يعد فن الباستيل من الفنون القديمه، حيث كان يستخدم فى التخطيط المبدأى للوحة قبل أن يتم تلوينها ، ثم استخدام كألوان أساسية فى اللوحة بعد ذلك عند بعض الفنانين القدامى، خاصة وان خامة ألوان الباستيل صعبة نظرا لانها الوان ذات كثافة عالية تحتاج إلى تمرس شديد وتدريب متواصل . ويرجع تاريخ التعامل معها إلى عصر النهضة ويعد الفنان ليوناردو دافنشى اول من استخدم فن الباستيل فى رسومة فكان يخط رسومه التحضيرية بألوان قريبة من الباستيل المعروف لدينا اليوم. فيخلط الأبيض والأسود والأحمر فى مزيج من الدرجات اللونية التى تساعد على وضع الألوان الزيتية بمعنى آخر استخدمها فى رسومه التحضيرية. وقد تألقت تلك الخامة اللونية فى أعمال ديجا ورينوار واديلون ريدون وتولوز لوتريك من اشهر الرسامين الفرنسين، كما جاءت فى لوحات ويسللر وتونيك اشهر فنانى بريطانيا، أما فى أميركا فقد زاعت شهرة الفنانة مارى كاسات، كما كان الفنان يوسف كامل وأحمد صبرى رائدا هذا الفن فى مصر ولهما بصمة واضحة ومميزة. وتعد الفنانة هالة شافعى احد اهم فنانى الباستيل فى مصر , ولدت فى اغسطس 1966 وحصلت على بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الامريكية بالقاهرة 1987و ماجستير من نفس الجامعة 1992وعملت فى مجال التنمية بالامم المتحدة ثم تركت البرنامج الانمائى وتعمل الان كمستشارة للهيئات الدولية وبعض الوزارات , وكان فن الباستيل هوايتها الاولى ورغم غيابها عنه اكثر من عشرون عاما الا انها عادت اكثر قوة واكثر تميزا وتنوعت موضوعاتها وهى ترسم باقلام الباستيل . تتميز لوحات هالة بالحياة والمرح والتفاؤل وتبدو كما لو كانت تكتب يومياتها فى لوحات فنية. وقد تحدثت هالة عن طفولتها ل «اكتوبر» فقالت: كنت طفلة تحب الرسم والالون وكانت اسرتى متذوقة للفن فكان والدى يشجعنى على ذلك ويشاركنى فى اعمالى الفنية الصغيرة، وكذلك والدتى كانت تحب اضفاء لمحة فنية على اثاث المنزل من مفارش واضواء والوان مبهجة تبعث للحياة والمرح وتعطى للمنزل دفئ ولمسة فنية تنعكس على شخصية كل من فى المنزل، الا اننى ابتعدت عن الفن قرابة عشرون عاما لانشغالى بالدراسة والعمل ثم الزواج الا فيما ندر فكنت مسئولة عن جمعية الفنون بالجامعة الامريكية وكنا نقوم بعمل معارض بسيطة وكان الفنانون يشاركون باعمالهم الفنية فيها. و أضافت: بدات رحلة عودتى للفن منذ خمس سنوات تقريبا، حين قررت ان انمى موهبة الرسم مرة اخرى كنوع من انواع اشباع رغبتى التى شغلتنى عنها دراستى وعملى فالتحقت باتيليه الفنان القدير مجدى السجينى الذى علمنى فن الرسم منذ البدايات، كما التحقت بكورس فى الجامعة الأمريكية للتصوير الفوتوغرافى كما تعلمت الاعمال الخزفية، الامر الذى عاد بالنفع وكانت بداية الانطلاق فحضرت العديد من ورش العمل فى جمعية الباستيل فى انجلترا وهى جمعية خيرية مسجلة ومعترف بها ولها دور كبير ونشاط واسع لتشجيع استخدام فن الباستيل فى الفن المعاصر تقوم بعمل معارض لاعضائها كما تفتح الباب لمحبى الباستل فى العالم وتعرض اعمالهم على لجنة لتقييمها واختيار أفضل الأعمال وعن جماعة الباستيل تقول انها تكونت عام 1870 وأقام أعضاؤها فى لندن أول معرض للوحاتهم عام 1880و هى من اشهر الجمعيات الفنية فى العالم يوجد حاليا أكثر من 55 الأعضاء الذين هم الفنانين المحترفين الذين يعيشون ويعملون فى هذه البلاد وخارجها وتمنح عضوية من خلال تقييم صارمة من المهارة التقنية، والابتكار. و قالت هالة: مشوار التعلم ليس سهلا فلابد من الصبر والاجتهاد الشخصى والقراءة فقد عملت على تنمية موهبتى بالتعرف على كل ما يخص فن الباستل، اشهر رساميه ومدارسهم ومنها تعلمت امور كثيرة ويرجع سبب اختيارى لفن الباستل تحديدا إلى انى رأيت فيه ألوان مليئة بالحياة والبهجة كما ان الباستل يتميز بأن لونه لا يتغير مع مرور الزمن. وتقول شافعى عن فن الباستيل فن الباستيل يستهوى الكثير من الفنانين لتمتعة بخصائص رائعة هامة فتكويناتة اللونية رائعة وجذابة إذ يمكن أن ترى مختلف الألوان فى الرسومات التى ينتجها فنانو الباستيل وعن انواع