ثمة تفاؤل يلوح فى الأفق بانتقال التعاون المشترك بين مصر والسودان إلى مرحلة متقدمة من حيث التنفيذ الفعلى للبرامج والخطط التى تستهدف تحقيق أعلى المعدلات فى المشاريع الإستراتيجية خاصة الأمن الغذائى. وقد عكست المباحثات المهمة التى عقدت بالقاهرة بين الرئيس محمد مرسى والرئيس السودانى عمر حسن البشير مؤشرات عمليه حيث أعقبها زيارة لرئيس الوزراء هشام قنديل إلى الخرطوم ويتوقع أن تشهد العلاقات خطوات أسرع نحو التكامل فى جملة من المشاريع الحيوية التى تعود بالنفع على شعبى وادى النيل فى الشمال والجنوب. وقد أوضح سفير السودان بالقاهرة كمال حسن بأن زيارة الرئيس البشير لمصر تهدف إلى دعم العلاقات الثنائية بين السودان ومصر، وتأكيد أن الإرادة السياسية متوفرة لدى البلدين وفى أعلى مستوياتها لدعم وتنفيذ المشروعات والاتفاقيات الثنائية التى جرى الاتفاق عليها فيما يخص الحريات الأربع وبدأ تنفيذ بروتوكول النقل البرى بافتتاح الطريق البرى الذى يربط بين السودان ومصر.. فضلا عن الطريق البرى المزمع افتتاحه خلال الأسبوع المقبل للربط بين البلدين وتسهيل عبور البضائع، وعدد من لمشروعات المهمة فى مجالات الزراعة والكهرباء والثروة الحيوانية. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية الدكتور ياسر على إن اللقاء تناول قضايا الأمن الغذائى والمزرعة المصرية بالولاية الشمالية وزيادة حجم استيراد مصر من اللحوم السودانية وافتتاح فرع البنك الأهلى بالسودان بحضور رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل وعدد من الوزراء، مضيفا أن مباحثات الرئيسين تناولت أيضا التوسع فى الصناعات الصغيرة والمتوسطة وتوسيع النشاط التدريبى بين البلدين وإنشاء مراكز متخصصة للتدريب، وزيادة معدل تشجيع المستثمرين المصريين والسودانيين بإنشاء بنكين متخصصين لتوفير المتحصلات الاستثمارية وسبل تعزيز وتطوير سبل العلاقات الإستراتيجية بين مصر والسودان وتوسيع الشراكة الإستراتيجية. وأشار إلى أن مرسى والبشير بحثا أيضا قضية حوض النيل باعتبارها قضية إستراتيجية بالنسبة للبلدين، وعقب مباحثات الرئيسين أطلق سراح جميع السودانيين المحتجزين بسبب عبورهم الحدود المصرية بحثا عن الذهب، و البالغ عددهم 109 أشخاص، وتم نقلهم إلى الخرطوم بطائرة مصرية خاصة أقلعت متزامنة مع طائرة الرئيس السودانى. وكان رئيس الوزراء هشام قنديل قد أوضح فى لقاء جمعه ووزير الخارجية السودانى على كرتى والسفير كمال الدين حسن على وجود إرادة سياسية قوية تدفع من التعاون المشترك، وبالتالى من استثمار ذلك فى مشروعات واضحة على أرض الواقع أهمها : - مشروعات الربط الكهربائى بين البلدين لتوفير الطاقة للمشروعات الزراعية فى شمال السودان بصفة خاصة. - ضرورة تسريع الربط البرى بين البلدين بفتح الطرق. - دفع المستثمرين ورجال الأعمال من القطاع الخاص إلى زيادة الاستثمارات فى البلدين. فيما ناقش وزيرى زراعة البلدين إحياء مشروع «الجزيرة المصرى السودانى»، الذى تديره شركة التكامل المصرية السودانية، ومشاركة الجانب الأسترالى والبرازيل، للتوسع فى المساحات المزروعة بالمشروع