ظهور أنصار الشريعة المنتمين إلى تنظيم القاعدة فى جنوب اليمن بعد قيام الثورة اليمنية فى مارس من العام الماضى، وتحديداً عقب انفجار مصنع الذخيرة بمديرية جنفر فى محافظة أبين التى كانت بالفعل فى يد تنظيم القاعدة منذ رحلت قوات الجيش اليمنى عن المنطقة قبل سنوات تاركة العتاد العسكرى الذى ظفر به تنظيم القاعدة والذى استغل الثورة اليمنية للسيطرة الكاملة على منطقة الجنوب، ولعل مازاد من توغل أنصار الشريعة اهتمام النظام السابق بما يجرى فى صنعاء على حساب ملف القاعدة. ويرجع السبب فى شهرة جماعة أنصار الشريعة فى أبين وأميرها جلال بلعيدى المرقش إلى وكالة أنباء المدد الإخبارية الناطق الرسمى لأنصار الشريعة والتى تبث أخبار الجماعة وعملياتها الاستشهادية - على حد تعبيرهم - وتنادى جماعة أنصار الشريعة بتطبيق الشريعة من جلد وقطع يد وقصاص، ولعل أبرز من طبق عليه الحد هو طفل يدعى خالد عبد العزيز بتهمة السرقة. ويواجه أنصار الشريعة حربا ضروسا من قبل قوات الأمن اليمنية بالإضافة إلى القبائل واللجان الشعبية التى تعمل على منع تدفق العناصر البشرية والمعدات الحربية لأنصار الشريعة على طول الساحل اليمنى الجنوبى. وقدر تقرير للوكالة الفرنسية «فرانس برس» عدد ضحايا المواجهات ب 391 شخصا بينهم 285 من عناصر القاعدة و66 عسكرياً، بالإضافة إلى 22 من أفراد الميليشيات المحلية و18 مدنياً، وعن رأيه فى مواقف جماعة أنصار الشريعة قال السفير محمد الهيصمى المندوب الدائم لليمن فى جامعة الدول العربية والقائم بأعمال السفارة فى القاهرة إن أنصار الشريعة هم فى الحقيقة أعداء الشريعة والإسلام، مؤكداً استمرار ملاحقتهم حتى يتم اقتلاعهم نهائياً من اليمن، وأشار إلى أن المستفيد الوحيد من وجودهم ليس أعداء اليمن وحدهم وإنما أعداء الأمة العربية والقومية العربية، لذا يجب التكاتف لمنع وجوه ثغرات تنفذ منها هذه القوى المعادية، وفيما يخص تسلل عناصر وأسلحة لانصار الشريعة المتمركزين فى الجنوب قال نحن نشعر بأن هناك ثغرات وهنا لابد من تعاون دولى وإقليمى واسع لمساعدة اليمن لاقتلاع شأفة الإرهاب، فاليمن تتكبد خسائر فادحة لمحاربة الإرهاب رغم امكانياتها الضعيفة ومشاكلها الاقتصادية. فنحن نقتطع من القوت اليومى للمواطن اليمنى لكى نواجه الإرهاب، فحدودنا البحرية تمتد لأكثر من 1500 كم وهى مساحة شاسعة يصعب على أى دولة - حتى وإن كانت لا تعانى مشاكل اقتصادية - تأمين تلك المساحة، مشيراً إلى أن الأسباب التى ساهمت فى زيادة العمليات الارهابية أن اليمن لا يحصل على الدعم الكافى لمحاربة من يدعون أنهم أنصار الشريعة بالإضافة إلى عدم وجود استقرار داخل اليمن الذى يعصف به أزمات سياسية يتم افتعالها من البعض بين حين وآخر وأزمات اقتصادية حادة يعانى منها الشعب اليمنى. وأكد أن السلطات اليمنية لها دور كبير فى القضاء على العمليات الارهابية التى تحاول عناصر أنصار الشريعة القيام بها فى اليمن وقامت الأجهزة الأمنية باستباق عدد كبير من تلك العمليات التى لم يعلن للإعلام عن حدوثها منها محاولة لتفجير مطار صنعاء الدولى. أشار إلى أن هناك العديد من الدول العربية التى تقدم الدعم لليمن وعلى رأس تلك الدول مصر فهناك تعاون ودعم سياسى وأمنى استخباراتى وهذا أمر ليس غريباً على مصر ومنطقى لأن الآن المصرى واليمنى لا يتجزآن فالهم مشترك، وهناك أيضاً تعاون مع دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة التى تقدم دعماً «لوجستيا» لليمن، ورغم ذلك فاليمن يحتاج لمساعدات أكبر.