انشغل العالم خلال الأيام الماضية باحتمالات هجوم إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية، وأدت هذه الأنباء إلى انقسام داخل إسرائيل حول مدى قدرة تل أبيب على النجاح فى هذه المخاطرة، إلا أن أغلب الإسرائيليين رأوا ذلك خطرا كبيرا سيؤدى إلى إضرام النار فى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وأن دولاً معادية لإسرائيل ستهاجمها ولن تستطيع تل أبيب الصمود على أكثر من جبهة. وفى فيديو نشرته القناة العاشرة الإسرائيلية بموقعها الإلكترونى، ظهرت السيناريوهات المتوقعة لهجوم إسرائيل على إيران، تبين منها أنها عملية معقدة للغاية ومستبعدة عن إسرائيل، فالسلاح الجوى الإسرائيلى سيحتاج إلى عشرات وربما المئات من الطائرات، وليس فقط الطائرات الحربية والطائرات الخاصة بتزويد الوقود، ولكن أيضا طائرات بدون طيار طورت فى السنوات الأخيرة من أجل البقاء لفترات طويلة على أرض العدو من أجل تحديد الأهداف، مصاحب لها أدوات دقيقة للهجوم على الأنفاق والمخابئ. ويطرح هذا الفيديو المسافة المتوقعة بين إسرائيل وإيران أثناء الهجوم وقد وجد أنها تصل إلى ألفين كيلومتر جوا، مما يعنى الحاجة إلى الوقوف فى محطات لتزويد الطائرات بالوقود، أما عن مسارات الهجوم المحتملة التى يمكن عن طريقها أن تصل إسرائيل إلى إيران، فقد حددت فى خمسة مسارات وهى: (المسار الأول) وهو المسار الذى سينطلق فيه الهجوم الإسرائيلى عبر البحر الأحمر ومنه إلى السعودية حتى إيران: وهو الطريق الأكثر ترجيحاً، فهو سيمكن إسرائيل من الهجوم على إيران عن طريق دولة واحدة فقط، وفى مسافة قصيرة نسبياً، طولها حوالى 1600 كيلومتر، وبهذا المسار ستضطر الطائرات الإسرائيلية إلى الهبوط فى المملكة العربية السعودية من أجل تزويدها بالوقود، وتتصور إسرائيل أن السعودية ستسمح بهذا فى ضوء توتر علاقتها مع إيران خصوصاً بعد محاولات إيران اغتيال السفير السعودى بواشنطن، والتى حينها هددت السعودية إيران بأنها (ستدفع الثمن) مقابل برنامجها النووى. أما عن (المسار الثانى) فهو سيتم عن طريق الأردن، ومنه إلى العراق، وبعد ذلك سيأخذ الهجوم وجهته إلى إيران: وهو مسار طويل تصل مسافته تقريباً إلى أكثر من 1600 كيلو متر ويتطلب من الطيارين التزود بالوقود بالعراق، إلا أنه لسلوك هذا المسار، يجب على إسرائيل أن تحصل على موافقة من الأردن والعراق، ومن هنا يتضح أن هذا المسار ستواجه فيه إسرائيل صعوبات كثيرة، حيث تفضل الأردن التعامل مع قضية الملف النووى الإيرانى بالطرق السلمية والدبلوماسية وكما تقول صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن الأردن والعراق تخافان من غزو حكم آيات الله الإسلامى الشيعى الإيرانى الممول للحركات الشيعية بداخلهما. وبخصوص (المسار الثالث) فإن الهجوم سيبدأ باختراق الحدود الأردنية، ولكن هذه المرة ستنتقل الطائرات الإسرائيلية فى مسارها الهجومى من الأردن إلى المملكة العربية السعودية، ومنها إلى إيران، ويبلغ طول هذا الطريق حوالى 2000 كيلو متر، والتزود بالوقود سيكون من على الأراضى السعودية، بالقرب من الحدود التى تفصل بين العراق والكويت، يأتى هذا فى إطار التصريحات التى أصدرتها السعودية مؤخراً بإعطاء موافقتها الضمنية على استخدام إسرائيل لمجالها الجوى ضد إيران، على الرغم من نفى مصادر رسمية بالسعودية لهذا الخبر. وفى (المسار الرابع) سيتم الهجوم الإسرائيلى عبر سوريا والعراق وصولاً بإيران: ويبلغ طول هذا الطريق حوالى 1500 كيلو متر، والتزود بالوقود سيحدث هذه المرة بشمال العراق، وعلى الرغم من قصر هذا الطريق، إلا أنه نظراً للعلاقات الوثيقة الموجودة بين إيران وسوريا، فإن هذا الخيار مستبعد من بين جميع الاحتمالات الأخرى. أما فى (المسار الخامس)، فسيتم الهجوم عبر سوريا وتركيا ومنها إلى إيران: ويبلغ هذا الطريق نحو 1800 كيلو متر، والتزود بالوقود سيكون بجنوب شرق تركيا بالقرب من حدودها مع العراق وإيران، إلا أن هذا الطريق يبدو مستبعداً تماماً من ناحية إسرائيل، فتركيا على رأس الدول المعارضة بشدة للهجوم الإسرائيلى على المنشآت النووية الإيرانية.