كتب : أيمن لطفى ... النفس البشرية غيب من الله، هى اللغز المحير، السر العظيم، الحقيقة المكنونة التى لا يعلمها إلا الله، خلق الله الأنفس و أسكنها الجسد، و هو وحده يعلم ما تضمره من خير أو شر. دائما نجد الكثير منا يدعى الخير و الطيبة و يستبعد الصفات السيئة و الذميمة عنه، و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقيقة أنفسنا قبل يوم الحساب. ولكن.... هل هذا معقول؟ نحن لا نعرف حقيقة أنفسنا!! كيف لا نعرف حقيقتنا؟ هل النفس البشرية غيب حتى عن صاحبها؟؟ و الإجابة هى... «نعم» نحن لانعرف حقيقة أنفسنا، النفس البشرية غيب من الغيبيات حتى عن صاحبها لا تنكشف له إلا من خلال معاناة الحياة، و حينها تظهر و جهاً من وجوهها، كل لحظة يعيشها الإنسان على وجه الأرض يكون فى موقف يحتم عليه الاختيار بين البدائل، و كل اختيار يكشف له حقيقة و نوعية نفسه، فى بعض الأحيان نجد البعض منا يحلف و يقسم بالله إنه لن يفعل كذا و كذا و لكن حين يكون فى موضع الاختبار فإنه يقوم بفعل أشياء ويتخذ قرارات هو نفسه لم يتوقع أن يفعلها فى يوم من الأيام، ولهذا يختبرنا الله تعالى بمواقف الحياة المختلفة لكى تظهر حقيقة أنفسنا التى حقاً نجهلها، و النفس لا تظهر منزلتها و لا تبدو حقيقتها إلا لحظة أن تستقر على اختيار. النفس البشرية فى حالة تذبذب دائماً بين فعل الصواب و الخطأ، بين الخير و الشر.. إذن كيف نحكم عليها؟ هل هي نفس صالحة أم فاسدة؟ لهذا جعل الله الأعمال بالخواتيم فالعبد منا فى أواخر عمره يكون قد استقر على فعل أشياء قد تكون صالحة أو غير صالحة، إذن هناك نفوس صالحة و هناك نفوس غير صالحة بطبيعتها ؟!!... كما قلت فى البداية الأمر كله تكشفه لنا مواقف الحياة فى كل لحظة و فى كل اختيار... هل يمكن للنفس الغير صالحة أن تكون صالحة؟ و الإجابة هنا ترجع لله قال تعالى « لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم « إذن عليك بنفسك أولاً، و اعلم جيداً أن الله يسيرنا إلى ما اخترناه بقلوبنا و نياتنا، فلا ظلم و لا إكراه و لا جبر و لا قهر.