نعانى هذه الايام من تخبط وترقب بسبب خوض تجربة جديدة هى الاولى على الشعب المصرى ليذوق فيها طعم الحرية ويختار بنفسه من يحكمه بعد ثلاثين عاما من القهر ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن ووجدنا زخماً وكرنفالاً منذ اللحظة الاولى لفتح باب الترشح للرئاسة وتقدم اكثر من ألفى مرشح لسحب اوراقه لتكون بداية غير مبشرة.. ولقد استطلعنا آراء وتقييمات خبراء وأساتذة الإعلام حول مرشحى الرئاسة عند ظهورهم على الشاشات. ? يقول الدكتور محمود خليل استاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة: إنه حتى الآن لايوجد مرشح فعلى بل إن جميعهم مرشحون محتملون اما عن ملاحظاته على أدائهم فقال ان أحمد شفيق كمثال يخلط فى خطابه ما بين مغازلة الثورة من ناحية واعطاء رسالة تطمين لفلول النظام القديم من ناحية اخرى ولهذا فهو يحاول ان يمسك العصا من المنتصف ولكنه يميل بصورة غير إرادية الى الانتصار للنظام القديم كتصريحه بأن مبارك هو قدوته ومثله الأعلى ولهذا نتمنى له ان تكون نهايته مثل نهاية مثله الاعلى. واضاف دكتور خليل أن هذا ذكاء من أحمد شفيق لأنه لا يراهن على احد من المواطنين المؤمنين بالثورة وبالتالى فهو يراهن على الفلول الشعبيين الذين ازعجتهم الثورة ويرفضونها ويرفضون نتائجها ويتمسكون بالنظام القديم ويبحثون عن شخصية يشمون فيها رائحة المخلوع ولن يجدوا غير أحمد شفيق خير مثال لذلك خاصة أنه كان آخر رئيس وزراء فى عهد المخلوع. ? وعن عبدالمنعم أبو الفتوح قال إنه يعتمد فى خطاباته على الشعارات والوعود البراقة كخطابات الحكومة القديمة ومثال على ذلك وعوده بأن الحرية ستكون للجميع كما اقترح ان يكون الحد الادنى للاجور 1200 جنيه شهريا بالاضافة الى رسائل التطمين التى يبعث بها الى القوى السياسية لكل من لديهم خوف من وجود رئيس ذى توجهات اسلامية مثله كما يردد دائما أنه من محبى الفن ومن معجبين أم كلثوم، وأشار د. خليل إلى ان الكثير من شعارات أبو الفتوح لا نستطيع أن نحدد درجة مصداقيتها بسهولة فانه يقول إن بامكانه رفع الحد الادنى والسؤال هنا هل ميزانية الدولة قادرة على ذلك فى ظل وجود عجز 150 مليار جنيه؟! ولهذا فان الشعارات فى مجملها مجرد شحن جماهيرى للتعاطف معة ولكنها لن تصمد كثيرا عند تحليل واقعيتها ومصداقيته. ? اما عن المرشح المحتمل عمرو موسى فإن له وضعا خاصا ومختلفا فهو دائما صاحب نبرة استعلاء ولا نعرف هل هو يخاطب السماء ام يخاطب من فى الارض؟! ويلاحظ دائما عليه أنه يتحدث ورقبته لأعلى ولكنه حتى الآن لم يقدم خطاباً متماسكاً بل خطاباته هجوميه تعتمد على الاملاءات خاصة عندما يتكلم عن أحمد شفيق وعلى الرغم من كلام موسى بانه كان ضد قرارات الرئيس المخلوع لكنه متهم بانه محسوب على نظام المخلوع بالاضافة الى أنه لم يقدم أية رؤية عن سياسة مصر الخارجية. ? وعن سليم العوا فهو صاحب خطاب مرتبك غير محدد الهوية فكثيرا ما يتحدث عن تطمين للشارع المسيحى فى مصر وفى أحوال اخرى يتحدث عن تحييد دور الكنيسة ويوجه اتهامات للكنائس بأنها تحشد الاسلحة للإعداد للحرب وهذا بالطبع كلام بلا معنى واوضح د.?خليل ان خطاب العوا وعظى محض فهو يتحدث دائما فى العموميات ويفتقد أية رؤية اجرائية فيقول على سبيل المثال لا الحصر إنه يريد تحسين ظروف المعيشة للمواطنين بدون ان يوضح الاجراءات او كيفية زيادة الحد الادنى للمرتبات او عن كيفية ضبط الاسعار فى الاسواق ولهذا فكان لابد من وجود كلام اجرائى وليس مجرد عموميات او وعود انشائية وصياغات براقة لا تصمد لاى تحليل فهى فاقدة لمصداقيتها. ? اما عن حازم أبو اسماعيل فقال إنه قادر على منصب خطيب او واعظ فى وزاره الاوقاف ولا يصلح لرئاسة مصر واكتفى د. خليل بقول «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه». ? وعن خيرت الشاطر قال: إن تصريحاته كلها تنم عن رجعية وافكاره كلها افكار صفراء وتصور أنه عند ظهوره فى الإعلام ليقول إنه سيطبق الشريعة الاسلامية سيجد من يدعمه وكأن الشعب مغيب. واضاف د. خليل ان الشاهد على مرشحى الرئاسة يرى وكأنهم مرشحون لمجلس شعب وليس رئاسة جمهورية فلم يتحدث احد منهم عن برنامج انتخابى أو عن أسلوبه فى ادارة الحكم كما لم يتحدث احد منهم عن دور القوى او الاحزاب ولا عن علاقات مصر الاقليمية والدولية. وأوضح ان كل المرشحين وقعوا فى شرك الصياغات الوعظية البلاغية الانشائية لتجعل منهم خطباء منابر بامتياز وليس لديهم فقه أولويات واضح للسنة الاولى بعد الرئاسة ولا خطط واضحة الاهداف ويرتكنون على تجربة المخلوع الذى لم يكن لدية أية خبرات وهذا هو ما أغر المرشحين للوصول الى الكرسى وهذا ينم عن سيطرة الفكر القديم عليهم ولكن عليهم ان يعرفوا ان الشعب المصرى لن يحتمل أى تأخير فى حل مشاكله والشعب الذى صبر 30 عاماً على غباء مبارك لن يصبر مرة اخرى ولا حتى 30 ساعة وفى كل الاحوال فان الشعب يستحق من سيحكمة ايا كان. ? ويقول الدكتور محرز غالى بكلية الإعلام جامعة القاهرة إن لكل مرشح شخصية وكاريزما مختلفة عند الظهور امام الجماهير فنرى ان حازم أبو اسماعيل يتسم بالتواضع ولديه قدرة فائقة على اذابة الجليد بينه وبين الجمهور والمذيع، وهو يشعرك فى أدائه بأنه من أفراد الأسرة.