بعد تدشين كلية الإعلام بجامعة الأزهر وصدور قرار بتحويل القسم إلى كلية.. انتقل د. عبد الصبور فاضل من رئاسة قسم الإعلام بكلية اللغة العربية إلى مقعد العمادة فى كلية متخصصة فى الإعلام.. فكان معه هذا الحوار لمعرفة الفرق بين خريجى إعلام الأزهر والكليات الأخرى واقتصار الكلية على البنين دون البنات.. وهل تعد هذه التفرقة ظلما فى المجتمع الإسلامى الذى يدافع عن حقوق المرأة؟. * فى البداية.. هل نحن فى حاجة إلى كلية جديدة للإعلام فى وسط هذا الزخم الموجود من كليات وأقسام وخريجين بدون عمل؟ ** هذه ليست كلية جديدة.. ولكن هناك قرار صدر بعد ثورة 25 يناير من مجلس الوزراء وتفويض المجلس العسكرى بتحويل قسم الإعلام بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وليس إنشاء جديدًا.. وبالتالى تم مباشرة إلغاء قسم الإعلام فى جرجا وتحويل الطلاب للدراسة بالقاهرة وأعضاء هيئة التدريس بالقسم وتم منح طلاب الفرقة الرابعة فى الماضى درجة البكالوريوس ونفس الفرصة متاحة للباقين للإعادة باستثناء الطلاب الذين رسبوا لأكثر من ثلاث مرات فى الفرقة الرابعة فهؤلاء ينطبق عليهم ما كان ينطبق على أبناء دفعاتهم بحيث يمنحون درجة الليسانس. * وهل الإمكانات التى كانت متوافرة لقسم تصلح لكلية بحجم كلية الإعلام؟ ** الوضع مختلف.. لأننا قبل أن يتحول القسم إلى كلية كمكان مخصص لنا ميزانية قسم نظرى تابع لكلية نظرية. أما الآن فكلية الإعلام هى كلية عملية وبالتالى لها اعتبارات خاصة، فعلى سبيل المثال عند شراء الكتب السنوية للمكتبة يكون لها مخصصاتها بشكل أكبر من مخصصات قسم وكذلك مخصصات أكبر من أية كلية نظرية. ونحن لا ندعى الكمال فى الإمكانات المعملية للكلية لأنها مازالت إمكانات محدودة ونعمل على تعويضها بمعدات أخرى خارجية، كالدورات والندوات للمتخصصين وسيتفضل رئيس الجامعة عما قريب بافتتاح معمل إنترنت تم إنشاؤه فى كلية الإعلام بالجهود الذاتية.. ونحن ننتظر موافقة وزارة المالية على الارتباط المالى لشراء اجهزة بمبلغ 70 ألف جنيه ويعقبها شراء أجهزة أخرى بمبلغ 100 ألف جنيه وليتها تكفى لأننا فى حاجة إلى أجهزة ومعدات أكبر تصل إلى مئات الآلاف لكننا ننتظر الاعتمادات المالية الخاصة بها.. ونحن لم نعتمد بشكل كلى على الميزانيات والمبالغ التى تصرفها الدولة ولكن هناك جهود ذاتية تبذل لبناء مقر جديد لكلية الإعلام. * وهل تم تحديد المكان الذى سيتم البناء عليه؟ ** فى حقيقة الأمر لم يكن هناك مكان محدد بعينه لنبنى عليه المبنى الجديد الخاص بكلية الإعلام جامعة الأزهر، لكن هناك لقاءات كثيرة مع د. أسامة العبد رئيس الجامعة لتوفير المقر حتى يتم تحديد قطعة أرض فى مدينة نصر ويتم تخصيصها للكلية ويمكن البناء عليها فى أى وقت، لكننا فى انتظار إما أن تقوم الدولة بتخصيص ميزانية للبناء وإما يتم عن طريق الجهود الذاتية والتبرعات.. وإما يتم البحث عن مقر ولو بشكل مؤقت يتسع للطلاب وأساتذة كلية الإعلام. * وهل هناك فارق بين خريجى كلية الإعلام بالأزهر وخريجى إعلام الكليات الأخرى؟ ** ليس كذبا إذا قلت لك إن هناك من أبناء قسم الصحافة بجامعة الأزهر من أثبتوا تفوقا فى الوسط الصحفى والإعلامى فهم يدرسون نفس المواد التى تدرس فى كليات الإعلام الأخرى ونفس المناهج ولكن يضاف إليها بعض المواد الشرعية المتخصصة والقرآن الكريم. * أين بنات جامعة الأزهر من كلية الإعلام؟ ** نحن لدينا فى جامعة الأزهر بحكم القانون 103 الصادر فى عام 1961 أنه لا يجوز الاختلاط فى جامعة الأزهر لأنها يغلب عليها الطابع الدينى.. وبناء على هذا أنشئت كليات للبنات فى القاهرة والأقاليم مستقلة بذاتها وإن كان يدرس فيها رجال لا مشكلة فى ذلك، كما كان هناك قسم يدرس الصحافة والإعلام للبنين بالجامعة كانت هناك شعبة تدرس الصحافة والإعلام بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر بكلية البنات الإسلامية ومازالت على وضعها إلى الآن.. ومن الممكن أن تحول إلى كلية إذا توافرت لديها الإمكانات وإذا لم تتوافر فهذا يرجع إلى الجهات المختصة بالجامعة بشأن تحويلها أو عدم تحويلها.. وعرضنا أن تكون كلية الإعلام بالأزهر للبنين والبنات مع وجود فصل بينهما وأن يتبع القسم الخاص بالبنات الكلية إداريا على أن يبقين فى مكانهن ولكن تم رفض العرض. * ألا ترى أن فى ذلك ظلماً للبنات فى وقت يتاجر فيه العلمانيون والليبراليون بما يطلقون عليه حقوق المرأة فى الإسلام؟ ** نحن لم نظلم.. لأننا عرضنا الحل وكنا نأمل أن يتم قبوله لكن د. جمال النجار رئيس قسم الإعلام بكلية الدراسات الإنسانية رفض اقتراح أن يتبع القسم كلية الإعلام إدارياً واحترمنا قراره وبالتالى ظل القسم يتبع كلية الدراسات الإنسانية. * أين يجلس عميد الكلية؟ ** كما قلت إننا نعانى أزمة من عدم وجود مبنى مستقل بالكلية ولهذا فمكتبى فى الحجرة المخصصة لأساتذة الكلية وأجلس وسط أبنائى وزملائى وهذا الأمر لا يشغلنى لأننا نفكر فى القاعات والمدرجات التى تم تحديدها لطلاب الكلية.. ويكفينى فخراً أننى العميد المؤسس لكلية الإعلام وتحملت مالا يتحمله أى عميد ومن سيأتى بعدى سيجلس على الكرسى فقط.. لكننا فى هذا التوقيت نعمل ليل نهار لدرجة أننى لو لى مكتب فلن أجد وقتا عندى للجلوس فيه ولا بد أن نتحمل حتى تظهر الكلية. * هل هناك إقبال على الكلية لدرجة أن يصل التنسيق الخاص بها إلى هذه النسبة؟ ** طبعاً.. هناك إقبال شديد للالتحاق بالكلية وفى هذا العام جاء إلينا أكثر من 200 طالب بمجاميع تزيد على 94% وهناك تحويل من كليات أخرى، وكذلك هناك ضغط كبير من الطلاب الوافدين للالتحاق بالكلية لكننا أغلقنا قبول الوافدين للدراسة بكلية الإعلام وهناك محاولات من كافة الدول واتصالات لا تنقطع حتى يتم قبولهم.. وتم رفع التنسيق حتى نأخذ الأعداد المحددة والمتوافر أماكن لها.. وهناك ضغط كبير للقبول فى مرحلة الدراسات العليا.