تباينت آراء رجل الشارع والمواطن البسيط خاصة السيدات، بشأن صعود نجم التيار الإسلامى فى السباق البرلمانى، فبينما رحب البعض به وببرنامجه - خاصة أنها المرة الأولى لتجربته بعد أن حاربه النظام السابق- أعرب البعض عن قلقة متخوفا أن يكون هذا التيار ردة تقود مصر إلى العصور الوسطى. وتقول حسنات محمد رئيس إحدى الجمعيات الخيرية: لا أحد يرفض الدين، ولكن المرفوض هو التعنت فى استخدامه،فالإسلام دين سماحة يعترف بحقوق غير المسلمين، ويمنحهم الحق فى الحياة بأمان دون تفرقة. وتشير سهير الجابرى مدير العلاقات العامة بمعهد بحوث البساتين سابقاً، إلى قلقها من صعود التيار الدينى، حيث ترى أن هدف هذا التيار هو الصعود إلى السلطة فقط دون خبرة بالسياسة. وتتساءل الجابرى، عن مصادر أموال هذا التيار التى ينفق منها ببذخ على الانتخابات، خاصة أننا نتمنى ألا تتحول مصر إلى باكستان جديدة ينتشر فيها العنف، مشيرة إلى أن كل مليونية نزل فيها التيار الإسلامى تنتهى بمثل ما شهدته المليونية الأخيرة التى انتهت بأحداث شارع محمد محمود التى أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً وإصابة العشرات. وتأمل أن يكون أعضاء البرلمان القادم ممثلين لكافة التيارات السياسية، حتى يصبح هناك اتزان بين كافة القوى ولا يصبح المسيطر تياراً واحداً فقط، فيتحول الأمر إلى انفراد بإصدار القوانين ثم انفراد بالسلطة، ونعود إلى الخلف إلى عهد ماقبل الثورة. وقالت منى عيسوى (موظفة)، أرى أن صندوق الانتخابات هو المتحدث الشرعى باسم الشعب، وإذا كان الصندوق يمنح الإسلاميين الأصوات الأعلى فهو المعبر عن إرادة الأغلبية التى يجب احترامها، مؤكدة ولاءها للتيار الدينى الذى ترى أنه يمتلك رؤية تقدمية فى كافة المجالات. تتفق معها فى الرأى تقريباً فاطمة محمد (ربة منزل)، حيث ترى أن أهم مطالب المرحلة الحالية، هو إيجاد العلاج فى المستشفيات الحكومية بطريقة إنسانية، وإيجاد مدارس مناسبة ليتعلم الابناء بدون دروس خصوصية، وتوفير فرص عمل للشباب. وترى المهندسة شيماء حسين، أن صعود التيار الدينى مخيف، لذلك ينبغى أن تتحد جهود التيارات الأخرى لمواجهة هذا التقدم الدينى لإحداث توازن، موضحة أهمية توعية المواطن بضرورة انتخاب من يمثلهم ليحقق مصالحهم، دون اللجوء للعب على وتر الدين. وأشارت إلى أن محاولة اجتذاب المواطن البسيط لبعض الأمور الشكلية من جانب بعض المتشددين، مثل الحديث عن حجاب غير المسلمات أو فوائد البنوك والعمل بالبورصة، من شأنه العودة بمصر إلى عصور التخلف، فالإسلام بمعناه الصحيح هو دين سماحة ووسطية ويؤمن بحرية الفرد. وقال طارق عبد العزيز موظف، إن التيار الدينى المعتدل هو الذى سيحقق لمصر الرخاء، معرباً عن تفاؤله بصعود الحرية والعدالة على حساب حزب السلفيين (النور)، حيث يرى أن الأول له رؤية واضحة مبنية على خطط ودراسات وأفكار تحقق الرخاء للشعب المصرى. وأشار عبد العزيز، إلى فشل كافة التيارات الأخرى فى تحقيق أى تقدم ملحوظ للمجتمع المصرى، مشيراً إلى الحرب التى نفرض لها الاقتصاد الإسلامى ممثلاً فى الريان والسعد، لأن هذا الاقتصاد حقق أرباحاً طائلة استفاد منها الآلاف، ولكن النظام السابق سرعان ما تدارك الأمر وسارع بهدم تلك الشركات بضرب فكرة الاقتصاد الإسلامى. وأشارت سعاد محمد يوسف إحدى مرشحات الدائرة الرابعة بمصر الجديدة والتى لم يحالفها النجاح فى الانتخابات، أنها توقعت حصول التيار الدينى على أغلبية مقاعد البرلمان، لاعتقاد معظم المصريين بأن العدل لا يطبق إلا بالشريعة الإسلامية، وتعرب عن تحفظها لتهميش التيار الدينى للمرأة ودورها، وهو ما أظهرته نتائج المرحلة الأولى التى لم تنجح فيها أية سيدة. وتتوقع المرشحة السابقة، فشل التيار الدينى فى أى اصلاحات خاصة الاقتصادية، نظراً لأرائهم المتشددة عن السياحة والبنوك والبورصة وغيرها من مصادر الاقتصاد المصرى التى قد تعود بمصر إلى الوراء.