الإعلام سلاح ذو حدين..البعض يستخدمه بذكاء شديد كأداة للترويج والتلميع والتأثير على الناس، والبعض الآخر يطوف حوله مثل الفراشات التى تتحلق حول الضوء فتحترق به وتنكوى بناره..والبعض يدفع ثمنا باهظا لهوسه بالشهرة والنجومية ويقع ضحية الظهور المتكرر فى القنوات التليفزيونية للدرجة التى قد يفقد معها سمعته أو منصبه أو حتى حريته. وهناك نماذج كثيرة لضحايا الشو الاعلامى الباحثين عن الأضواء ، وخاصة بعد ثورة 25 يناير، ولعل أشهرهم هو الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق والذى خسر منصبه بعد مناظرة تليفزيونية مع الأديب الطبيب علاء الأسوانى الذى حاصره بالأسئلة والاتهامات حتى فقد صبره وضاق صدره فانفلت لسانه، وكشف ضعفه وقلة حيلته. وأعتقد أن الميزة الوحيدة التى يتفوق بها الدكتور عصام شرف على الفريق شفيق، بالاضافة طبعا إلى انه من خريجى مدرسة ميدان التحرير، أنه اكتشف خطورة الظهور المتكرر فى برامج التليفزيون على هيبته ومصداقيته، وتوقف مبكرا عن صولات وجولات التلميع الورنيشى فى الصحف والفضائيات بعد غزوة الأكل فى مطعم الفول والطعمية الشهيرة والتى جلبت عليه النقد اللاذع، واستفاد من درس الاطاحة بنائبه «د.يحيى الجمل» المفتون بقعدات المصاطب فى البرامج الحوارية، واعتمد قاعدة السكوت من ذهب التى جعلته يحتفظ بمقعده المؤقت حتى هذه اللحظة. ولا ننسى أيضا المستشار المثير للجدل مرتضى وحواراته الساخنة فى عدد من الفضائيات أثناء الثورة وهجومه على الثوار ، وهو ما انتهى به ليكون أحد المتهمين فى موقعة الجمل ، كما لا ننسى المحامى طلعت السادات وحواره الشهير مع المذيع عمرو اديب فى برنامج «هنا القاهرة» على قناة «الأوربيت» والذى فقد بسببه مقعده فى مجلس الشعب، وقضى سنة كاملة فى السجن، ليهدأ قليلا ثم يعود سريعا للخبطات الاعلامية والتصرفات العنترية ، وما زال يمثل وجبة اعلامية ساخنة تفتح دائما شهية الصحف وبرامج التوك شو نظرا لمفاجآته التى لا تنتهى ، مع احتفاظه بميزة الانتماء لمهنة المحاماة مثله مثل مرتضى منصور ومنتصر الزيات الذين لا يفوتون قضية رأى عام دون أن يصبحوا من المحامين المترافعين فيها والمهم ان يظلوا دائما فى الصورة وتظل العدسات مسلطة عليهم.