دائما ما يطلق لقب « السيدة الأولى» على زوجة الرئيس أو الحاكم أثناء توليه السلطة، ولكن ماذا عن زوج الرئيسة أو الحاكمة، هل نطلق عليه « الرجل الأول» أم « زوج الظل» أم «زوج الرئيسة» ؟ بغض النظر عن المسمى لا?يمكن إنكار أن زوج الرئيسة يلعب دورا كبيرا فى حياة زوجته -التى تكون مسئولة عن دولة وشعب بأكمله، فمنهم من يشاركها فى مسئوليتها، ويكون خير داعم لها، وهناك من يفضل الابتعاد عن تلك المسئولية، أما البعض الآخر فيستفيد من وضع زوجته السياسى. الرجل الأول.. زوج الست.. أم حاكم الظل * زوج ميركل مستشار من وراء الستار *زردارى.. رجل العمولات الذى استفاد من بنظير بوتو *تاتشر منعت زوجها من التحدث إلى الصحفيين البداية مع « الرجل الأول فى ألمانيا» أو « يواخيم زاور» زوج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حيث أطلق عليه هذا اللقب عقب تولى ميركل منصبها عام 2005، يعمل زاور أستاذ كيمياء بجامعة « هومبولدت» فى برلينبألمانيا، وتزوج ميركل عام 1998، وكانا قد تعارفا على بعضهما خلال عملهما معاً فى أكاديمية العلوم ببرلين، كما أن كلا منهما كان متزوجا من قبل، ولزاور طفلان من زوجته السابقة. منذ تولت ميركل منصبها، حرص زاور على ألا يكون له دور كبير ومؤثر فى الحياة السياسية الألمانية، كما أنه نادرا ما يظهر فى المراسم الرسمية إلى جانب ميركل، حتى إنه غاب عن مراسم تنصيب ميركل كمستشارة لألمانيا فى المرة الأولى عام 2005، وفضل مشاهدتها فى التليفزيون فى المنزل، وخلال حملتها الانتخابية تعمد الابتعاد عنها، ورفض إجراء أى حوار إعلامى الا إذا كان متعلقا ببحوثه العلمية، وقد وصفته صحيفة ألمانية بأنه « أهم شخصية ثانوية فى ألمانيا» مؤكدة على أنه يؤدى دوره الثانوى فى السياسة باقتدار، وبأنه قد أثبت ذلك فى مناسبات عديدة، وأشارت الصحيفة إلى الدور الذى لعبه زاور خلال قمة الناتو عام 2009، حيث تولى الإشراف على برنامج زوجات رؤساء الدول والحكومات المشاركة فى مدينة بادن الألمانية، وفى مقدمتهن ميشيل أوباما زوجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وكارلا برونى، زوجة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى. وعلى الرغم من نفى زاور المستمر التدخل فى عمل زوجته السياسى، وتفضيله التركيز فى مجال البحث العلمى والتدريس، فإن ميركل قالت ذات مرة بأن زوجها يعد من ضمن مستشاريها ( من وراء الستار) مشيرة إلى حرصه الدائم على قراءة خطبها قبل إلقائها على الجماهير، وكذلك التعليق على تصريحاتها الإعلامية، وانتقادها بشكل بناء. الرئيس الخفى وإذا كان يواخيم زاور يؤكد دائما أنه ليس له علاقة بعمل زوجته، إلا أن الوضع يبدو مختلفا فى الأرجنتين التى تحكمها كيرستينا كيرشنر منذ عام 2007، حيث كان زوجها الراحل نيستور كيرشنر – والذى توفى العام الماضى بعد إصابته بأزمة قلبية- هو مستشارها الأول، بل كان يطلق عليه «الرئيس الخفى» نظرا لدوره الكبير فى عمل زوجته السياسى، تزوجت كريستينا من نيستور عقب تخرجهما من كلية العلوم القانونية والاجتماعية، بدءا مشوارهما السياسى معا، واستمرا بنجاح حتى تولى نيستور كيرشنر رئاسة البلاد عام 2003، ونجح فى انتشال البلاد من أزمة اقتصادية حادة، لذا كان من المتوقع بعد انتهاء ولايته الأولى عام 2003 أن يترشح لولاية ثانية، ولكنه عدل عن ترشيح نفسه مفضلا دعم زوجته فى الانتخابات، لتصبح أول رئيسة للأرجنتين، ومنذ توليها هذا المنصب وقف بجانبها، ودعمها، ولم يكن زوجا فى الظل، بل كان الرجل القوى فى البلاد، وكان له تأثير كبير على قراراتها كرئيسة، إلى حد أن بعض المحللين أكدوا أنه يشترك مع زوجته فى حكم