يقدّم الفيلم الأمريكى «Rise of the planet of the opes»، أو كما عرض تجاريًا فى الصالات المصرية تحت عنوان «صحوة كوكب القرود»، صياغة جديدة لفكرة التمسك بالحرية، وارتباط ذلك بنمو الوعى والتفكير، ويقدم معادلًا رمزيًا لعالم الإنسان من خلال تجارب أجريت على القرود مما جعلها أقدر على تنظيم ثورة وتمرّد وينتهى بها من جديد إلى العودة للوطن. ربما كان ينقص الفيلم إتقان رسم ملامح الشخصيات الإنسانية لتعادل قوة رسم الشخصية المحورية القرد «قيصر» ولكنه قام بتعويض ذلك بالإبهار البصرى، ويجعل المعالجة أكثر واقعية واقترابًا من حياتنا المعاصرة بعد أن بدأت المعالجات عام 1968 بفيلم «تشارلتون هيستون» الشهير «كوكب القرود»، وكان المكان فى عالم بعيد عن الأرض وإن ظلت فكرة الحرية محورية فى الفيلمين. أتاحت النسخة الجديدة من رواية «بييربول» الشهيرة التأكيد على الشمبانزى التى يُجرى عليها الباحثون فى شركة للأدوية أبحاثهم لزيادة قدراتها العقلية تمهيدًا لانتاج دواء يعالج أمراض المخ المختلفة، وعالم الباحث «ويلى» (جيمس فرانكو) الذى يعانى من إصابة والده بالزهايمر، ويحاول أن يحفر اسمه فى التاريخ بوصفه المبتكر الذى توصّل إلى عقار يطوّر من قدرات الإنسان العقلية اعتمادًا على تجارب تجرى على الشمبانزى. رغم فشل التجربة، وقتْل القردة التى أصيبت بالهياج بعد حقنها، إلاّ أن «ويل» يقوم بتربية ابنْ الشمبانزى فى منزله، يقوم بتعليمه بعض الكلمات التى يترجمها القرد إلى لغة الإشارة، يطلق عليه «قيصر» ويندهش من زيادة معدلات ذكائه، وفى مشهد هام يخبره «وكأنه يتكلم مع طفل صغير» عن ماضيه وحكاية تجارب شركة الأدوية، وعلى قدر نجاحه فى تطوير قدرات «قيصر»، يفشل «ويلى» فى علاج والده الذى يتحسن بعد حقنْه بالعقار ولكنه يموت بعد تدهور حالته. نقطة التحول عندما يتم إيداع «قيصر» ملجأ للقرود أقرب إلى سجن بعد أن اعتدى على أحد الجيران حماية لوالد «ويل». هنا يتحول السجن إلى ساحة للاستبداد مع وجود حارس شرس، وهنا أيضًا يصبح «قيصر» الأكثر ذكاء زعيمًا للقرود يقودهم للهرب بطريقة منتظمة، ثم يقودهم لتحطيم شركة الأدوية، وإطلاق سراح القرود، ومواجهة الشرطة بعنف فى طريقهم للعودة من حيث جاءوا فى غابات الصنوبر العملاقة. اعتمد المخرج «روبرت وايت» على تقديم لحظات عاطفية بين البشر والحيوان باستخدام لمسة الأيدى ونظرات العيون، كما نجح فريق المؤثرات البصرية فى تحويل القرود إلى نماذج قريبة من الانسان تنطق فى نهاية الأحداث بكلمات الاحتجاج الصريحة، وبما بدا أمرًا مشوشًا موقف الفيلم من هذه التجارب على القرود لإفادة البشرية، وربما كانت الشخصيات البشرية باهته دارميًا مثل صديقة «ويل» الطبيبة «كارولينا» ولكنه ظل للتجربة تأثيرها خاصة مع تميز عناصر كالموسيقى والمونتاج.