اتفق اعلاميون على أن هناك اشارات خطر تنبىء بتقييد حرية الإعلام واغلاق قنوات ومعاقبة على جرائم سب وقذف، وأكدوا على ضرورة وضع مواد دستورية تكفل حرية الاعلام، واجمعوا على ضرورة انتزاع الاعلام من السلطة ووجود مجلس وطنى لادارة العملية الاعلامية، وكذلك ضرورة تطبيق قانون تداول المعلومات، وتحديد ملكية الاجانب فى الإعلام بنسبة معينة، وانشاء محطات محلية والابتعاد عن المركزية، جاء ذلك فى الندوة التى اقيمت بمعرض فيصل للكتاب بعنوان «إعلام جديد ..ضرورة حضارية». والتى أدارها الاعلامى د. ياسر عبد العزيز وقال: نشهد حملة شرسة على حرية الاعلام فى مصر وجزء منها بسبب الاعلاميين انفسهم، وجزء اخر بدأ يظهر فى اشارات خطر مثل تعيين مجلس الشورى لرؤساء الصحف القومية، ولدينا محاولة تمرير مواد دستورية تعيد حبس الصحفيين والاعلاميين، ولدينا وزير إعلام ينتمى للاخوان المسلمين، لدينا قانون ينادى بغلق قنوات فضائية. ويجب أن يترك المجال الإعلامى لمجالس مختصة برقابته وان اعطى حق الحساب لهيئات فنية تملك ادوات التقييم. وقالت الاعلامية درية شرف الدين: من أبرز الاشياء التى تدور فى مصر الآن تخوف الناس والإعلاميين بشكل خاص على مستقبل الإعلام فى مصر، وهل الاعلام فى ظل قيادة جديدة ينتهى بالحبس واغلاق قنوات ومعاقبة على جرائم سب وقذف، ولا ننسى أن رئيس الجمهورية ذاته تقدم ببلاغ للنائب العام ضد إحدى الصحف وكان يكفى أن ينفى ما قيل عنه، ايضا وزير الاستثمار اعلن انه يمكن غلق قنوات إذا حدثت اشياء معينة وهو الذى يملك ذلك، وهذه كلها اشياء تنبىء بعدم وجود حرية فى الإعلام إذا استمرت، ولا يوجد فى اللجنة التأسيسة أحد من الإعلاميين ولا من يمثلهم، وعن شكل الإعلام الجديد قالت درية: فيما يخص إعلام جديد اتصور أن توجد مجالس من كبار الاعلاميين لتنظيم الإعلام بعيدا عن وجود وزارة وكنا نتصور أن بعد الثورة ستلغى وزارة الإعلام ففى الدول الكبرى هناك مجالس وطنية تدير العملية الإعلامية، اضافة الى أن وزير الإعلام ينتمى للإخوان، واهم ما يواجهنا الآن ماهى المواد الدستورية التى ستكفل الحريات فى الدستور خاصة واننا فى مصر ليس لدينا قانون حرية تداول المعلومات وبالتالى يعمل الإعلاميين بالصدفة وبذلك تاتى أخبار كاذبة ولا توجد جهة حكومية يمكن أن تعطيهم معلومة صحيحة وهذا يعرضهم للمحاسبة والمحاكمة، والحديث الآن حول أن هناك عودة لفكرة حبس الصحفييين وهناك تحيز إلى أن اصدار الصحف لا يكون إلا من الشخصيات الاعتبارية وهذا يمثل قيد على حرية الرأى، واعتقد ان على المدى الطويل سيكون هناك مجلس وطنى للاعلام. وقال الإعلامى حافظ الميرازى: فى البداية كنا نشاهد ونسمع التلفزيون الرسمى والاذاعة الرسمية فقط ولا أحد يستطيع توصيل صوته لنا وهذه الطريقة ضيقت النطاق واصبحت الأخبار مملة ثم جاءت محطات خارجية مثل الجزيرة القطرية، ونتيجة