البلاد، ولكن جاءت وفاة نيستور كيرشنر فى أكتوبر من العام الماضى، لتفقد كريستينا الدعم الذى كان يوفره لها، ليس فقط كزوج، ولكن كسياسى يتمتع بشعبية هائلة استفادت هى منه. زوج ممنوع من الكلام ومن الأرجنتين إلى بريطانيا، حيث نتذكر مارجريت تاتشر المرأة الحديدية التى حكمت بريطانيا لمدة11 عاما ، وكان يخشاها الجميع، لذا كان زوجها دينيس تاتشر محط اهتمام ومتابعة من وسائل الإعلام، إلا أنه كان يفضل الابتعاد عن الأضواء خلال تولى زوجته رئاسة الوزراء، ولم يكن لديه أى اهتمامات سياسية، حتى أنه عندما كان يتحدث للصحافة، تصدر عنه تعليقات سياسية غاية فى الطرافة، ما يحرج مارجريت بشدة، الأمر الذى دفعها إلى منعه من الإدلاء بأحاديث وتعليقات صحفية، ولكن رغم ذلك حاول الصحفيون استفزازه مرارا، وسأله أحدهم ذات مرة «يقولون أن المسز تاتشر منعتك من التصريح للصحافة لأنك أحمق، عليك أن تصرح بشىء لتثبت العكس» فقال دينيس «أن أصمت ويحسبون أننى أحمق خير من أن أصرح بشىء، فيتأكدون من ذلك». ولكن رغم بعده عن السياسة، فإنه كان من أشد الموالين والداعمين للمرأة الحديدية، حتى أنها عبرت عن تقديرها لجميله خلال تلك الفترة، حيث قالت فى مذكراتها (لم يكن لى أن أصبح أبدا رئيسة للوزراء لو لم يكن دينيس بجانبى). عاشت مارجريت ودينيس حياة زوجية ناجحة استمرت لأكثر من 50 عاما حتى توفى عام 2003 عن عمر يناهز 88 عاما، وقد حزنت مارجريت بشدة على زوجها، حتى أنها أصيبت بصدمة، وخضعت للعلاج النفسى بعدها. زردارى.. وبنظير بوتو وعند الحديث عن أشهر السيدات اللاتى تولين قيادة بلادهن، لابد من التوقف عند بنظير بوتو المرأة القوية التى تولت رئاسة وزراء باكستان مرتين، وتم اغتيالها عام 2007، تزوجت بوتو من آصف على زردارى رئيس باكستان الحالى عام 1987، وكانت حينها سياسية معروفة ورئيسة لحزب الشعب، أما زردارى فلم يكن معروفا فى الداخل أو فى الخارج سوى أنه من أكبر ملاك الأراضى فى باكستان. عندما تولت بوتو رئاسة الحكومة للمرة الأولى عام 1988، استحدث زردارى لنفسه مكانة داخل السلطة السياسية، فكان عضوا فى البرلمان، وتولى وزارة الاستثمارات فى حكومة بوتو الأولى، ووزارة البيئة فى حكومتها الثانية. ارتبط اسم زردارى طوال زواجه من بوتو بتهم الفساد والرشوة، واعتقل ثمانى سنوات بتهم غسيل الأموال، والفساد المالى، والرشوة، وكان يطلق عليه فى تلك الفترة « السيد عشرة بالمائة» فى إشارة إلى النسبة التى كان يقال إنه يطلبها كعمولات، لتمرير صفقات عامة يتم إبرامها عندما كان يعمل فى ظل حماية زوجته بنظير بوتو، ولكن زردارى كان يرد على تلك الاتهامات قائلا إن التهم الموجهة إليه دائما لها دوافع سياسية. كان وضع زردارى كزوج لرئيسة الوزراء شيئاً غريبا فى حينها، لأنه كان «الرجل الأول» للمرة الأولى فى بلد إسلامى، حتى إنه قال فى حوار سابق « كنت أحضر حفلات مع بوتو، فكان الناس يخاطبونى « السيد بوتو» فأجيب، كلا إنها هى السيدة بوتو، أنا آصف على زردارى. ظل زردارى فى الظل، وبوتو فى المقدمة حتى تم اغتيالها عام 2007، حيث تولى بعدها رئاسة حزب الشعب الذى كانت تشغله بوتو، ليتولى بعدها بفترة قصيرة رئاسة باكستان. ولم يكن زردارى فقط هو من واجه اتهامات بالفساد، والاستفادة من منصب زوجته السياسى، إذ اتهم خوسيه أرويو زوج رئيسة الفلبين السابقة جلوريا ارويو باتهامات مماثلة، تتعلق بتلقيه عمولات خفية من عمليات مقامرة غير شرعية أثناء فترة حكم زوجته، مما دفعه فى عام 2005 إلى مغادرة البلاد متوجها إلى الولاياتالمتحدة، كما رفعت عليه دعوى قضائية مؤخرا لبيعه مروحتين مستعملتين إلى الشرطة بثمن مبالغ فيه أثناء حكم زوجته.