سيطرت عملية تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط على الشارع السياسى المصرى والعربى.. بعد نجاح جهاز المخابرات المصرية فى إتمامها. «أكتوبر» رصدت آراء الخبراء حول الصفقة فى البداية قال د. ابراهيم الدراوى الخبير فى الشأن الفلسطينى مدير مركز الدراسات الفلسطينية – أن عملية نقل شاليط من قطاع غزة الى القاهرة والتى تم الاتفاق عليها اثناء توقيع الصفقة حيث قامت مصر بالتنسيق بين حركة حماس واسرائيل حول كيفية خروج الاسرى من السجون الاسرائيلية وكذلك خروج الجندى الاسرائيلى جلعاد شاليط من قطاع غزة الى القاهرة وتحديدا سيناء وقد تم ذلك على مرحلتين المرحلة الأولى خروج نصف الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية الى القاهرة ثم خروج شاليط من قطاع غزة عبر معبر رفح ويصل الى الحدود المصرية ويستقبله المندوب الاسرائيلى ليتم الكشف عليه وإجراء الفحوص الطبية للتأكد من أن حالته الصحية بخير وفى الوقت نفسه تقوم حركة حماس بالتأكد من كشف اسماء الاسرى ومطابقته بالاسرى الذين وصلوا الى الحدود المصرية و فى هذه اللحظة ظل شاليط تحت سيطرة حماس الى ان وصلت الاشارة بخروج النصف الثانى من الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية الى القاهرة وفى هذة اللحظة تم الافراج عن شاليط وركب الطائرة ووصل الى اسرائيل وكان فى استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القاعدة الجوية فى تل نوف. واشار الدراوى إلى أن الوفد الامنى الذى كان برفقة شاليط اثناء مجيئه إلى القاهرة حيث كان معه مجموعة من المخابرات العامة المصرية تحت قيادة اللواء نادر الاعصر ومجموعة كبيرة من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس بقيادة احمد الجعبرى مؤكدا انه تم تنفيذ الخطة على أكمل وجه ولم تحدث اى معوقات اثناء اتمام الصفقة بل تمت العملية فى وقت قياسى فقد تم الافراج عن الاسرى من السجون الاسرائيلية الساعة السادسة وقام الوفد الامنى المصرى بالتاكد من الاسماء طبقا لكشف الاسماء المتفق عليها فى الصفقة . وارجع د. الدراوى نجاح صفقة شاليط الى الجهود العظيمة التى قامت بها المخابرات المصرية تحت قيادة اللواء مراد موافى الذى وصفته القيادات الاسرائيلية بمهندس الصفقة، والحقيقة ان الطرف الفلسطينى والاسرائيلى اشاد بالدور التى قامت به القيادة المصرية معتبرا ان هذه الصفقة انجاز كبير في الحجم والنوعية المتميزة، مشيرا إلى أنها تشمل «معتقلين من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وأراضي 1948 والجولان. وتحدث الدراوى عن مصير الأسرى الذين لايزالون فى السجون الاسرائيلية والتى رفضت اسرائيل إدخالهم ضمن الصفقة على سبيل المثال مروان البرغوثى واحمد سعدات وغيرهما من رموز المقاومة الفلسطينية موضحا ان حركة حماس تعهدت بأنها ستسعى جاهدة فى المرحلة المقبلة وستفعل المستحيل من اجل الافراج عن كافة الاسرى الموجودين داخل السجون الاسرائيلية. وفى سياق متصل اكد د. طارق فهمى - رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الاوسط – ان مصر لعبت دورا حيويا مهما لضمان مضى صفقة تبادل الأسرى قدمًا، مما يثبت قدرتها ودروها كوسيط إقليمي فاعل ورئيسي, وبخاصة بعد الثورة المصرية والإطاحة بالنظام البائد . واضاف فهمى أن إتمام صفقة شاليط دليل على استمرار دور مصر الحيوى وممارستها لدورها القيادى على المستوى الإقليمى والدولى والعمل على مساندة الفلسطينيين فى الحصول على حقوقهم المشروعة. وعن مدى وجود ضمانات لإسرائيل لتنفيذ المرحلة الاخيرة وعدم الإخلال بها أكد فهمى أن الضمانات ليست بين إسرائيل وحماس لأن الجانبين تفاوضا من خلال الضمانة المصرية ولهم جهود كبيرة فى ذلك. ومن جهته هنأ عيسى قراقع – وزير شئون الأسرى والمحررين – خلال زيارته للقاهرة اثناء تنفيذ المرحلة الاولى من صفقة شاليط الشعب الفلسطينى وكل الاسرى الذين تم الافراج عنهم وذلك بالرغم من ان هذه الصفقة استثنت الاسرى القدامى كأحمد سعدات ومروان البرغوثي وغيرهما من رموز المقاومة الفلسطينية وعلى اية حال فإن هذه الصفقة لاتعنى ان ملف الاسرى تم فسيظل العمل و التحرك لإطلاق سراح الأسرى الباقين الذين يزيد عددهم على 5000 أسير فلسطيني. وأشاد قراقع بالجهود المضنية التى قامت بها القيادة المصرية لإنجاز صفقة شاليط معربا عن امله أن يجعل نجاح الصفقة وإطلاق سراح الأسرى خطوة نحو إنهاء الانقسام الفلسطينى.