لذلك فقدنا جمهورنا، اصبح الآن من الصعب أن يشاهد المواطن التلفزيون المصرى وما نريده بعد الثورة أن يعود المواطن لمشاهدة القنوات الارضية، ولكن اهتمامات المشاهدين تختلف حسب المحافظات وحتى المناطق والحل عمل قنوات محلية ومنطقة مثلا مثل فيصل يمكن بسبعة الآف جنيه عمل محطة خاصة بالمنطقة تتحدث عمايجرى فى هذه المنطقة ويجب الابتعاد عن هذه المركزية وإذا فكرنا على هذا النهج سوف يتم فتح حوالى 15 الف محطة اذاعية. وعن اختيار الناس للتيارات الاسلامية فى الانتخابات قال الميرازى: فهناك جزء كبير من الناس تعاطف مع التيارات الاسلامية فى الانتخابات لأن الناس تعاطفت مع تيار كان مظلوما والآن يقدم نموذجاً للناس انهم كان لهم حق فى التعامل معهم بهذه الطريقة وهذا اخطر شىء لأى تيار سياسى ليس فقط التيار الاسلامى، وعن كيفية تعامل الدول المتقدمة مع التشهير بالاشخاص أو اعطاء معلومات زائفة قال الميرازى: بالنسبة للسب والقذف إذا نادينا أنه لا يعاقب بالحبس فيجب أن يطبق على الجميع وليس على الصحفى فقط، ونفس الموضوع بالنسبة لمسألة المعلومة يجب أن تتداول بصراحة وفى أمريكا هناك قانون اتاحة المعلومات إلا إذا ختم عليها سرى للغاية مع توضيح سبب سريتها، واتمنى أن تعقد رئاسة الجمهورية مؤتمراً صحفياً يومياً يطلعنا فيه المتحدث الرسمى باسم رئيس الجمهورية على الاحداث، واتمنى أن تطبق مصر هذا القانون وتتيح المعلومات للمواطنين لنبتعد عن الشائعات، كما يجب أن يكون هناك حدود لملكية الاجانب فى الإعلام وتحدد بنسبة مثل الدول المتقدمة محددة ب 20 % . وتحدث حازم غراب رئيس قناة مصر 25 عن قضية الإعلام المحلى وقال: عندما عملت مع حزب العمل والاخوان المسلمين فى المجالس المحلية وقرأت كتاب قانون المحليات اكتشفت أن المجلس المحلى يمكن أن يكون له نشرة خاصة يخاطب بها القرية أو المحافظة وأتمنى أن يكون هناك محطات محلية، وعن وزير الإعلام اقول انه أول من يدرك اهمية موقعه ليضع نهاية سعيدة لتغول السلطة فى الإعلام والتليفزيون المصرى عندما كنا نعمل قناة 25 عرضوا علينا أن نأخذ معدات واعتقد أن عربات الإذاعة الخارجية الموجودة بالتليفزيون المصرى يمكن أن تغطى المحافظات كلها والإعلام المحلى والتنموى هو الإعلام الجديد والإعلام هو مرآة للمجتمع ودوره أن يكشف الفساد لأن الإعلام تحول للحشد والتعبئة وقد وصلنا فى مرحلة تغول السلطة فى الإعلام الحكومى إلى تبليغ الكتاب الكبار وتوجيههم لما يكتبون فيه وكأن الكاتب أو الصحفى يكتب بالامر وقد رأيت بنفسى كيف أن الانسان المصرى حتى أن كان من النخبة يتصاغر لكى ترضى عنه السلطة، والإعلام الحكومى السلطوى والإعلام الخاص أيضا هو الثورة المضادة فقد تم استخدامهم لخلق الكثير من البلبلة، والحل هو انتزاع الإعلام من السلطة، والإعلام الجديد ايضا يتمثل فى المدونات والفيس بوك وخلافه.