافح البابليين والآشورين والكنعانيين والكلدانيين والفراعنة والفينيقيين والإغريق، وهوماضٍ مشرق يفتخر بحضارته وإرثه وقدمه، وهوما شكل سمات القوة والنضج فى الشخصية العمانية. ولقد استخدم اللبان منذ عصور قديمةٍ لتعطير المعابد، كما أنه كان هدايا الملوك من عُمان إلى الفراعنة فى مصر، مثلما يرد باستفاضة فى الكتابات الفرعونية، كما يتعدد الرواة حول عثور أحد علماء الآثار فى عام 1971م على معبدٍ أثرى فى شمال روسيا، يقترب إلى حدٍ كبيرٍ من ملامح المعابد الفينيقية القديمة فى ظفار، فالتاريخ يذكر أن الفينيقيين قد استوطنوا عمان إبان محاولاتهم للظهور فى شرق البحر المتوسط.