خلال زيارة أحمد على كرتى وزير الخارجية السودانى إلى القاهرة أكد إن زيارة سلفاكير رئيس دولة الجنوب السودان إلى تل أبيب هى امتداد لعلاقات قديمة بين الطرفين. وأضاف ان حركة التمرد منذ قيامها كان لديها علاقات مع إسرائيل باعتراف قادتها إذ أن تل أبيب أول من دعم متمردى الجنوب بالسلاح، فضلاً عن التدريب، إلى جانب التكفل بإرسال العديد من البعثات التى أشرفت على تأهيل وتدريب المتمردين. وكان كرتى خلال زيارته الى القاهرة مؤخراً دعا لإقامة علاقات استراتيجية مع دولة جنوب السودان، بما يعود بالنفع على شعبي الدولتين. وحول دعم علاقات التعاون بين مصر والسودان اكد ان هناك فرصة كبيرة للتركيز أكثر مع مصر خاصة أنه فى الفترة الماضية كانت وزارة الخارجية السودانية تتبع الحركة الشعبية ولكن بعد الانفصال عادت الخارجية الينا..وأخذنا بعض الوقت لجمع بعض الملفات موضحا ان انفصال جنوب السودان فرصة أكبرللشمال للاقتراب مع مصر وتوضيح الكثير من المسائل كما أن ملفات التعاون تجد اهتماما أكبر حاليا وسنتحرك فيها بقوة كما نفى وزير الخارجية السودانى ما يتردد حول ضرب الطيران الإسرائيلى مؤخرا لقافلة سيارات محملة بالأسلحة داخل الحدود بين مصر والسودان. موضحا أن الهدف من هذه الشائعات هو التشويش على زيارة كان الرئيس عمر البشير يقوم بها لبور سودان لتفقد أحد المشروعات الاستثمارية بها، وإسرائيل تقول هذا الكلام من أجل التشويش على علاقة السودان بالغرب وهى تعلم أن مثل هذا الحديث يمكن قبوله فىالولايات المتحدةالامريكية واتهم إسرائيل والغرب بتعطيل التعاون مع مصر عبر الاتهام بتهريب السلاح إلى حركة حماس مؤكدا ان إسرائيل تشوش على علاقتنا بمصر. وأردف الوزير السوداني بالقول «إسرائيل كانت تعلم أنه - فى ذلك اليوم - كان الرئيس الأمريكى أوباما سيقرر ما إذا كان سيرفع التوصية من مجلس الأمن القومى الأمريكى إلى الكونجرس برفع السودان من قائمة الإرهاب..وهذا امتداد لما سبق أن قامت به إسرائيل أيضا عندما نفذت عملية فاشلة على الأراضى السودانية بحجة أنها تتابع من يروج السلاح إلى غزة ولكنها أصابت سيارة مدنية لم يكن لها أى علاقة بتهريب السلاح وكان بها مواطنون مدنيون سودانيون ولا علاقة لهم بالموضوع. وقال: إن مثل تلك العملية كان توقيتها أثناء نقاشات فى مجلس الأمن القومى الأمريكى.. وأضاف أن إسرائيل أرادت إيصال رسالة لأوباما بأن الوقت ليس مناسبا للاقتراح على الكونجرس برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب وهى رسالة ليس لها على أرض الواقع أى أساس وردا على سؤال حول ما إذا كانت مصر ستقوم بدور ومسعى فى تهدئة الأوضاع بين جوبا والخرطوم قال وزير الخارجية محمد عمرو «إننا نتشاور باستمرار مع الأخوة فى السودان فى كل الأوضاع.. ومصر على استعداد فى أى وقت إذا كان هناك طلب لأن تقوم بأى مسعى..فنحن لا نتأخر أبدا» على حد قوله. وفى السياق ذاته قال الوزير السودانى: لدينا قضايا كثيرة شائكة مع جنوب السودان.. وحتى الآن لا أعتقد أن هناك قضية واحدة يتم التجاوب فيها.. وأن هناك قضايا أخرى كثيرة وعالقة وشائكة ولا أعتقد أنه سيكون هناك تجاوب فى قضية واحدة منها إذا لم يحدث ضغط حقيقى على حكومة جنوب السودان..