الباستيل تقول هناك الباستيل الخفيف المريح للعين، والباستيل القوى، الباستيل الثقيل اللون وكل منهم لة استخامة حسب رؤية الفنان وشخصيتة. كما تتميز ألوان الباستيل بطول عمرها فهى تعيش مئات السنين فلا تصفرّ مع الزمن ولا تتأكسد ولا تبهت وأدواته بسيطة جدا وفن الباستيل يعتمد فى أساسه أن مختلف الألوان المكوّنة للوحة يجب ألا تدمج بل تكون مكونة من طبقات عدّة، بدءاً بالألوان الأفتح وحتى الأغمق كما يعتمد على الورق المستخدم، فهناك خامات مختلفة للورق وقالت والباستيل لها إمكانات هائلة، ولكنها خامة مستقلة وحرة، والفنان يستطيع بلمسات الضوء أن يوجد المنظر الطبيعى فالباستيل هو فن الزمان والمكان. وترى هالة ان الباستيل خامة سهلة ولكنها تستعصى على من لا يفهمها، وتقول ان الباستيل أعطانى قوة اللون ونصاعته وشفافيته وبريقه ولمعانه وتألقه وهذا امر صعب فى ألوان الزيت لأن خامة الزيت معتمدة بطبيعتها عكس خامة الباستيل الذى يتميز بخامة مشعة. و تحدثت عن الاعداد للمعرض قالت هالة: بدأت فى رسم اللوحات منذ 2010 وحتى بداية 2012، ويتضمن المعرض 50 لوحة، جميعهم يتمتعوا نبنفس المكانة فى نفسى فلا توجد لوحة مقربة عن الاخرى فكل لوحة تعبر عن حالة شعرت بها وعشت معها ولم اقم بتسمية كل لوحة باسم، ولكن من الممكن ان اطلق اسم على مجموعة فمثلا مجموعة فوانيس رمضان والعيد، ومجموعة الصبار، ومجموعة الزجاج والتفكير والطيور البرية، وكذلك مجموعة لندن كل منها يعبر عن شئ بداخلى وتجربة شخصية مررت بها. وأضافت هالة: اما عن المدرسة التى انتمى لها، فلا توجد مدرسة بعينها، ولكن بمرور الوقت، وبكثرة الانتاج الفنى يكون لكل فنان طابع يميزه، وشخصية تتحدث عنه فى اعماله الفنية، مشيرة انها ليست مع قول البعض ان زمن فن الطبيعة الصامتة انتهى والدليل ان هذا الفن لم ينته ولن ينتهى ان جمعيات الباستل فى امريكا وانجلترا، وبهما اعظم فنانى الباستل اعمالها الفنية معتمدة بشكل اساسى على الطبيعة الصامتة وان المدرسة الواقعية فى الفن التشكيلى هى مدرسة مازالت لها وجود فهى ترصد بعين الواقع ما يدور حول الانسان سواء احداث سياسية أو اجتماعية أو دينية ومن ثم فلها اهمية كبيرة ولها جمهورها والمدرسة الواقعية نفسها نوعان واقعية رمزية وواقعية تعبيرية ولكل منهما جمهورة وتضيف انة فى فترة من فترات التاريخ كانت المدرسة الواقعية هى التى وثقت لشخصيات لها وزنها سواء اجتماعيا أو سياسيا أو دينيا وهناك الكثير من الفنانين الذين كان لهم اعمال ثرية سواء فى البورترية أو رسم المزهريات أو الطبيعة الصامتة. و عن احلامها، قالت هالة: أتمنى تقديم كل ما هو جديد وان يكون المعرض القادم مستواه الفنى أفضل، كما اتمنى الاهتمام الحكومى من خلال وزارة الثقافة بفن الباستل كفن عالمى، والحقيقة ان قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د.صلاح المليجى يهتم بتقديم الفنانين التشكيليين تشجيعا للمواهب الشابة ونهوضا بالحركة الفنية فى مصر وترى هالة انة لابد بتعريف الجيل الجديد باهم الفنانين المصريين وعلى راسهم محمد صبرى الذى لة مكانه عالمية ومع ذلك لا يعرفة المصريين الا المتخصصين فمحمد صبرى استطاع ان يصل بفن الباستيل إلى نتائج مذهلة. وطالبت هالة الاباء والامهات بضرورة تشجيع ابنائهم على الارتقاء بموهبتهم كما تنصح أى شخص مهما تقدم سنه ولديه حب أو موهبة أو رغبة فى الابداع فى اى فن من الفنون، ان ينمى هذه الموهبة ولا يتخيل ان قطار التعلم قد فات، مشيرة إلى انها وجدت فى انجلترا شيوخ تخطى سنهم السبعون عاما يذهبون لورش لتعلم الرسم والنحت والخزف. و أخيرا قال هالة أنها تعتزم الاشتراك فى معارض جماعية كما يعرض لها بعض الاعمال فى جاليرى جارن سيتى، مشيرة إلى دور زوجها الايجابى فى تشجيعها على الاستمرار فى طريق الفن وتنمية موهبتها . وجدير بالذكر ان هالة استقبلت رحلات مدرسية لتعليم فن الباستيل وللاستفادة مما يقدم من فنون فى قاعة الباب والتى استضافت معرض هالة شافعى لمدة خمسة عشر يوما والذى حاذ على قبول واستحسان عدد كبير من النقاد ومحبى فن الباستيل.