كيف أكون من فلول الحزب الوطنى السابق وأنا لم أنضم يومًا لعضوية هذا الحزب؟ وكيف يتهموننى بعضوية لجنة السياسات، وقد هربت من بطش حزبها وفساده، واستقلت من منصبى كعميد لكلية الحقوق وسافرت للعمل بدولة الكويت؟ بهذه الكلمات والتساؤلات يحاول د. أسامة الفولى محافظ الإسكندرية الجديد تبرئة ساحته من الاتهامات التى وجهت إليه عقب توليه منصب محافظ الثغر.. تلك المحافظة العزيزة ليس فقط على قلوب أهلها وساكينها ولكن على قلوب المصريين جميعًا. وفى حواره مع «أكتوبر» أكد المحافظ أنه جاء خادمًا لكل أهالى الإسكندرية، وأن قلبه مفتوح للجميع سواء من قبلوا تعيينه أو من رفضوا.. وأن هدفه الأساسى أن تكون الإسكندرية محافظة حضارية ينعم كل مواطن فيها بكافة احتياجاته الأساسية.. وهذه تفاصيل الحوار. *ما انطباعك عن رفض حركة 6 أبريل وبعض التيارات لتعيينك محافظًا للإسكندرية؟ **أنا قلبى وصدرى مفتوحان لكل من قبلوا أو رفضوا تعيينى محافظًا للإسكندرية أيا كانت الأسباب والدوافع للقبول أو الرفض، لقد جئت لكى أكون خادمًا لكل أهالى الإسكندرية وابتغاء مرضاة الله. *ادعى أصحاب الدعوات المعارضة أنك من فلول الحزب الوطنى ومن قيادات لجنة السياسات التى كانت تتحكم فى كل صغيرة وكبيرة ويتزعمها جمال مبارك فما حقيقة هذه الادعاءات؟ **أحب أن أؤكد أننى لم أوقع على استمارة عضوية بالحزب الوطنى السابق ولم أكن يومًا عضوًا به، وبالتالى لم أكن عضوًا بلجنة السياسات، بل الأدهى من ذلك أن البعض ردد أننى كنت مرشحًا كأمين للحزب الوطنى خلفًا للدكتور سعيد الدقاق آخر أمين للحزب بالإسكندرية. وهذه شائعات ليس لها أساس من الصحة. كما إننى أؤكد رفضى التام للانضمام لأى حزب من قبل لأن العمل الأكاديمى كان يستغرقنى ولم أكن أجد الوقت أو الرغبة فى العمل الحزبى، فمكان الأستاذ الجامعى المدرجات والتعايش مع طلابه. نهضة حضارية لمصر/U/ *وما هى رؤيتك وتقييمك لثورة 25 يناير من منظور أكاديمى ومسئول تنفيذى حاليًا؟ **إن ثورة 25 يناير هى بشرى للخير والتنمية والرخاء لجميع المصريين وسوف نجنى ثمار ذلك فى المستقبل القريب، ولقد سعدت كثيرًا بهذه الثورة والمناخ الديمقراطى الجديد والتى جعلت المواطن المصرى يخرج عن حالة الصمت إلى الإعلان صراحة عن رأيه وبقوة، ومثال ذلك رفض أى مسئول جديد قادم، فهذا يدل على الحراك السياسى الرائع لفترة ما بعد الثورة، كما أن هذا المناخ يبشر بنهضة فكرية وحضارية مزدهرة لبلدنا. *عارض تعيينك كمحافظ للإسكندرية بعض شباب الجماعات الإسلامية.. فما سبب ذلك؟ **أبنائى وتلامذتى من طلاب الكلية من أعضاء جماعة الإخوان كانوا يصرون على وضع لافتات ويفط على جدران الكلية وينظمون وقفات احتجاجية ويرددون شعارات دينية بأصوات عالية تعرقل أداء العملية التعليمية بالمدرجات، وكان من واجبى كعميد للكلية أن أوفر الجو المناسب ليجد باقى الطلاب مناخًا مناسبًا لتلقى العلم، كما أن تعليمات الأمن تقرر عدم عقد الندوات والوقفات الاحتجاجية ووضع اللافتات والشعارات على الجدران، ولكن ثمة نفر قليل من طلاب الكلية المنتمين لجماعة الإخوان لم يلتزموا بهذه التعليمات، ولذلك تمت إحالتهم لمجالس تأديب بالكلية، وتم توقيع بعض الجزاءات عليهم بقرارات مجالس التأديب من قبل أساتذة الجامعة وهذه المجالس ينظم عملها لائحة وقواعد وجزاءات والرأى النهائى فيها يكون لرئيس الجامعة، ورغم ذلك كنت أتفهم غضب أبنائى وتمردهم ولكن لم يكن لى فى الأمر حيلة فكونى عميدا للكلية لا يعطينى الحق فى مخالفة قرارات مجالس التأديب بالجامعة وعلاقتى بالشباب دائمًا علاقة احترام متبادل وأننى أقدر دور الشباب جيدًا فى أحداث ثورة 25 يناير. خلافات الأساتذة/U/ *وما حقيقة الخلاف مع أساتذة جامعة الإسكندرية ونادى أعضاء هيئة التدريس؟ **لقد تم انتخابى كرئيس لنادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإسكندرية وعددهم 2800 أستاذ وعضو، ولكن بعض الزملاء اعترضوا على هذا الاختيار ووصفوه بالتزوير كما أعلنوا ذلك، ولذلك قاموا بعمل انتخابات فى الشارع كانتخابات موازية لاختيار نادى أعضاء هيئة تدريس مواز ولكن الجهات الإدارية المعنية لم تعترف بهذه الانتخابات ولا المجلس الموازى للمجلس الشرعى القانونى المعلن من قبل الجهات الرسمية، ولا توجد أى خصومة بينى وبين عضو هيئة تدريس بجامعة الإسكندرية فكلهم أشقاء وأساتذة وأبناء لى. *تردد أنك هربت إلى الكويت أثناء حركات تمرد الطلاب بكلية الحقوق أثناء عمادتك لها وغضبة أعضاء هيئة التدريس بالنادى الموازى للنادى الرسمى، فما حقيقة ذلك؟ **لا أخفى عليك أننى لم اتحمل هذا المناخ الخانق المملوء بالفساد، وحالة الغضب العارم سواء من الأساتذة أو الطلاب، لذلك قررت تقديم استقالتى من عمادة الكلية ورئاسة النادى وعندما رفض رئيس الجامعة حينذاك أصررت على الاستقالة. وبالفعل سافرت للعمل بالكويت ليس بسبب العائد المادى الهائل ولكن للابتعاد عن المناخ الخانق وسيطرة الحزب الوطنى ولجنة السياسات على مقدرات الأمور وتفشى الفساد وتزاوج السلطة ورأس المال الذى أودى ببلدنا إلى مصير مترد فى كل شىء فى التعليم والحياة اليومية بصفة عامة. خطة النهوض بالإسكندرية/U/ *ماذا عن استراتيجية العمل فى المرحلة القادمة للنهوض بالإسكندرية؟ **إن هدفى أن تصبح الإسكندريةالمدينة الحضارية المعاصرة التى ينعم فيها كل مواطن سكندرى باحتياجاته الأساسية فى كرامة وإنسانية وأن يشارك السكندريون جميعًا فى منظومة تنمية مستدامة مهما كانت اتجاهاتهم وأفكارهم وقياداتهم السياسية والدينية فلن ينهض بالإسكندرية إلا أبناؤها الشرفاء المخلصون. كما أن يدًا واحدة لن تصفق. ولابد من مشاركة الجميع وتفاعلهم البناء واحساسهم بالانتماء لبلدهم وهذا لن يتأتى إلا باستنفار كافة الأطياف والمساهمة فى إعادة الاستقرار والنشاط الاقتصادى والتصدى الحازم للمشاكل الملحة وإعمال القانون بحزم وممارسة القوى المجتمعية. *قيل إن د. عصام سالم محافظ الإسكندرية السابق أعلن أنه لن يعاقب حالات مخالفات البناء وأنه سيسمح بترخيض «التوك توك» فما هى رؤيتك؟ **لا أعلم شيئًا عن تصريحات المحافظ السابق، ولكن منهجى فى العمل هو إعمال القانون بالوسائل المختلفة، ولكن لابد من التأكيد أن كافة الجهود التنفيذية يصعب أن تسفر عن نتائج ايجابية بدون مشاركة مجتمعية فلابد من تعاون الجميع من مؤسسات المجتمع المدنى والهيئات المعنية مثل شعبة الاستثمار العقارى بالغرفة التجارية فلابد أن يكون لها دور فى توعية المقاولين المخالفين لقوانين البناء لخطورة ذلك على أمان المواطنين والحرص على الطابع الحضارى للإسكندرية فضلًا عن أن هذه المخالفات فى البناء ستنعكس سلبيًا على سوء حالة المرافق من مياه وصرف صحى وكهرباء وغاز لأن سكان هذه العمارات المخالفة سيستقطعون جزءا كبيرًا من الخدمات الهامة والمرافق الحيوية لسكان العقارات الذين حصلوا على رخص البناء والمواصفات القانونية والهندسية المعمول بها قانونًا. كما أن الغرفة التجارية لابد أن تتدخل بالتوعية للتجار لوقف حالة السعار الهائل فى أسعار بعض السلع التى يتم المغالاة فى أسعارها رغم انخفاض أسعارها فى السوق العالمى، إننا كسكندريين لابد أن نتضافر جميعًا لنعبر بعاصمتنا الثانية إلى بر الأمان. إن الإسكندرية تستحق منا أن نضحى من أجلها بالمال والوقت والخبرات والعطاء حتى تنال حظها كمدينة عالمية وبما تملكه من مقومات ثقافية وحضارية وتاريخية وأثرية.