عندما يتعلق الموضوع بسوريا تكتفى أمريكا بتزويد المعارضة بأجهزة اتصالات لاسلكية، ولكن عندما يتعلق الموضوع بأمن الخليج فإن أمريكا تسارع بتقديم درعا صاروخيا! كل علامات الاستفهام والتعجب لا تكفى لفهم سياسة الكيل بمكيالين التى تخصصت فيها أمريكا، ولمسناها مرارا فى القضية الفلسطينية، وتكرر أمامنا الآن فى المسألة السورية، وحاليا نراها واضحة فى الخليج العربى.. فما هى الحكاية؟! الحكاية كانت فى الرياض الأسبوع الماضى بانعقاد الاجتماع الأول لمنتدى التعاون الاستراتيجى بين دول الخليج والولايات المتحدة. انعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجى وهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية. «التعاون الاستراتيجى» عنوان واضح وفضفاض فى نفس الوقت، لكن تصريحات الأمير سعود الفيصل الذى ترأس الجانب الخليجى فى الاجتماع المشترك باعتباره رئيس الدورة الوزارية الخليجية الحالية لخصت بعض الأمور، فأوضح ما من شك فى أن التحديات والمخاطر التى تواجهها المنطقة تظل من أهم العوامل لتهديد أمنها واستقرارها ومن هنا تأتى أهمية منتدى التعاون الاستراتيجى بين المجلس والولايات المتحدة، خصوصا أن قضية الأمن الإقليمية فى منطقة الخليج تحظى باهتمام القوى الإقليمية والدولية، وذلك فى ظل التوترات المتسارعة فى المنطقة، وتأتى فى مقدمة هذه التحديات التدخلات الإيرانية المستمرة فى شئون دول المنطقة إضافة إلى برنامجها النووى المثير للريبة. أما تصريحات هيلارى كلينتون فكانت واضحة، فقد قالت: يمكننا عمل المزيد لدفع منطقة الخليج من خلال التعاون فى النظم الدفاعية الباليسشية. وشددت: نحن ملتزمون بالدفاع عن دول الخليج، وكان الأميرال فوكس قائد الأسطول الخامس قدم موجزا خلال الاجتماع عرض فيه بعض التحديات التى يتم مواجهتها من خلال الدرع الصاروخية. وأضافت كلينتون: بعض المسائل التقنية الدفاعية لرؤية الصواريخ تتطلب وجود نظام رادارى فى إحدى الدول المجاورة لإمكانية مراقبة انطلاق الصاروخ وإلى أين يتجه. وأكدت أن بعض نواحى هذا النظام تم نشره فى الخليج، وخلال الاجتماع تم الاتفاق على تشكيل مجموعات عمل خلال الشهر الحالى تشمل دول المجلس والولايات المتحدة وتعنى بالقضايا الاستراتيجية والأمنية الأساسية، على أن يجتمع كبار المسئولين منتصف يوليو القادم وإعداد تقرير بالتوصيات النهائية لمجموعات العمل، وعرض ذلك على الاجتماع الوزارى القادم المقرر عقده فى سبتمبر القادم. تصريحات كلينتون تجاه إيران كانت واضحة، فقد أكدت نحن مصممون على منع إيران من حيازة السلاح النووى، وأن هناك وقتا للدبلوماسية إذا كانت إيران جادة ومستعدة للتفاوض، والأمر منوط لإيران ولا أدرى أين سيبدأ ومتى سينتهى.