مرت ست سنوات منذ قرر مجلس بلدية تل أبيب – يافا تخليد اسم مؤسس أول مستشفى خاص فى مدينة يافا وهو د. فؤاد إسماعيل الدجانى. ورغم أن البلدية أطلقت أسماء العشرات من الشخصيات النكرات فى معظمها على شوارع وأزقة وميادين المدينة وأغلبها أسماء لرجال دين من اليهود، فإن شارعا يحمل اسم فؤاد الدجانى ظل غائبا عن الخريطة. والدكتور الدجانى (1890 – 1940) ابن لعائلة فلسطينية عريقة كانت تمتلك الكثير من الأراضى فى حى صهلون بمدينة يافا القديمة، وكان الطبيب المعالج لأبناء العائلة الملكية البريطانية فى فترة الانتداب البريطانى. وكنوع من المكافأة له حصل على ترخيص بريطانى بإنشاء مؤسسة علاجية لخدمة أهالى المدينة القديمة. وفى عام 1933 أنشأ مستشفى صهلون فى يافا وهو المستشفى الذى يقع الآن فى نطاق مركز لعلاج أمراض الشيخوخة. بعد وفاة الدجانى تم دفن جثمانه عملاً بوصيته فى فناء المستشفى الذى بناه. وعند قيام دولة إسرائيل اضطرت عائلة الدجانى بكاملها إلى مغادرة فلسطين وتفرقت فى عدة دول عربية من بينها مصر والأردن ولبنان، ولم تُطرح مسألة تخليد اسمه إلا فى التسعينات عندما تم تصوير فيلم وثائقى عن حياته وعطائه للإنسانية وظهرت ابنته فى الفيلم وهى تقول بحرقة والدموع تنساب من عينيها إن أحداً لم يلتفت إليه ولم يخلد اسمه. وقبل حوالى عشرة أعوام شاهد مهندس معمارى إسرائيلى يدعى «شموئيل جيلر»، الفيلم فى التليفزيون، فتوجه بطلب إلى البلدية لتخليد اسم فؤاد الدجانى، لكن الجبل تمخض وولد فأراً كما يقولون وكل ما فعلته البلدية آنذاك هو إقامة شاهد على قبر الطبيب الإنسان فى ساحة المستشفى. لكن وعلى ما يبدو الآن فإن اسم الدجانى سوف يعود إلى يافا قريبا جداً. فقد تسلم عضو مجلس البلدية عن حزب «ميرتس» اليسارى أحمد مشهراوى خطابا من البلدية يفيد بأنه تقرر إطلاق اسم الدجانى على الميدان المجاور للمستشفى وأن الاحتفال الرسمى سيتم فى أوائل العام الحالى 2012. والمعروف أن يافا الآن يسكنها ما يقرب من 42 ألف نسمة من بينهم 17 ألفا من العرب، وهناك 16 شارعا فقط من بين ما يقرب من 400 شارع بالمدينة مسماة بأسماء شخصيات عربية، وكانت البلدية قد احتفلت فى الأشهر الأخيرة بتخليد شخصيتين عربيتين وإطلاق اسميهما على اثنين من شوارع المدينة، الأول: هو الشيخ باسم أبو زيد أحد مؤسسى الحركة الإسلامية بالمدينة، والثانى هو يعقوب جورج حنانيا رئيس الاتحاد المسيحى الأرثوذكسى فى يافا. ويقول مشهراوى إنه فيما يتعلق بالدكتور الدجانى فقد حدث تقصير وتجاهل استمر لسنوات، وأنه هو نفسه سبق أن قدم استقالته من إدارة البلدية بعد رفضها للطلب الذى تقدم به أهالى يافا لتخليد اسم الشيخ أبو زيد وإطلاق اسمه على أحد الشوارع، وقيام البلدية بإطلاق اسم يهوديين من مؤسسى تل أبيب بدلاً منه هما شموئيل وسلطانه تاجير. ويضيف مشهراوى أنه بعد هذه الواقعة حدث تطور وتغير جوهرى فى البلدية تجاه تخليد الشخصيات العربية فى يافا، لكنه يؤكد أن الوضع لا يزال غير مرض بالمرة.