بات الخليج العربى غير معلوم المستقبل فى ظل ارتفاع وتيرة التصريحات بين إيرانوالولاياتالمتحدة، ودخول إسرائيل طرفا فى الأحداث عقب إعلانها عن مغامرات عسكرية مزمع إطلاقها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة بداية العام 2012. فقد هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز فى وجه الملاحة الدولية الذى يعد تهديدا للمصالح الأمريكية فى منطقة الخليج، كما استغلت أمريكا قيام إيران بمناورات بحرية فى الخليج لرفع مستوى الخطاب التهديدى من جانب الأولى.السفير رخا أحمد حسن – نائب وزير الخارجية سابقا - أكد أن الهدف الأهم من المناورات الايرانية التى تقوم بها يتمثل فى استعراض عزيمة القوات المسلحة الإيرانية وإرادتها واقتدارها فى السيطرة على المنطقة وعلى طريق الملاحة البحرية واستعراض قدرة القوات البحرية الإيرانية على إحلال الأمن والاستقرار فى المنطقة، بالإضافة إلى اختبار الأسلحة الجديدة التى أدخلت للخدمة فى القوات البحرية ومنها الصواريخ الجديدة. وأوضح ان هذه الأهداف تحمل فى مضمونها رسالة واضحة للدول التى تشارك إيران فى الإطلال على الخليج العربى ومضيق هرمز أنها تمتلك القدرة والسيطرة على هذه المنطقة البحرية وأن تهديداتها بإغلاق الممر البحرى الذى تمر منه أكثر من ثلث الصادرات النفطية للعالم لم يأت من فراغ وأن ذراعها البحرية تمتد حتى خليج عدن مروراً بسواحل المحيط الهندى وهو ما يعنى أنها ستؤثر على مضيق باب المندب. وهذا ما يجعل المناورات الإيرانية البحرية اعتيادية استعراضا للقوة والتأكيد عن قدرتها فعل ما كانت تهدد به القيادات الإيرانية وهذا ما يفرغ الادعاء من أن المناورات رسالة سلام وصداقة لدول المنطقة التى حتماً سترى فى المناورات تهديداً جديداً يضاف إلى التهديدات الإيرانية المتواصلة واستفزازاً للقوى الدولية المتواجدة فى المنطقة مما يرفع درجة التوتر فى إقليم الخليج الذى لا تريده ولا تحبذه دول المنطقة. ويستبعد السفير رخا حدوث مواجهة عسكرية بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهه أخرى وذلك لاعتبارين أولا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخشى رد فعل إيران التى ستضرب بالتأكيد القواعد العسكرية الموجودة بكثافة فى المنطقة وخاصة فى العراق لأنه لم يحدث انسحاب أمريكى من العراق كما يعتقد البعض بل هو إعادة توزيع للقوات العسكرية الأمريكية فى العراق والاعتبار الثانى هو أن إيران تدرك تماما خطورة الخيار العسكرى وبالتالى ما يحدث على الساحة السياسية الدولية هى مناورات من أجل استعراض القوة للطرف الآخر.. ولكن ليس مستبعدا أن يستمر التوتر بين إيران من جهة والولاياتالمتحدة وحلفائها ولاسيما بلدان الخليج، من جهة أخرى. وقال إن إيران تمتلك القدرات لإغلاق المضيق بسهولة، لكن تداعيات هذه الخطوة خطيرة للغاية خاصة أنه يمثل شرياناً أساسياً لتدفق النفط إلى الأسواق العالمية. وفى السياق ذاتة كشف د. محمد حسام الدين – أستاذ القانون الدولى وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية - النقاب عن استعداد أمريكى- إسرائيلى للقيام بمناورة كبيرة مع بداية عام 2102 وذلك استعدادا للخيار العسكرى ضد إيران فى أى وقت ونافيا أى مخاوف من قبل دول الخليج لأنها تحت حماية أمريكية وتعتبر أمريكا منطقة الخليج منطقة أمن قومى أمريكى، حيث إن هناك سباق تسلح فى منطقة الخليج بفضل الدعم الأمريكى لها. وأوضح د. محمد أن المناورات التى تجريها إيران والتى بدأت قواتها البحرية فى تنفيذ مناورات ضخمة تمتد على مساحة 0002 كيلو متر وتشمل بحر عمان وسواحل المحيط الهندى العربية من شرق مضيق هرمز حتى خليج عدن من أجل الدفاع عن نفسها فى حالة توجية ضربة عسكرية ضدها. الأمر الذى دفع الولاياتالمتحدةالامريكية بتحذير ايران بعدم اتخاذ خطوة غلق مضيق هرمز. مشددا على أن ايران لن تغلق مضيق هرمز الا فى حالة فرض حظر على صادرات النفط الايرانى من شأنه إيقاف بيع نحو 054 ألف برميل يوميا من إيران للإتحاد الأوروبى أو أن يحدث هجوم عسكرى غربى ضد ايران، خاصة إذا كان هذا الهجوم من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية التى تحتفظ بقوات عسكرية فى منطقة الخليج العربى. وحول التداعيات الاقتصادية لإغلاق مضيق هرمز فى المدى القصير، يؤكد د.محمد أن إغلاق مضيق هرمز لمدة ثلاثين يوما فقط سوف يرفع أسعار النفط الخام إلى 003 – 005 دولار للبرميل، الأمر الذى يمكن أن يؤدى إلى عدم الاستقرار الاقتصادى فى العالم وتحميل نفقات تبلغ نحو 57 مليار دولار للاقتصاد الأمريكى. ومن جهته أكد العميد صفوت الزيات – الخبير العسكرى – أن التهديد الإيرانى بإغلاق مضيق هرمز يرجع إلى التهديدات الأمريكيةوالغربية بفرض عقوبات جديدة على إيران تتعلق بوقف استيراد النفط من إيران، الأمر الذى يؤثر سلبا على الوضع الأمنى والاقتصادى لإيران وبالتالى فهو رد فعل طبيعى من قبل إيران التى ستنفذ تهديدها وستغلق مضيق هرمز خاصة أنها تستند لقانون البحار فى اتفاقية جنيف 8591 التى وقعّت عليها وتعطيها الحق فى تعليق المرور الملاحى فى الممرات المشرفة عليها إذا كان هناك خطر يواجه إيران موضحا أن إيران وقعّت على قانون البحار الصادر من الاممالمتحدة لعام 2891 لكنها لم تصدق عليه والذى يحق لكل السفن بغض النظر عن جنسيتها العبور، وبالتالى فإن إغلاق مضيق هرمز وهو يعد مضيقاً دولياً يمثل اختراقا للقانون الدولى، لكن فى حالة الحرب لن تحترم إيران أى قانون دولى سوى قانون الحرب. وأوضح أن إيران تختبر بمناوراتها الجارية أحدث المعدات العسكرية وانجازات صناعات القوة البحرية الإيرانية بما فيها أنظمة القذائف الناسفة للسفن المستخدمة من قبل الوحدات البحرية والغواصات. كما أنها ستستخدم كافة أنواع الغواصات بمستويات مختلفة وأنواع الأسلحة وصواريخ بر - بحر. وذكر أن إيران تعرضت لسلسة عقوبات تجارية واقتصادية لكى تثنيها عن مواصلة برنامجها النووى التى تعتبره الدول الغربية يحمل طابعاً عسكرياً، بينما تصر طهران على أهدافها حول البرنامج النووى.