وخاصة القطن، حيث تمتلك المنطقة ميزة نسبية فى الإنتاجية التى تصل إلى 13 قنطارا للفدان من الأقطان قصيرة التيلة، مقارنة بالإنتاجية الفدانية للأراضى المصرية البالغة 7 قنطارات للفدان. وناقش الوزيران إنشاء مزرعة مشتركة للإنتاج الزراعي، فى الولاية الشمالية « 500 كم إلى الشمال من العاصمة السودانية الخرطوم» ، وذلك بعد اتخاذ إجراءات البدء فى الموسم الزراعى الجديد. وتلقى وزير الزراعة دعوة رسمية لزيارة السودان لتفقد النشاط الزراعى الذى يقوم به القطاع الخاص فى الولايات الشمالية، تمهيدا لعمل دراسة لاتخاذ قرار بشأن استثمارات مصرية سودانية على مساحات واسعة للبدء فى إقامة مشروعات زراعية مختلطة وإنتاج حيوانى لصالح البلدين. وأعلن وزير الثروة الحيوانية والسمكية السودانى الدكتور فيصل حسن إبراهيم عن عدد من المشروعات الاستراتيجية بين بلاده ومصر فى مجال اللحوم، مشيرا إلى المشروع الاستراتيجى للحوم وهو شراكة بين المؤسسات التعاونية فى البلدين ويقع فى ولاية «النيل الأبيض». وأضاف أن هناك مشروعا مشتركا آخر لإنتاج اللحوم بين وزارة الزراعة المصرية ووزارة الثروة الحيوانية السودانية وسيكون موقعه فى منطقة «أم بنين» بولاية سنار» السودانية. وأعلن وزير الثروة الحيوانية والسمكية السودانى كذلك عن مشروع للاستزراع السمكى فى ولاية «نهر النيل» عبر إقامة مزرعة نموذجية للاستزراع السمكى فى مساحة200 فدان ، وقال إن المشروع هدية من الحكومة المصرية ، موضحا أن مصر تعد الدولة الثانية فى هذا المجال بعد الصين.. وأوضح أن الطريق البرى بين البلدين سيسهم فى زيادة حجم صادرات اللحوم السودانية حيث سيساعد فى تخفيض تكلفة النقل بين البلدين، وأكد قدرة السودان على تلبية احتياجات السوق المصرى. فيما أوضح السفير السودانى فى القاهرة كمال حسن على بان زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل للخرطوم ستسهم فى دفع حركة التعاون الاقتصادى والمضى بالمشروعات المشتركة إلى آفاق أرحب. وفى سياق متصل، قال الدكتور عبد الحليم إسماعيل المتعافى وزير الزراعة السودانى عضو الوفد المرافق للبشير، إنه اتفق خلال الزيارة على تكوين مجموعة عمل سودانية مصرية مشتركة تقوم بتفقد مواقع الإنتاج الزراعى فى السودان للوقوف على ظروف وبيئة الإنتاج الزراعى بالبلاد. وتوقع المتعافى أن تصل مجموعة العمل المصرية إلى السودان فى نهاية أكتوبر المقبل. وأوضح وزير الزراعة أن قيادتى البلدين ركزتا خلال مباحثاتهما المشتركة على أهمية إعطاء الأولوية لقضية الأمن الغذائى وإنتاج الغذاء. وأشار الوزير إلى أن الموسم الماضى تمت فيه إجراء بعض التجارب السودانية المصرية خاصة فى مجال زراعة القمح بالولاية الشمالية بجانب التعاون فى تصدير اللحوم إلى مصر وتوسيع نطاق التعاون فى إنتاج الحبوب والإنتاج الحيواني. وأكد المتعافى حرص وزارته على تقديم كافة التسهيلات لمجموعة العمل المصرية حتى تقوم بمهمتها على أكمل وجه، مشيرا إلى توفر الإرادة السياسية لقيادتى البلدين لدعم العمل الزراعى وتوفير التمويل له بالتنسيق مع القطاع الخاص وذلك للمساهمة فى حل قضية الأمن الغذائى.