حى البساتين واحد من أحياء القاهرة العتيقة التى تعج بالمشاكل والأزمات.. وعلى رأسها مياه الصرف الصحى التى سببت كثيراً من الأمراض لأهالى الحى، وتسببت فى تهالك منازلهم لوصولها بشكل مستمر إلى الأدوار الأرضية للعقارات إضافة إلى كارثة تغلغلها فى بعض الأماكن داخل كابلات الكهرباء، مما تسببت فى بعض الحالات لإحداث ماس كهربائى عرّض البعض لخطر الموت. «أكتوبر» تجولت فى البساتين التى لم تعد اسماً على مسمى للكشف عن أوجاعها. ومن خلال جولتنا داخل شارع مهران بحى البساتين والحارات المتفرعة منه كحارة الورشة المتفرعة من شارع سعيد على وجدنا أغلب تلك البيوت بدون أساس أو أعمده تحميها من السقوط فجميعها بنيت بالحجاره القديمه، واثناء الجولة التقينا هانى الذى ترك منزله منذ فترة بعد أن عانى من غرقه بمياه الصرف وكان سبيل دخوله وخروجه من منزله هو الشباك وأصبح الآن زائرا بمستشفى الحسين بسبب الأمراض الجلديه التى أصابته بجانب الأمراض الصدرية. وقال حميده أحد قاطنى تلك المنطقه أن عمال الصرف الصحى الذين نستعين بهم من أجل إصلاح تلك الأعطال يتقاضون ما لا يقل عن مائة وخمسين جنيها من كل فرد وإلا يهددونهم بعدم إصلاح هذا الأعطال، وقد أصبحت تلك المعاناه سلعة تتم المتاجرة بها وتستمر المعاناة وتستمر المتاجره ولا نهاية للمعاناه . كما أكد فاضل إبراهيم الشهير بكامل النجار أن مشروع الصرف الصحى مخطط له منذ ثمانى سنوات ومنطقة البساتين بها كثافه سكانية فيما يقرب من مليون مواطن يعانون من عدم وجود شبكه للصرف الصحى وقالت ربة المنزل أمينة أحمد إن الرطوبه تسببت فى تشققات فى جدران المنازل وأصبحت آيلة للسقوط وجاءت لجنه من المهندسين وأكدوا أن البيوت بحاجة إلى ترميم وعمل مواسير شفط بخلاف ما تعانيه وأطفالنا من أمراض جلدية وتلوث فى الدم، بالإضافه إلى انتشار مرض الحمى الروماتزميه بين عدد كبير من السكان . وقال الحاج محمد حامد صاحب أحد المحلات فى المنطقة إنه اضطر إلى غلق محله بسبب مياه الصرف الصحى التى يرتفع منسوبها بشكل يومى داخل المحل،مؤكداً أن الشركات الخاصة سبب تلك المعاناة لأن هدفها الأول والأخير كما يقولون الربح فقط مطالبا بتدخل الجيش وشركة المقاولون العرب. وأكدت أم أحمد أنها ذهبت هى وعدد من سكان المنطقه إلى الحى فى شكل مظاهرة للمطالبه بحياه كريمه وحل مشكلة الصرف الصحى بعد الثورة ولكنهم حصلوا على وعود زائفه بالحل دون جدوى، مشيرة إلى أن هناك منازل أصبحت آيلة للسقوط هرب منها قاطنوها إلى أماكن أخرى باهظة الثمن رغم حالتهم الاقتصادية السيئة . وقال محمد عبده رئيس عمال الصرف الصحى أن المقاولين يتركون ترومبات مياه الشفط العمومية فى دار السلام وهو أحد الأسباب الرئيسية التى سببت تفاقم مشكلة مياه الصرف الصحى فى منطقة البساتين، التى كان المفترض الانتهاء منها وحلها فى 15 يوليو الماضى، كما أن هناك ماكينات شفط تعوق حركة