تحول عشق أعضاء وشباب روابط المشجعين «الألتراس» أهلاوى و «وايت نايتس» زملكاوى لأنديتهم إلى ظاهرة جديدة عن طريق الدهانات والرسومات على جدران البيوت والمنازل الواقعة فى المناطق الشعبية وكذا جدران المبانى الموجودة فى الشوارع والميادين المختلفة لتعبر عن شكل واضح ل «اللوجو» الخاص بكل رابطة وشعارات تعكس الحالة التى تعيشها الرابطة ببعض كلمات الأغانى الخاصة بهم والتى يرددونها فى التشجيع أثناء المباريات. منازل متجاورة بل أحياء كاملة طبع الشباب القاطنون بها صورا ورسومات للألتراس على بعضهما وللوايت نايتس على البعض الآخر ومنازل أخرى رسم عليها صور للألتراس مثل شارع الفتح بمنطقة امبابة الذى تشاهد خلاله منازل للوايت نايتس الزملكاوى وعليها مقطع من أغنية للوايت نايتس هى «الكرة حياتى لكن لبلادى أموت» ومنازل اخرى تم تخطيطها بألوان الألتراس الأهلاوى. ورغم حالة التنافس لكل رابطة لشعارها إلا أن الود هو السمة السائدة فى هذا الشارع، والجميع أهلاوية وزملكاوية يتبادلون النكات والقفشات والضحك دون أدنى حساسية!. وعندما تذهب إلى أحد الشوارع المجاورة تشاهد رسومات تبهر العيون بألوانها المبهجة التى تعكس عشق فانلة الزمالك، والأهلى وشعارات مختلفة مثل لن ننساهم» فى بور سعيد ضحايا.. الألتراس فكرة والأفكار لاتموت» «وممسوك مكتوبلى إرهابى دولى.. ماسك شمروخ ويغنى أهلى وأيضاً كتب بالانجيليزية.. لاتستطيع ايقاف الألتراس» أما الشعارات البيضاء فقد كتب فيها» الكورة هى عنوانى والطيور لحنى وصوتى والشمروخ هو سلاحى والبانر يثبت وجودى».. الزمالك هو الحياة « وفى شارع محمد محمود بالتحرير خلطت الرسومات لتعبر عن مزيج بين الرياضة والسياسة من رسومات وشعارات تم رسمها على سور الجامعة الأمريكية وما بجوارهامن شوارع فرعية!. اما نفق ميت عقبة الذى يواجه نادى الزمالك فطبوع عليه رسومات كاملة عن الألتراس الزملكاوى وبعض صور لنجوم القلعة البيضاء على مر التاريخ كصورة المعلم حسن شحاتة وحمادة إمام ونجله حازم وغيرهم، وعلى سور نادى الشمس بجسر السويس توجد العديد من الرسومات الخاصة بالألتراس والوايت نايتس، وعلى سور كلية التربية الرياضية بحى الهرم العديد من الرسومات والشعارات الخاصة بهذه الروابط. الأمريتوقف عند هذا الحد فما سبق عرضه من نماذج ماهى إلا أمثلة بسيطة تعبر عن حالة الاجتياح التى بدأت تملأ الأحياء والشوارع الشعبية تحديداً وكذلك الميادين كميدان الجيزة وغيرها من ميادين والشوارع والأمر لايختلف كثيراً فى باقى محافظات مصر كالاسماعيلية والاسكندرية وبورسعيد وغيرها. الجميل فى هذه الظاهرة هو حالة المنافسة المملوءة بالحب والاحترام بين جماهير الاندية فعندما تحدثنا مع أحد متخصصى هذه الرسومات ويدعى «كريم حلمى» مشجع أهلاوى قال إن الفكرة جاءت له بعد مشاهدته على شبكة الانترنت لنماذج مماثلة فى إحدى الدول الأوروبية لروابط مشجعين قامت برسم مثل هذه النماذج على منازلهم، ويكمل» أما هذا النموذج المتميز والخاص بالأهلى أيضاً على المنزل القابع فى مواجهة منزلى فهو لأحمد عبد المجيد عضو الألتراس الذى توفى فى أحداث بورسعيد وكان قد رسمها قبل هذه المجزرة بشهور قليلة! أما «محمود مرزوق» فهو شاب من الوايت نايتس قد شعر ببعض من المنافسة وذهب لرسم لوجو الوايت على منزله قبل رحيله وأسرته من هذا الشارع إلى أحد شوارع إمبابة بمنطقة مجاورة وعن إنتشار هذه الظاهرة فى شوارع مصر ومدنها.. نفت الدكتورة سامية الساعاتى أستاذة علم الاجتماع أن تكون مثل هذه الرسومات إثارة للفتنة بين مشجعى القطبين الاهلىوالزمالك موضحة أن الفتنة يثيرها الافراد فى تجمعات إنسانية وليست الرسوم هى ما تثير الفتن. واصفة هذه الرسومات بالمنظر الحضارى مشيرة إلى أنها ظاهرة عالمية وليست محلية، حيث توجد هذه الظاهرة فى جميع أنحاء العالم فى أمريكا بلوس انجلوس بجانب العديد من المدن العالمية حيث أن هذه الرسومات تثير الطمأنينة فى النفوس لدى الناظرين وأضافت الساعاتى إن هذه الرسوم شكل تجميلى وجذب انتباه حيث أن راسميها يرسمون أشياء كثيرة لها أهمية بوضعهم فئات شبابية مهملة لذلك فهم يحاولون لفت انتباه المسئولين لهذه الفئة. مشبهة هذه الرسومات بالإعلانات الموضوعة على الطرق فى صور للفنانين ومقدمى البرامج لهدف الإعلان عنها. مطالبة المسئولين الاهتمام بهؤلاء الشباب بشكل عام وتشجيعهم والاهتمام بمشاكلهم وحلهاوليس فقط شباب الأهلى أو الزمالك إنما شباب مصر. مشيرة إلى أن مثل هذه الرسومات تعد بمثابة مزار سياحى لأهميتها فى اجتذاب السياح فضلا عن أنها أماكن غير تقليدية تخص حماس الشباب بجانب الإهتمام بطاقات الشباب واستثمارها وتنميتها بالشكل الصحيح لصالح خدمة بلدهم وزرع مبادئ الانتماء للوطن بعيداً عن الشعارات المتعصبة للإعلان عن مصر بشكل حضارى.