شهد ميدان التحرير يوم الجمعة قبل الماضى مليونية يمكن أن يطلق عليها مليونية الانتخابات وإثبات الذات! وكان إثبات الذات لمن.. بالطبع للإخوان المسلمين والسلفيين.. بعد أن أصبحت الساحة شبه خالية من أى تيارات سياسية قديمة أو جديدة، أما التيارات الشبابية السياسية من ثوار 25 يناير فأصبحوا الآن متناحرين يكيلون الاتهامات لبعضهم البعض.. فتراجعت تنظيماتهم بعد أن فقدت عفويتها و حتى أصبحت الثورة مهددة ليس بالانهيار لا سمح الله !! ولكن بالإحلال والتجديد.. إحلال .. حلال من قبل الإخوان المسلمين وتجديد وتأكيد على وجود السلفيين، لقد جاءت المليونية الاخوانية السلفية فى وقت مناسب لاستعراض العضلات وخاصة وأننا مقبلون على انتخابات برلمانية رئاسية خلال ثلاثه أشهر على الأكثر، وهو ما يؤكد للمرة الألف أنها مليونية انتخابات وإثبات ذات!! ويجب أن نعترف أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الوليد الجديد هم أكثر التيارات السياسية تنظيمًا وترتيبًا وتأثيرًا ليس على الشارع المصرى بقدر ما هو على صانع القرار، فنجد أن الحكومة الحالية تعمل لهم ألف حساب ولا أدل على ذلك من زيارة وزير الداخلية للمرشد العام وهى سابقة لم تحدث فى تاريخ وجود الجماعة منذ تأسيسها على يد الشيخ حسن البنا فى نهاية عشرينات القرن الماضى.. الجماعة المحظوظة الآن حبايب لوزارة الداخلية، بعد أن كان العداء هو السمة الطبيعية التقليدية ليس فى العصر المباركى فقط، إنما عبر كل الأنظمة التى عاصرتها جماعة الإخوان منذ تأسيسها وحتى الآن.. فى العهد الملكى وصل العداء إلى حد التآمر واغتيال مؤسس الجماعة، وبعد ثورة يوليو كانت نكبة الجماعة فى محاكمات الثورة والاعدامات التى تمت حيث أعدم كل رموز وقيادات جماعة الإخوان التى كان آخرها فى عهد عبد الناصر إعدام الشيخ سيد قطب ووضع ما تبقى من رموز الجماعة فى السجون، حتى جاء عهد أنور السادات والذى أعاد لهم بعض الاعتبار وسمح لهم بإصدار مجلة الدعوة وسمح بفتح المقر العام للارشاد.. وهذا لم يكن إلا لمواجهة الاتجاهات اليسارية والشيوعية والتى أراد أنور السادات أن يضربهم بالإخوان.. ماذا ننتظر الآن؟ أو بالأحرى ما الذى ينتظرنا؟! هل نترك الساحة خالية لتنظيمات بعينها لأنها فقط أكثر تنظيمًا ودهاءً وخبرة ف.. أم يجب علينا جميعًا أن نشارك فى صنع مستقبلنا السياسى.