المرور فى أحد الشوارع بالبساتين وهو شارع الشيخ مفتاح وهى ماكينات بلا أى جدوى، كما أن المقاولين يحرضون الأهالى على الاعتداء على عمال الصرف الصحى بالمحطة الخاصة بالبساتين وقاموا بالاستيلاء معداتهم. ومن جانبه أكد حامد سعيد مدير المرافق برئاسة حى البساتين أن مشكلة الصرف الصحى بالبساتين هى مشكلة أهالى فى الأساس بسبب سلوكياتهم الخاطئة حيث توجد سدود بسبب بيوت تم هدمها وبناؤها مره اخرى مما أدى إلى حدوث ارتفاعات وانخفاضات بالاراضى المجاورة لها وبالتالى تصب المياه فى آخر الأمر فى البيوت المنخفضة التى حولها، كما أنهم يلقون بمخلفات البناء والمخلّفات الصناعية داخل بالوعات الصرف. وذكر حامد أنه لا ينكر أن المشكلة ترجع أيضاً إلى المسئولين وسوء الإداره فالجهاز التنفيذى لم يعط حتى الآن موعدا نهائيا للانتهاء من مشروع إصلاحات الصرف الصحى، وهو لا يعطينا كمراقبين على المشروع المعلومة الصحيحة للعمل على أساسها، كما أن المشروع ينقصه الكثير، فقد أطلق الجهاز التنفيذى المشروع بدون إمكانات كافيه تساعده على استكماله ويعطى جزءا من المستخلص للمقاولين القائمين على المشروع فاذا افترضنا اعطاءهم 400 الف جنيه يعطيهم اقل من نصف المستخلص، مما يؤدى إلى إضراب عمال الصرف وإغلاق الماكينات التى تقوم على شفط المياه، وإعادة المشكلة من جديد، فنحن فى حلقه فارغه لا نستطيع الخروج منها، فالمشروع عبارة عن ربط مجموعة من الوصلات الكبيرة تصل بين شارعى الشيخ مفتاح وأحمد زكى ليصب مياه الصرف الصحى فى خط فارغ هناك وهذه الوصلات ناقصه وهذا ما يجعلنا نضع ايدينا على قلوبنا طوال الوقت ونحاول ان نتعامل مع كل مشكلة تواجهنا بصبر واحتمال فمن المفترض أن تصل نسبة نجاح حل هذه الوصلات إلى 50 % أو 60 % وهو أضعف إحتمال مفترض، فالمشكلة أيضاً هى مشكلة سوء إدارة من المسئولين الأساسيين عن المشروع وسوء تمويلهم، هذا ما أوقف مساعدات أكثر من ثمانى شركات للمشروع فى أقرب وقت، والمشكلة تسوء كل يوم أكثر من الآخر . وأضاف المهندس رمزى الفقى بالجهاز التنفيذى المشرف على مشروع الصرف الصحى بحى البساتين وما حوله من أحياء أخرى أن الجهاز التنفيذى هو المسئول الثانى وراء هيئة الصرف الصحى وهى المسئول الأول عن مشروع الصرف الصحى بالبساتين، ومن المفترض أن المشروع قد انتهى بالنسبة لنا بالفعل ويبقى فقط المراحل الأخيره منه التى ستنتهى خلال شهرين من الآن، وأضاف المهندس رمزى المهام المتبقيه الآن بالنسبه للجهاز التنفيذى قائمه فى شارع مزرعة البط واحمد زكى بعد شهرين من الآن أيضاً، أما عن دور الجهاز الآن فهو يقوم بعمل ملاحظات لإنهاء المشروع كما يقوم باستلام ألواح التخطيط الهندسيه للمشروع من الصرف الصحى ونعمل بناءً عليها، كما أشار إلى أن مثل هذه المشروعات تتعطل بسبب الخلل الموجود فى موازنة الدولة مطالباًبأن يخصص منها الآن الجزء الأكبر لأجل حل مشاكل العشوائيات.