انتشرت فى العامين الأخيرين قنوات الدردشة والتعارف، والتى أثارت الكثير من المخاوف حول تأثيرها على الشباب والمراهقين، خاصة مع ظهور قنوات مخصصة للدردشة الجنسية، والكشف عن شبكات منافية للآداب ترتبط بتلك القنوات وتصطاد زبائنها من خلالها. وتظهر فى خلفية تلك القنوات فتيات تتحدثن بالعربية بأصوات تميل إلى الإغراء وتدعو الشباب العربى للمشاركة فى حوارات ساخنة فى مختلف المواضيع الشيقة والمثيرة. ويتم وضع أرقام التليفونات الدولية من مختلف العواصم الأوروبية، وتؤكد الفتاة ذات الصوت الناعم أن المتصل لن يندم أبدًا، وهى عبارة ذات مغز غير طبيعى. ويتداخل صوت الفتيات الهامس الذى يدعو الشباب إلى المشاركة فى الحوار والموضوعات المثيرة مع أغانى أم كلثوم العاطفية وبعض الأغانى العربية. وتتشابه هذه القنوات إلى حد كبير مع القنوات التى يتم بثها على القمر الصناعى الأوروبى «الهوت بيرد» وغيرها من القنوات المخصصة للدردشة الجنسية بمجرد أن تتصل بالأرقام التى تظهر على الشاشة. ويتعين على المبادر بالاتصال بالقنوات الثلاث الانتظار على خط الهاتف لمدة تتجاوز العشر دقائق، ثم تبدأ رحلة فى قائمة طويلة من الاختيارات، حيث تتنوع الفتيات، فتوجد المصرية والعربية والأجنبية، كل حسب ذوقه وميوله. ويقول الدكتور سمير حافظ أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية إن هذه القنوات سبقها بفترة «تقليعة» شريط الإهداءات فى القنوات الفضائية التى بدأتها إحدى القنوات و سرعان ما انتشرت كانتشار النار فى الهشيم. و بسبب ما تدره هذه القنوات من أرباح خيالية على أصحابها.. لجأ البعض إلى فتح قنوات متخصصة للإهداءات التى تحولت مع الوقت إلى قنوات للدردشة. وأكد أن هذه القنوات تحفل بالهبوط الفكرى و الانحلال الأخلاقى، مشيرا إلى أنها ظاهرة خطيرة لأنها تشجع أحيانا على العصبية والتجريح و القذف و السب والإهانة، فضلا عن الأخطاء الإملائية الفادحة التى تعكس المستوى التعليمى المحدود للغاية لمعظم رواد هذه القنوات. من جانبه، قال د.سيد حربى أستاذ علم النفس بجامعة 6 أكتوبر إن التطور الكبير الذى شهدته وسائل الاتصالات فى الفترة الأخيرة، ساهم فى تقريب المسافات وفتح المجال واسعاً رحباً لفك القيود وتخطى الحواجز فيما يتعلق بمنظومة عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التى ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، والتى للأسف الشديد بدأت حبات عقدها تنفرط شيئاً فشيئاً رغم انها كانت أفضل ما يميزنا عن بقية شعوب العالم. وأضاف أنه بدأت تطل علينا أخيرا بعض العادات الدخيلة التى أفرزتها ثورة التكنولوجيا، ومنها ما يحدث فى الأشرطة المتحركة التى تظهر اسفل بعض القنوات الفضائية أو ما يسمى (بالشات)، والذى اصبح يمثل حلقة الوصل والتعارف بين الجنسين وفق عضوية الشات التى تشترط فى قبول الفرد عضواً بعد إرساله 150 رسالة قيمة الرسالة الواحدة لا تقل عن خمس جنيهات، بعدها يحق للعضو أن يتواصل مع الأعضاء من الجنس الآخر بمباركة مسئول الشات فى القناة، فإذا اقتنعنا أن ما تمارسه تلك القنوات هو جمع رأسين فى الحلال، فإننا نؤكد أنها تتم بطريقة تفوح منها رائحة غير طيبة.