لا حديث فى الإسكندرية إلا على الفرح الأسطورى الذى أقيم على شاطىء سان ستيفانو وبطول 2 كيلو متر.. الفرح الذى أقامته إحدى العائلات الشهيرة بالفضائح بالمدينة.. والتى كان لها نفوذ فى عهد الرئيس المخلوع مبارك.. دليل أن الثورة فعلاً مازالت لم تصل للناس اللى فوق.. العُرس الذى تكلف حوالى 50 مليون جنيه والذى حضره حوالى ألفى مدعو من علية القوم ورجال النظام السابق ورجال الأعمال.. والمسرح الخشبى الذى تم إعداده على مدى شهرين ورمال الشاطىء التى غطيت بالسجاد الفاخر والديكورات التى صممها مهندسون من فرنسا وأوروبا والورد «الأوركيد» الذى تم استيراده من هولندا بطائرة خاصة بالألوان الزاهية المختلفة.. والبودى جارد الذين كانوا يحمون الفرح.. وإضاءة الليزر والصواريخ التى اطلقت وبلغ ثمنها حوالى مليونين من الجنيهات والعريس الفرنسى والعروس المصرية السكندرية الأصل والتى حضرت «بلانش» من عرض البحر إلى كوشة العُرس والفرق الأوروبية العالمية الأربع التى حضرت لاحياء الفرح والشموع التى تم توزيعها على الحضور ومصممو الأزياء العالمون والمصورون اللبنانيون والبوفيه الذى ضم أشجار الجمبرى وأسماك التونة والسلامون التى تم استيرادها من النرويج والخرفان المعلقة.. والتورتات والحلويات والشيكولاته المستوردة من فرنسا والبوفيهات المفتوحة من الصين وإيطاليا وفرنسا.. والفواكه الاستوائية التى تم استيرادها من الخارج.. هذا الوصف التفصيلى للفرح الاسطورى دليل أن مصر لم تقم بها ثورة.. وأن الناس اللى فوق لا يعرفون شيئاً عن الناس اللى تحت.. وأن الذين يطالبون بحد أدنى للأجور 1200 جنيه هم السذج والبسطاء.. وأن ثروة هذه الأسرة التى تقدر بمئات المليارات لم تأت إلا فى حكم الرئيس المخلوع.. وأن شعب مصر ليس له سوى الله.. وأن مقولة سعد زغلول «مفيش فايدة» تنطبق علىحديث أهل الإسكندرية.. وهذا الكلام ليس حقداً طبقياً ولا حسدا ولكن هؤلاء الناس لا يعرفون أن تكاليف هذا العرس كان كفيلاً بتطوير منطقة عشوائية.. وأن إقامة هذا الفرح فى هذا التوقيت استفزاز لمشاعر الثوار والفقراء - ملح الأرض فى مصر الطبية.. السؤال: هل حصلت مصلحة الضرائب على مستحقاتها من الذين أقاموا هذا الفرح؟ أشك.. وأخيراً نقول إن أهداف الثورة من عيش وحرية وكرامة وعدالة اجتماعية لم تحقق، لأن هذا هو اللامعقول الذى يحدث فى مصر!! [email protected]