نفى الشيخ أسامة قاسم عضو جماعة الجهاد الإسلامى صلة جماعته بأحداث رفح الأخيرة التى راح ضحيتها 16 جندياً مصرياً، مؤكداً فى حواره مع «أكتوبر» أن صحيفة مستقلة حرّفت تصريحاته ونسبت إليه كلاماً حول أزمة رفح قبل أن يكذبها ويهدد الصحيفة باللجوء إلى القضاء، وشدد على أن جماعة الجهاد لم تخرج من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، بل كان هناك نفور بينهما فى بعض الفترات، كما تطرق الحديث لعلاقة جماعة الجهاد بتنظيم الجهاد الدولى، فضلاً عما يتردد عن عودة الجماعة للكفاح المسلح.. وعدد آخر من القضايا المهمة فى سياق الحوار التالى. * شيخ أسامة.. قيل إن هناك عناصر خارجية نفذت جريمة رفح.. فما رأيك؟ ***هذه حقيقة.. فأنا لا أستبعد مطلقا أن يكون الموساد الإسرائيلى وبعض المصريين الخونة هم الذين نفذوا الحادث، وأن أهل المكان رصدوا أشخاصاً ملتحين لا ينتمون لأى فصيل إسلامى تنظيمياً ولا أخلاقياً. *لماذا لم يبلغوا الأمن؟ ***إن لم يكن لديك معلومة مؤكدة فإبلاغ الأمن يكون أشبه باللعب. *ولكن على غرار ذلك تم النشر فى الصحف الإسرائيلية أن هناك عمليات إرهابية ستحدث فى سيناء؟ ***هناك فرق بين أن تنشر فى جرائد توقعات وبين أن تذهب لجهة أمنية وتقول عندنا توقعات. *ولكنهم رأوا من ليس منهم.. فكيف سكتوا؟ ***نعم هناك غرباء كثيرون وهناك من تدور حوله الشبهات، ولكن لم يكن مع الإخوة دليل يقدمونه إلى الجهات الأمنية، ولا شك أن لدى إخواننا فى العريش أسبابا مقنعة منعتهم من الإبلاغ. *ما حقيقة التصريحات التى تم نشرها فى إحدى الصحف المستقلة على لسانك؟ ***لا توجد أى علاقة بين ما نشر فى الصحيفة وما قلته للصحفى. وقد جاء على موقع الجريدة تعليقات كثيرة تتهمنا بالخيانه والعمالة والتوريط. فرأت الجماعة أنه لا بد أن تتخذ موقفا وعندما طلبت الجريدة نشر تكذيب للخبر أو رد عليه قالوا سننشر تصريحا جديدا ينفى ما قبله وتابعت ذلك، ولكنهم لم يفعلوا شيئا. *لماذا طلب رمضان عبد الحميد أمين تنظيم حزب الشعب المصرى - تحت التأسيس - شهادتك فى قضية رفح؟ ***نكاد نجزم ان ما حدث فى رفح هو حلقة من سلسلة محكمة استطاع البعض أن يلقيها فى وجه الوطنيين. وهناك حلقة أخرى وهى ما حدث فى الجنازة العسكرية للشهداء من إهانة رئيس الوزراء د. هشام قنديل وما كان منتظرا الرئيس د. مرسى من إهانة أو اغتيال أقول ( ويمكرون ويمكر الله).. (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).. فإنهم أرادوا من خلال هذه الحلقات إهانة الرئيس فأعزه الله وأهانهم وأرادوا أن يخلعوه بالخطة المحكمة التى كانت تدبر أحداثها فى أنحاء البلاد يوم 24 أغسطس من حرق محطات البنزين ومولدات الكهرباء، ثم تصاب البلاد بالشلل ثم تفرض الأحكام العرفية ويتم عزل الرئيس د. محمد مرسى ولكن رد الله كيدهم فى نحورهم. وهناك فرق بين الشهادة والتحليل. فما أقوله الآن أمام النيابة إذا استدعيت إلى ذلك فهو تحليل وليس شهادة لأنى لم أر شيئا بعينى، فالموضوع من البداية كانت له دلالات وهى المعلومات التى كانت مذاعة بأن هناك تخوفات من أعمال على الجبهة تؤدى إلى تعكير السلم العام فى مصر وهذا الأمر بُلغنا به وبلغ كثير من الناس علاوة على أن العملية التى حدثت فى رفح إذا نظرنا إلى توقيتها وكيفيتها ومكانها والنوعية المستهدفة وبالطريقة التى قتل بها الناس تؤكد باليقين أنها كانت تهدف إلى إحداث سخط عام فى مصر، ثم يوجه هذا السخط إلى أبناء هذا الوطن الأوفياء. وأكاد أجزم بأنه ليس أحد من الفصائل الجهادية مشاركا فى هذه العملية على الإطلاق. وكل المؤشرات تؤكد أن هذا العمل بتدبير من الموساد الإسرائيلى، وبمعاونة مصريين خونة وأضرب مثلا على التعاون القديم بين النظام السابق والموساد وهو أن الجاسوس الإسرائيلى عزام عزام عندما أراد الموساد إرجاعه كان هناك اتفاق بين النظام السابق والموساد على أن يتم اختطاف 6 أفراد من سيناء وأن يتم تبادلهم بالجاسوس وظهر الرئيس السابق مبارك واصطنع فيلما بأنه يسترد هؤلاء من قبضة الموساد مقابل أن يترك إطلاق سراح الجاسوس وهذا العمل مدبر على وجه اليقين. *ما علاقة جماعة الجهاد المصرية بتنظيم الجهاد الدولى؟ ***لا شك أن هناك أناساً من الجهاد ينتمون للتنظيم الدولى، فالدكتور أيمن الظواهرى والشيخ أسامة بن لادن بعد أن دعا إلى عمليات الجهاد لمواجهة التنظيم الأمريكى والصهيونى فى المنطقة والعالم، والجهاديون فى مصر ليسوا فصيلا واحدا ولا يخضعون لتنظيم واحد ومن الممكن أن يكون هذا إيجابيا وسلبيا فى وقت واحد وجماعة الجهاد القديمة ليس لها علاقة بالتنظيم الدولى، ولكن هناك ممن لحقوا بنا فى السجون وإما أنهم كانوا منضمين للقاعدة أو التنظيم أيمن الظواهرى وجماعة الجهاد القديمة تطلق على «مجموعة 81» ومنهم عبود الزمر وطارق الزمر وصالح جاهين ومحمد الإمام وبعد الإفراج عن أيمن الظواهرى تكونت مجموعة جهادية وكلنا فكر واحد تحت قيادات مختلفة والقاسم المشترك بينهم هو الجهاد وسجن بعضهم معنا لكن لا علاقة تنظيمية بيننا وبينهم وإذا دعينا إلى الجهاد فى أى وقت سنكون جاهزين فالولاء والمحبة موجودة ولا شك فى ذلك. *ما هو شكل علاقة جماعة الجهاد الإسلامى بجماعة الإخوان المسلمين؟ ***عدد من أعضاء الجهاد كانوا إخواناً لكنهم ليسوا خارجين من عباءة الإخوان بمعنى أن جماعة الإخوان ليست هى التى أخرجت جماعة الجهاد فهناك فروق هائلة بين الجهاد والإخوان، بل كان هناك نفور بينهما وصل إلى أن جماعة الإخوان كانت تحذر من جماعة الجهاد. *ما حال جماعة الجهاد بعد الثورة؟ ***بعد الثورة حدث فراغ سياسى ودستورى وأراد إخواننا ملء هذا الفراغ وهناك من يرى أن الجماعة لا تلعب دورا سياسيا ومنهم من يرى أن هناك محظورات شرعية كثيرة وهناك فصيل يرى أنه لا مانع أن نخوض غمار السياسة مع الأخذ فى الاعتبار ألا نغفل جانب الدعوة على نفس النسق. وأنا مع هؤلاء الإخوة وقمنا بالفعل بالعمل على إنشاء حزب «السلامة والتنمية» وأردنا من خلال تجميع الإسلاميين تحت حزب واحد وظللنا فى هذا العمل لمدة شهرين ولكن لم نوفق ورأينا بعد ذلك أن تنشئ كل مجموعة حزبا ثم نتحالف بعد ذلك. *ولكن رأيكم فى الديمقراطية يختلف؟ ***هذا الفصيل من الجهاديين يرى أنه لا مانع من أن نخوض العمل السياسى مع أننا نكاد نجزم أن البعض يستخدم كلمة الديمقراطية فى أغراض خاصة وغير صحيحة، وأردنا بقدر المستطاع أن نقلل المفاسد. *الرئيس الحالى منتخب وإسلامى.. فلماذا تفكرون فى استعمال العنف؟ ***نحن لم نفكر فى ذلك إلا إذا كان رد فعل فقط ونريد الفصل بين أمرين مرحلة ما قبل القرارات وما بعدها فقبل القرارات كنت فى غاية الحزن وكنت أعتقد أن الرئيس يخطئ خطأ كبيراً لأنه أمهل هؤلاء حتى أهانوه والتعرض لشخصه حتى أصبح أمراً مألوفاً فالإهانات المتواصلة تؤدى إلى سقوط الهيبة وهذا معناها عدم الطاعة ولكن أحسن الرئيس بمواجهتهم بالقانون. *هل بعد وصول د. محمد مرسى لرئاسة مصر تشعرون بخطر؟ ***بعد نجاح الرئيس مرسى تبدد الخطر، ولكن الساحة المصرية عموما بها مخاطر وإن كانت قليلة وهناك من النظام السابق من لهم مصالح يريدون أن يكملوها ولو على حساب أى أحد. *ما رأيك فى قرارات الرئيس الأخيرة التى أعادت هيكلة القوات المسلحة وألغت الإعلان الدستورى المكمل؟ ***بغيرها لا يكون رئيسا فعلياً. *هل من الممكن أن تخوضوا انتخابات البرلمان القادمة؟ ***لا مانع من دخول أحد منا الانتخابات.. فإذا كنا ننتخب فلا مانع أن نُنتخب. *هل مازال لكم بعض الجهاديين فى السجون؟ ***قلة قليلة منهم أحمد سلامة وكان هناك مسعى من الإخوة للإفراج عنهم وقام محمد الظواهرى لعمل وقفة احتجاجية يطالب بالإفراج عنهم.