أدى قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بإجراء انتخابات داخلية بحزبه «الليكود» فى 31 يناير الحالى لإثارة التكهنات داخل إسرائيل باحتمال تقديم موعد الانتخابات التشريعية المقبلة وذلك فى ظل حالة الغليان السياسى التى تشهدها إسرائيل حاليا بعد قرار اثنين من الشخصيات الاجتماعية الشهيرة فى إسرائيل دخول الحياة السياسية وخوض الانتخابات التشريعية المقبلة. أذاعت القناة الثانية الإسرائيلية بيانا جاء فيه أن الإعلامى الإسرائيلى الشهير «يائير لابيد» أبلغ رؤساءه فى العمل بترك وظيفته كمقدم لنشرة الأخبار ومقدم لأحد برامج التوك شو الأكثر شهرة فى إسرائيل، لكى يدخل الحياة السياسية ويرشح نفسه فى الانتخابات التشريعية المقبلة. ولابيد (48 عامًا) هو ابن زعيم حزب «شينوي» ووزير العدل الإسرائيلى الأسبق تومى لابيد، وقد عمل قبل تقديم استقالته مقدمًا لبرنامج «استوديو الجمعة» فى القناة الثانية، ومراسلا لصحيفة «معاريف»، إضافة إلى توليه منصب رئيس تحرير صحيفة «تل أبيب» التابعة لصحيفة «يديعوت أحرنوت». وقد قوبل قرار لابيد بالاعتراض والرفض من قبل الأحزاب السياسية فى إسرائيل، كونه يشكل خطرًا عليها وذلك بسبب القاعدة الجماهيرية الكبيرة التى يتمتع بها لابيد فى إسرائيل، مما دفع العديد من الأحزاب إلى اقتراح تشريع قانون يمنع الصحفيين من دخول الحياة السياسية، بينما عبر الوزير الليكودى ميخائيل إيتان، المسئول عن تحسين صورة الحكومة فى الرأى العام الإسرائيلى، عن تخوّفه من احتمال أن ينشق أعضاء ليبراليون عن حزب (الليكود) من أجل دعم لابيد. وأشارت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية إلى أن استطلاعات رأى أجرتها القناة الثانية وقناة الكنيست أوضحت أن أى حزب جديد برئاسة (يائير لابيد) سيفوز بعدد مقاعد فى الكنيست تتراوح بين 7 إلى 20 مقعداً، وسط تخوفات فى حزب (كاديما) برئاسة تسيبى ليفنى من أن تكون هذه المقاعد على حساب حزبها. وبالرغم من ترحيب نتنياهو، ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، بقرار لابيد بالانضمام إلى الحلبة السياسية، إلا أنه عندما سئل ليبرمان إلى أى مدى ستتغير الخريطة السياسية بعد انضمام لابيد، التزم الصمت وقال لننتظر الانتخابات المقبلة. وفى الوقت نفسه حافظ لابيد على صمته، وقال إنه يبذل كل جهده حاليا لتعيين أعضاء قائمته التى سيقود بها الانتخابات. وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن لابيد يعمل جاهدا الآن على تجنيد المزيد من الاستشاريين لإجراء حملته الانتخابية. ومن ناحية أخرى أعلنت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن (نوعام شاليط) والد الجندى جلعاد الذى مكث فى أسر الفصائل الفلسطينية لخمس سنوات تقريبا قرر ترشيح نفسه على لائحة حزب (العمل) فى انتخابات الكنيست المقبلة. وقال نوعام إن سنوات النضال العام للمطالبة بتحرير ابنه من الأسر أتاحت له فرصة التعرف بشكل أعمق على المجتمع الإسرائيلى بكافة جوانبه و قرر الانضمام للنشاط العام، رغبة فى خدمة الجمهور والتواجد فى المكان الذى يسمح له بالتأثير فى المجتمع الإسرائيلى. ومن جانبها، رحبت رئيسة حزب العمل وعضو الكنيست (شيلى يحيموفيتش) بقرار شاليط. وفى أعقاب ذلك جاء قرار نتنياهو بإجراء انتخابات داخلية فى حزبه فى 31 يناير الحالى، وهو ما اعتبره الكثيرون محاولة لإعاقة جهود أى خصم سياسى لاقتلاعه من السلطة. كما ذكرت صحيفة (معاريف) أن وزير الخارجية ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» افيجدور ليبرمان أوعز إلى أعضاء كتلته البرلمانية باتخاذ الاستعدادات لاحتمال تقديم موعد انتخابات الكنيست التى كان من المقرر إجراؤها عام 2013. وأضافت الصحيفة أن ليبرمان يعتقد أن نتنياهو قد يعلن عن تقديم الانتخابات خلال الأشهر الستة القادمة.