فهم لم يتجاوبوا فى ملفات مهمة مثل الملف الاقتصادى والحدود والأمن..ناهيك عن القوات المسلحة والتدريب والتسليح. وبشأن فوز الإسلاميين فى الانتخابات المصرية وما إذا كانت نتائجها ستصب فى مصلحة العلاقات المصرية السودانية ، قال الوزير على كرتى إن ما تفرزه الديمقراطية هو الأساس وهو لن يخرج عن الروح المصرية العامة والرغبة للتعاون والتكامل بين الجانبين .وأضاف «إننا سنطرح كل الملفات فى الفترة القادمة وسيكون فوز الإسلاميين عاملا إضافيا، على حد قوله. وأوضح وزير الخارجية السودانى ان زيارة سلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب السودانى إلى تل أبيب بأنها مظهر وإعلان لعلاقة قديمة بين الطرفين. مضيفا ان حركة التمرد منذ قيامها كانت لديها علاقة بإسرائيل باعتراف قادتها و أن إسرائيل أول من دعم حركة التمرد بالسلاح والتدريب بجانب إرسالها العديد من البعثات التي أشرفت على تأهيل تدريب المتمردين . وخلال الزيارة التقى علي أحمد كرتى مع د. كمال الجنزورى، رئيس الوزراء لتناول كافة أوجه التعاون بين البلدين ، خاصة ملف مياه النيل وتعميق علاقات التعاون بين البلدين بجانب بحث التعاون مع اثيوبيا فى إطار اللجنة الثلاثية المشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة آثار سد النهضة الإثيوبى على البلدين. و أكد الوزير أن النظام المصرى السابق تجاهل السودان فيما يتعلق بملف المياه بين دول حوض النيل ولم يستفد من علاقات السودان بدول حوض النيل في تقريب وجهات النظر بين مصر وهذه الدول قائلا:»انه شخصيا قام بمحاولات في هذا الصدد ولكن اليوم هناك ارادة مشتركة ونعمل كفريق واحد مصري سوداني تجاه مبادرة حوض النيل». وذكر كرتى أنه من بين الموضوعات التي كانت محل خلاف خلال الفترة الماضية ملف المياه والموضوعات المتعلقة باتفاقية الحريات الأربع في البلدين. وقال إن السودان كان يشكو من قبل من مشاكل تأتي عبر الحدود التشادية ولكن بعد الاتفاق الأخير بين الجانبين تم الانتهاء من تلك المشاكل، وهناك اتفاق مع دولة إفريقيا الوسطى بهذا الصدد ونحن في انتظار استقرار الأوضاع في ليبيا للتوصل إلى اتفاق لمراقبة الحدود، كما أن لدينا متابعة من الجانبين الإثيوبي والإريتري، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من محاولات الاختراق الأمني الدولية». وأشار إلى أن هناك توجيهات واضحة من قيادتي البلدين بالسير في هذه الملفات لتحقيق المنفعة المشتركة.. خاصة فيما يتعلق بالملف الاقتصادي والمشروعات المشتركة بشمال السودان والإسراع بتنفيذها، ومنها ما يتعلق بالأمن الغذائي، والتعدين، والتبادل التجاري، وضرورة تقديم كافة التسهيلات المطلوبة لها. وفيما يتعلق بالملف الأمني أكد كرتى أهمية وجود رؤية مشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود لمنع تهريب الأسلحة والمخدرات وغيرهما من جهته أكد محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، أنه بصدد جولة افريقية خلال أيام تبدأ بالسودان الأسبوع المقبل وتشمل 6 دول أفريقية، وسيكون على رأس مباحثاته التعاون الاقتصادى ومياه النيل وتأثيرات سد النهضة الذى تسعى جميع الأطراف إلى عدم الإضرار بدول المصب، لافتاً إلى أن مصر والسودان تتعاملان كدولة واحدة.