كتب : هادى البدراوى ... عقب ترحيلها لمواطنى ساحل العاج، قررت إسرائيل إعادة مهاجرى جنوب السودان إلى بلادهم وذلك بعد أقل من عام على استقلال الجنوب وانفصاله عن دولة السودان. وأفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن سلطة السكان والهجرة التابعة لوزارة الداخلية طالبت لاجئى جنوب السودان بالعودة إلى ديارهم قبل 31 مارس القادم، وتعهدت بمنحهم مساعدة مالية بعد وصولهم جوبا وقدرها 1000 يورو، إلا أن المساعدات المالية ستعطى فقط لمن يغادر إسرائيل بإرادته قبل نهاية المهلة المحددة ومن يخالف ذلك سيتم اعتقاله وترحيله قسراً إلى جنوب السودان دون أى مساعدات مالية. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية «سابين حداد» إنه لا يوجد مبرر لاستمرار إسرائيل فى توفير الحماية لمواطنى جنوب السودان بعد أن أصبحت لهم دولة مستقلة. وأشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن الداخلية الإسرائيلية أعلنت أن هناك أكثر من 3000 لاجئ من جنوب السودان تسللوا إلى إسرائيل منذ عام 2006 ومازالوا يعملون بها حتى الآن. وأوضحت معاريف أن هذا الإعلان يأتى بعد شهر من إعلان مماثل لسلطة الهجرة لمواطنى دولة ساحل العاج وقد بدأت السلطة فى ترحيلهم فعلا. ولفتت الصحيفة إلى أن السلطة تبدى سخاء وكرماً كبيراً فى منح مواطنى جنوب السودان مهلة شهرين لحزم أمتعتهم مقارنة مع مواطنى ساحل العاج الذين حصلوا على فرصة 32 يوماً للمغادرة. وفى أعقاب ذلك أجرى موقع أخبار «واللا» الإسرائيلى حوارا مع لاجئة سودانية تدعى « نتاليا إلياس» وهى تقطن إسرائيل منذ 13 عاماً، حيث قالت إن القرار جاء بمثابة الصدمة لها ولكل اللاجئين من دولة الجنوب، مبدية دهشتها من اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لهذا القرار متهمة إياها بأنها لا تهتم بمستقبل أبنائهم. وترى نتاليا أن هذا القرار غير حكيم بالمرة، حيث «إننا نقطن بإسرائيل منذ سنوات طويلة فكيف نهاجر الآن لدولة وليدة العهد مازالت تعانى العديد من الأخطار». من جانبها، أبدت منظمة مساعدة اللاجئين تعاطفاً مع لاجئى الجنوب، حيث صرحت بأن الوضع فى جنوب السودان مازال سيئا للغاية وأنه على مدار الفترة القليلة الماضية شهدت جنوب السودان عمليات عنف وقتال أودت بحياة الآلاف واضطر حوالى 50 ألف مواطن إلى الفرار من منازلهم. وأضافت «أورين روبين» مديرة المساعدات النفسية والاجتماعية للمنظمة أن شهرين فقط وقت غير كاف للعائلات والأبناء لتأهيل أنفسهم للمغادرة وخصوصا بعد قضائهم سنوات عديدة فى إسرائيل. والجدير بالذكر أن قضية مهاجرى جنوب السودان فى إسرائيل احتلت حيزا مهما فى محادثات رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز ووزير الخارجية افيجدور ليبرمان ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد تزايد موجات السخط الشعبى فى إسرائيل ضد تدفق المهاجرين الأفارقة وظهور لوبى فى الكنيست ينادى بعودتهم لبلادهم.