أين الثوار؟.. وأين الشعب؟.. وأين أبناء هذا الوطن من العقلاء؟.. وأين أبناء هذا الوطن المخلصين الخائفين على مصلحة البلاد، المحبون لتراب الوطن؟ وأين الساسة والمفكرون والمنظّرون وأصحاب المبادئ الرفيعة؟.. أين الرجال الشجعان؟.. لم نعد نرى على الشاشات غير أصحاب الحناجر ومكلمات زهقنا منها وحواجب نازلة طالعة بلا معنى.. وأحاديث مكررة.. ونسينا أن هذا الوطن فى حاجة الآن إلى كل إنسان مصرى مخلص قادر على العطاء والفداء.. متى يفكر كل فرد فى مصلحة هذا الوطن قبل مصلحته الشخصية ؟. تعبنا ثلاثين سنة ممكن نتعب أيضا سنة أو أكثر من سنة، ما الذى سيحدث ما كنا عايشين برضه، مش حنموت ولا حاجه.. عشنا فى الظروف القاسية والقهر والظلم وسرقة فلوسنا وعرقنا وشبابنا وعمرنا ننتظر شويه ما الذى سيحدث.. الصبر يا هوه.. يا محبين لهذا الوطن. نحن فى وقت يجب أن يتحلى فيه المصريون بالصبر وتقديم مصلحة هذا البلد على كل مصلحة شخصية فى حدود ما يستطيع الفرد منا.. إن ما حدث فى الجمعة السابقة يدعو للأسى والحزن، بل البكاء على ما يحدث هناك ناس لا تريد ان تقوم لهذا البلد قائمة.. هناك ناس تريد أن تشتت جهودنا وتبعدنا عن المضى قدما نحو البناء والعمل وتلاحم الشعب كله من أجل هدف واحد وهو تحقيق أهداف الثورة.. حرية هذا الوطن وتقدمه وعلو شأنه بالعمل والعلم والحب والتسامح. إن ما رأيته على شاشات التليفزيون فى موقعة السفارة الإسرائيلية مجموعة من الشباب لا ينتمى لأية جماعة ثورية بل بلطجية من أطفال الشوارع لا يهمهم الوطن ومصلحته ولا يحزنون. وليس لديهم أى حس سياسى.. والسؤال هل مصر الآن فى حاجة لأن تشتت جهودها فى مشكلات جانبية وقضايا فرعية يجب أن يغلق فيها الباب الآن؟. ولا داعى لفتح هذه الملفات الآن.. يجب أن نكرس كل جهودنا فى بنا هذا الوطن من جديد الذى لفترة طويلة سقطنا كلنا فى الفقر والجهل والمرض والأنانية وحب الذات وقتل كل المعانى الجميلة التى هى من سمات الشعب المصرى.. ما الذى فعله هؤلاء الشباب الصغير؟ أولا.. هدموا سورا بنى بفلوس مصرية..ثانيا.. شاب كان يمكن أن يسقط من الدور العشرين ميتا بدعوى الوطنية وهو لا يفهم أنه سيدخل مصر فى مشكلة دبلوماسية تحرج بلدنا أمام العالم بأننا لانستطيع الحفاظ على دبلوماسىّ الدول فى بلدنا.. وعلى تعهداتنا الدولية.. وهذا ليس وقته ولا مكانه. ببساطة وبمعقولية والمنطق الواضح أن هؤلاء لا هم ثوار ولا أبطال ولا أى شىء هذا من تدبير الحاقدين على هذا البلد ولا يريدون له أى استقرار ونمو وهدوء والتقاط الأنفاس كى نستعد لما هو قادم من مسئوليات.. هؤلاء الخونة والمخربون يجب أن يضرب على أيديهم بيد من حديد وعقابهم يكون شديدا.. وتجب معرفة من وراء هذه الأفعال هل الفلول أو الاستهتار؟. وما حدث تقريبا حدث بالعدوى الإنسانية بين البشر. كالذى يتثاءب فيتثاءب كل الحضور.. أو الذى يضحك فيضحك كل من حوله، وهذا له تفسير علمى بأن السلوك الذى يسيطر على العقل الاجتماعى ويدفع الناس الى سلوك سواء كان مخربا أو جميلا.. واحد، وأتساءل لماذا لا يختار مكان آخر للسفارة الإسرائيلية وبعيدا عن تجمعات الجماهير حتى لايتكرر ما حدث.. لأن ذلك ليس أول مرة يحدث ذلك ونحن لسنا لدينا الوقت الآن لمثل هذه المشاكل، نحن الآن يجب أن نكرّس كل جهود المصريين لترتيب بيتنا مصرنا ولا هو كلام أغانى والسلام.. ويجب أن يكون لكل مصرى دور صغر أو كبر ووفق تخصصه وقدراته مشاركا فى بناء الوطن من جديد على أساس متين من الحب والتضحية والفداء وحتى يشعر كل فرد أنه موجود ومشارك.. وليس بالتكسير والإحراق والتخريب فيما لدينا.. أى عقل شيطانى فكر فى هذه الفعلة الغبية فى توقيت غير مناسب بالمرة.. يا ناس يا هوه.. رفقا بمصر.. أرجوكم رفقا بمصر. والناس التى ساهمت فى التكسير والتخريب .. كان الأولى بهم أن ينظفوا الشوارع ويجمعوا الزبالة فى المنطقة التى تعتبر من أجمل ميادين مصر ميدان نهضة مصر وتمثال نهضة مصر الذى صنعه الفنان الكبير محمود مختار.. رمزا للحضارة المصرية المستمرة من القدماء للأبناء. هكذا فعل الثوار الحقيقيون فى ميدان التحرير عندما نظفوا الميدان وشجّروه وطلوا أرصفته.. هؤلاء هم الثوار إما هؤلاء. فأبحثوا من هم ومن وراءهم.. والله العظيم أنا باكره إسرائيل.