د. محمد مرسى رئيس الجمهورية جاهداَ لعودة الأمن والاستقرار ضمن برنامج ال 100 يوم يخرج البلطجية وقُطّاع الطرق بين الحين والآخر يقطعون الطرق ويقطعون السكك الحديدية بما يعطل مصالح البلاد والعباد، الأمر الذى اجمع فيه علماء الشريعة على أنه حرام.. ويجب أن يعاقب مرتكبو هذه الجرائم بأشد العقاب.. ففى البداية يقول د. محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء إن قطع الطريق يسميه علماء الشريعة «جريمة الحرابة» وهى تتنوع إلى ثلاث جرائم: الأولى وفيها ترتكب جريمة قطع الطريق بإخافة الناس دون أخذ مال منهم أو قتلهم.. وهذه جريمة لأن الطرق إنما وجدت لتسهيل حياة الناس وتحقيق مصالحهم، فالذى يقطع الطريق يوقف شرايين التواصل فى المجتمع، أما النوع الثانى وفيه يرتكب من الإخافة أخذ المال من المارين بالطريق، والثالث أن يقتل قاطع الطريق المارة. وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية أن مجرد قطع الطريق فقط دون أخذ مال أو قتل النفس فإن عقوبته الحبس، أما جريمة أخذ المال فعقابها قطع اليد والرجل من خلاف، أما جريمة قتل الأنفس فعقوبتها القتل والصلب، مشيراً إلى أن عقوبة جريمة القتل هنا - فى قطع الطريق - ليست كجريمة القتل العادى لأنه فى القتل العادى يمكن لولى الدم أن يعفو ويأخذ الدية بدلاً من القصاص بل أباح لهم الشرع - أولياء الدم- أن يعفوا أيضاً عن الدية إن أرادوا، أما جريمة القتل فى قطع الطريق فليس من حق أولياء الدم العفو عن القاتل بل يتحتم قتله وصلبه وذلك لفظاعة جريمة قطع الطريق. ويقول د. محمد الشحات الجندى أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا وعضو مجمع البحوث الإسلامية إن قطع الطريق من المحرمات والأمور التى نهى عنها الشرع لما يترتب عليه من تخويف للمارة وتهديدهم بالخطف والسرقة ومنعهم من الذهاب إلى أعمالهم وقضاء مصالحهم.. مشيراً إلى أن قطع الطريق يصنف على أنه من جرائم الحرابة التى لها عقوبة شديدة فى الإسلام لكن يكون ذلك إذا توافر فى قطع الطريق المقدرة والاستعداد لدى المعتدى.. وكان ذلك فى مكان بعيد عن العمران والإغاثة للمجنى عليه وإذا كان يحمل السلاح الذى يمكن به أن يوجز على الضحية إذا لزم الأمر. وأوضح د. الجندى أن جرائم قطع الطريق والسكك الحديدية التى وقعت فى الآونة الأخيرة يمكن وصفها على أنها جرائم تحذيرية وليست جرائم جرابه وللحاكم أن يقرر فيها العقوبة المناسبة، مع الوضع فى الاعتبار أنه لو احترف فيها الجانى قطع الطريق له يقتله. وأشار إلى أنه فى جميع الحالات فقطع الطريق جريمة تهدد الأمن فى حين أن الشريعة الإسلامية تولى الأمن أهمية كبيرة مثل الأمن الغذائى اللازم لبناء الإنسان فيقول تعالى: «الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، فمرتكب جريمة قطع الطريق يستحق عقوبة رادعة تناسب مع جريمته وتكفل عدم عودته لها. كما يرى د. محمد عشماوى الباحث بوزارة الأوقاف أن الله تعالى جعل الأمن فى المجتمعات نعمة تستحق الشكر لا تقل عن نعمة الرزق والعيش بل جعلها سبيل استحقاق العبادة والوجدانية.. قال تعالى: «فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، مشيراً إلى أن حفظ الأمن فى الإسلام له منزلة ومكانة كبيرة حيث حد الله عز وجل عقوبة مغلظة لمن ينتهك هذا الحمى ويجترى على هذه المسئولية فجاءت آية فى سورة المائدة بالعقوبات المغلظة غير المنسوخة فقال تعالى: «إنما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا فى الأرض ذلك لهم خزى فى الحياة الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم».. ولقد بدا واضحاً فى هذه الآية الشدة غير المعهودة فى إيقاع العقوبة على نحو غير مسبوق فى سائر الحدود والجرائم. وذكر الباحث فى وزارة الأوقاف أن قطع الطريق فى المجتمع العربى قبل النبوة كان سلوكا معتادا من قبائل بعينها ومن بعض الأعراب المارقين حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقع هذه الحدود عليهم عندما جىء بالأعراب الذين أسلموا وكانت أبدانهم فى سقم وسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشربوا من ألبان إبل الصدقة وأموالها فأذن لهم بذلك ولكنهم خرجوا فقتلوا رعاة الإبل وسرقوها وقطعوا الطريق وتعرضوا للنساء بالاعتداء فأمر الرسول عليه الصلاة والسلام فصلبهم وسمل عيونهم وقطع أطرافهم لقاء ما صنعوه بهؤلاء الآمنين. وأشار إلى أننا أحوج ما نكون فى هذه المرحلة إلى تفعيل هذه العقوبة الرادعة فيمن يقطع الطريق ويؤذى الآمنين ويسرق بالإكراه لأن الدولة يجب أن تقوم فى وجه هؤلاء وتردعهم بهذه العقوبة الزاجرة... ويقول جمال عيسى مدير عام العلاقات الخارجية بوزارة الأوقاف إن جرائم قطع الطريق والبلطجة اعتداء صارخ على مبادئ الإنسانية لأن تأمين الأرواح والممتلكات حثت عليها الشرائع السماوية والسكوت عنها وعدم ردعها يعد سلبا لحق المواطن فى الأمن. وأكد أنه يستوجب علينا كأفراد أن نزيد الوعى بين الناس بخطورة ارتكاب هذه الجرائم وعقوبتها فى الدين وكذلك فى القوانين الوضعية مطالبا باتخاذ الإجراءات الاحترازية لتأمين الطرق والضرب بيد من حديد على كل هؤلاء. وتقول الحاجة نبوية محفظة قرآن بالأزهر وداعية بوزارة الأوقاف إن قطع الطريق ذكر فى القرآن والسُنّة النبوية.. فالرسول يقول إن الإيمان بضع ستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.. وعليه فإن قطع الطريق يعتبر من عدم الإيمان. وأوضحت أن يجب على أولى الأمر أن يطبقوا الأحكام الرادعة القاسية ليكونوا عبرة لغيرهم فلو تركناهم لاستوحشوا مطالبة بضرورة تكاتف المجتمع كله لتوفير الحياة الكريمة الآمنة.