الرفض والشجب والاستنكار.. كانت هذه أهم ردود الفعل العربية والدولية على الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، والذى اشتركت مجموعة من أقباط المهجر فى الولاياتالمتحدة مع القس الأمريكى المتطرف « تيرى جونز» فى إنتاجه، حيث أصدرت السفارة الأمريكية فى القاهرة بيانا نددت فيه بأى محاولة للإساءة لمشاعر المسلمين أو لأى من الأديان الأخرى، وأضاف البيان أن السفارة تندد بمحاولة البعض استغلال حرية الرأى والتعبير التى يكفلها القانون واستخدامها للإساءة للعقائد والأديان. وجاء موقف الأقباط فى الخارج قويا ورافضا للفيلم، حيث تبرأت أكثر من 123 منظمة قبطية فى دول أوروبا واستراليا وكندا مشاركة أقباط من المهجر فى إنتاج هذا الفيلم، معتبرين أن هؤلاء لا يمثلون الأقباط، كما دعت منظمة «أقباط متحدون» بسويسرا - التى تعد أقدم منظمة قبطية بالخارج- إلى محاكمة المتورطين فى جريمة الإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام فى أسرع وقت ليكونوا عبرة لمن يسىء لأى دين سماوى. وعلى الصعيد العربى أدانت جامعة الدول العربية بشدة إنتاج هذا الفيلم، ووصفت الإساءة إلى محمد خاتم المرسلين فى فيلم سينمائى أنتجه بعض أقباط المهجر بالولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها «استفزاز»، مهددة بأنها ستتابع من يقومون بهذه التصرفات، وقال أحمد بن حلى، نائب الأمين العام للجامعة العربية: «تابعت هذا الموضوع الذى أدانه المسيحيون قبل المسلمين وأدانته الكنيسة نفسها وكذلك رجال الدين من الدول العربية ومختلف مناطق العالم». وأضاف أن هذا العمل «استفزازى ومرفوض ومدان، وسنتابع أولئك الذين يقومون بهذه التصرفات، لأن احترام المقدسات والرموز الدينية مبدأ أساسى أقرته الأممالمتحدة». وأشار إلى أن «هناك قرارًا فى الأممالمتحدة يدين أى أعمال تمس المقدسات أو تمس الرموز الدينية فما بالنا بالرسول صلى الله عليه وسلم، فلهذا نحن ندين مثل هذه الأعمال التى أدانها المنصفون من الأديان السماوية». من جانبها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن موجة من الغضب الشديد انتابت الإسلاميين فى مصر جراء عرض فيلم بأمريكا تم تجسيد فيه شخصية الرسول محمد «عليه السلام»، وقالت إن هذا الحدث جاء بعد تداول خبر على شبكات التواصل الاجتماعى بأن القس الأمريكى تيرى جونز - والمعروف للإسلام - يسعى لعمل يوم لمحاكمة الرسول محمد، وأضافت الصحيفة الأمريكية أن تيرى سبق أن حرق نسخة من مصحف وتداول تسجيل مصور لما فعله على الإنترنت، كما ذكرت الصحيفة أن الكنيسة الأرثوذكسية المصرية أدانت قيام عدد مما أسمتهم ب «أقباط المهجر» فى أوروبا وأمريكا بتمويل هذا الفيلم، أما صحيفة « تايمز أوف إنديا» الهندية فقالت إن «سام باسيل»، 52 عاماً، مخرج الفيلم لجأ للاختباء فى أعقاب الاحتجاجات والاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأمريكية فى مصر وليبيا.