التصريحات المتوالية التى أطلقها رجل الجماعة القوى المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام والمتعلقة برسم سياسات الدولة، وتشكيل الحكومة، والتدخل فى كل كبيرة وصغيرة متعلقة بشئون الرئاسة، حتى قبل أن يقوم د. مرسى بتشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء. كل هذه الظروف والملابسات أثارت شكوك كثير من المتابعين والمراقبين للشأن الداخلى فى الشارع السياسى، خاصة بعد ظهور رجل الأعمال المعروف عصام الحداد وعضو مكتب الإرشاد بصحبة د. مرسى أثناء تفقده ردهات القصر بعد إعلان فوزه مباشرة مما يوحى بأن د. مرسى ربما لن يتخلى عن خدمات الجماعة طوعاً أو كرهاً لأنها وهذه كلمة حق صاحبة الفضل فى وصوله إلى هذا المنصب بعد أن دفعت به بعد استبعاد خيرت الشاطر. وما يميز عصام الحداد عضو مكتب الإرشاد أنه يجيد الانجليزية والفرنسية بطلاقة، ومثقف كبير، وله خبرة واسعة بالسياسة الدولية، لإقامته فى بريطانيا سنوات طويلة. والحداد شاب إخوانى من ساسه لراسه، حيث تولى - كما هو معروف - ملف العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، بالتعاون مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية د. عصام العريان، كما أنه - أى الحداد - أبرز قيادات التنظيم الدولى الذى يتواجد فى أكثر من 70 دولة، وقد تم إلحاق عصام فى مكتب الإرشاد بالتعيين لقربه الشديد من خيرت الشاطر. المتحدث الرسمى وتشير التكهنات إلى أن د. محمد مرسى ربما يستعين فى الأيام القليلة القادمة بالدكتور ياسر على القائم بأعمال المتحدث الرسمى لرئيس الجمهورية، ليكون متحدثاً له، وللأمانة فإن الرجل كما تقول الشواهد يتمتع بقول حسن ووجه هادئ قلما يوجد بين بعض أعضاء جماعة الإخوان، الذين يتعمدون الظهور - والله أعلم - بملامح مكفهرة، وجباة مقتضبة، ونظرات حادة متربصة وكأنها تنظر إلى المجهول. والدكتور ياسر على يعد من أبرز قيادات التنظيم الدولى فى السعودية، إلا أنه بعد تأسيس حزب الحرية والعدالة عاد د.ياسر من السعودية وأصبح أهم رجالات خيرت الشاطر حتى أن الأخير اختاره مستشاراً إعلامياً ومديراً لحملته الانتخابية، وهو الآن مرشح كما تشير الدلائل بأن يكون المتحدث الرسمى لرئيس الجمهورية، وهو نفس الدور الذى كان يقوم به المبدع والأديب الكبير د.مرسى سعد الدين - أمد الله فى عمره - عندما شغل نفس المنصب أيام الرئيس السادات. وقد يصبح د.ياسر المستشار الإعلامى لقصر الرئاسة والمنسق العام مع الصحفيين والإعلاميين، خاصة أنه يجيد فن الحديث كما سمعه القاصى والدانى على الفضائيات أيام حملة د.مرسى، كما أنه كتب بنفسه كل البيانات التى تمت بين د. مرسى وممثلى الأزهر والكنيسة وبالتحديد د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، ود. على جمعة مفتى الديار المصرية والأنبا باخوميوس القائم مقام البابا شنودة الثالث. أما الاسم الثالث والذى من المتوقع أن يكون له دور فى قصر الرئاسة أيضاً فهو د.أحمد عبد العاطى وقد كان كما تقول أوراقه وتاريخه فى العمل السياسى من المتهمين فى قضية مليشيات الأزهر وظل مختفياً عن الأنظار لفترة طويلة، حتى قررت الجماعة تسليمه للأجهزة الأمنية احتراماً للقانون، وبعدها تمت محاكمته وحكم عليه بالبراءة، وقد كان له دور بارز فى الحملة الدعائية للدكتور مرسى ويتوقع أن يكون له دور أيضاً فى قصر الرئاسة خلال الأيام القليلة القادمة. الرجل الغامض أما الرجل الغامض فى جماعة الإخوان وربما فى القصر الجمهورى أيضاً فهو المهندس خيرت الشاطر الذى يفضل أن يعيش دائماً فى الظل، كما يفضل التحرك أيضاً من وراء ستار، بل يقلب صفحات الجماعة والسياسة والاقتصاد دون ضجة أو ضجيج. والذى يعرف شخصية خيرت الشاطر ويعامله عن قرب يدرك أن الرجل «بيزنس مان» من الطراز الأول، بل يتفوق على أحمد عز وهشام طلعت مصطفى ويفكر فى المشروعات والاستثمارات قبل الأكل وبعده، كما أن الذى ينظر إلى قسمات وجهه بناء على تحليل د. إيمان شريف الأستاذ بمركز البحوث الجنائية والاجتماعية يلاحظ أنه حاد النظرات معتز بنفسه إلى آخر مدى، يفضل الصمت وقت الصمت، ويجيد الكلام وقت الكلام، ولبعد نظره فقد أسس الشاطر موقع «إخوان ويب» باللغة الانجليزية للتأكيد على فكر الجماعة الوسطى خارج البلاد.