رصدت «أكتوبر» طقوس واستعدادات أهل الجنوب لإعلان الدولة .. وبرنامج الاحتفال الذى شمل مشاركة عربية ، وأفريقية ، ودولية واسعة . وكذلك تأكيدات مكتب الحركة الشعبية فى مصر على تأسيس دولة الجنوب ومقوماتها وافتتاح مصر لسفارة فى الجنوب عقب الإعلان عن الدولة .. وتأكيد وزير الخارجية «محمد العرابى » على دور مصر فى تعزيز التعاون مع دولتى الشمال والجنوب .. «عشية أمس التاسع من يوليو ، توجه جميع المواطنين فى جنوب السودان إلى الساحات العامة وأضاءوا الشموع وتلوا الصلوات تبشيرًا بميلاد الدولة الجديدة .. دولة الجنوب التى حصلت على رقم 193 على مستوى العالم ورقم 55 بين دول أفريقيا ، وفى اليوم السابق لإعلان الاستقلال تبادل الجميع الوجبات معًا .. بدأ برنامج ميلادها الرسمى فى تمام الساعة العاشرة صباحًا أمام ضريح الدكتور جون جرنج الرئيس السابق لحركة تحرير السودان واستمر البرنامج حتى وقت مبكر من بعد الظهيرة . واشتمل البرنامج على مواكب وعروض رسمية وسلسلة من الخطب ، وحضر البرنامج 3500 ممثل لجهات مختلفة بما فى ذلك رؤساء وملوك وشيوخ من دول أخرى وقادة المجتمع المدنى إضافة إلى حضور 30 من رؤساء الدول الأفريقية وقادة المنظمات الإقليمية والمتعددة الأطراف ، فضلًا عن وزراء خارجية ومسئولين كبار آخرين وأكثر من مائة ألف مواطن شاهدوا الحدث أمام الضريح ، وآخرين شاهدوا الحدث من خلال شاشات كبيرة موزعة فى أنحاء المدينة ، وتم إعلان استقلال جمهورية جنوب السودان من قبل رئيس المجلس التشريعى لجنوب السودان « جيمس وانى ايجا » .. وجرى بعدها خفض وإنزال علم السودان ورفع علم الجمهورية الجديدة فى جنوب السودان ، ووقع سلفاكير ميارديت على الدستور الانتقالى الجديد ليدخل حيز التنفيذ .. وحلف سلفاكير اليمين الدستورية بوصفه أول رئيس لجمهورية جنوب السودان .. كما تحدث خلال الاحتفال الرئيس السودانى « عمر حسن البشير » والأمين العام للأمم المتحدة « بان كى مون»، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وممثلان من الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ممثلا للأمريكتين والصين ممثلة لآسيا.. « .. وقال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان والناطق الرسمى باسمها الدكتور برنابا مريال بنجامين: كانت مناسبة تاريخية لجميع أبناء شعبنا الذين سافروا عبر طريق طويل وصعب من أجل ولادة هذه الدولة .. نحن جميعًا نعرف أننا سنواجه تحديات عديدة فى المستقبل نحن سوف نواجهها موحدين ومسالمين ومستقلين وسنبنى بلدًا مستقرًا ومزدهرا » . « .. لام أكول رئيس الحركة الشعبية للتغير الديمقراطى بجنوب السودان ووزيرخارجية السودان السابق زعيم قبيلة الشلك ..أكد أنه يتوقع أن يكون هناك علاقات متينة بين مصر والدول المجاورة وأفريقيا .. فمصر كانت لها الريادة فى تأييد حركات التحرر فى الستينيات والسبعينيات .. « .. أكد جون صموئيل القنصل العام لسفارة السودان بالقاهرة أن شعب جنوب السودان قادر على تحقيق التسامح فيما بينه ، وقال إن جنوب السودان يمتلك إمكانية تكوين دولة مستقلة ، وأشار إلى أن الحكومة فى الخرطوم تعمل من أجل تحقيق خيار الوحدة الجاذبة » . « .. وأشار جوزيف رياك نائب رئيس مكتب الحركة الشعبية بالقاهرة إلى جاهزية شعب جنوب السودان لتأسيس دولته .. وقال إن الجنوب يمتلك كل مقومات الدولة، وهى الشعب والإقليم والكوادر البشرية والموارد .. وتقدم بالشكر للحكومة المصرية لجهودها فى تعليم أبناء جنوب السودان ، ولدعمها لتليفزيون جنوب السودان بأجهزة ومعدات حديثة .. وقال : « إننا سوف نطبق نموذج دول الخليج بعد استقلالها ونستعين بالخبرات المصرية حتى ننهض، وأضاف تربطنا علاقات مميزة مع مصر التى لن تدخر جهدًا فى دعم ومساندة الجنوب.. من جانبه أكد محمد العرابى وزير الخارجية أن مصر قامت بتحويل قنصليتها فى جوبا إلى سفارة اعتبارًا من يوم إعلان الدولة الجديدة فى 9 يوليو 2011 كما أصدر العرابى قرارًا بتعزيز التمثيل الدبلوماسى المصرى فى جوبا بما يتناسب مع الأهمية الكبيرة التى توليها مصر لجمهورية جنوب السودان الشقيق .. « .. وشدد الوزير العرابى على أن مصر ستواصل تعزيز التعاون مع جمهورية جنوب السودان مشيرًا إلى عمق وتشعب العلاقات وآفاق التعاون بين مصر والجنوب فى مختلف المجالات ومضيفًا أن المرحلة المقبلة سوف تشهد استشراف المزيد من آفاق التعاون بغية تحقيق المصالح المشتركة لشعبى البلدين فى ظل وحدة الهدف والمصير التى تربطهما .. « .. الدكتور فرمينا مكويت سفير جنوب السودان بمصر أكد شكره لمصر على دورها المتواصل فى دعم جنوب السودان مؤكدًا أن العلاقات المتميزة ستتواصل وأن هذه الدولة الناشئة ستسعى لعلاقات قوية ووطيدة مع مصر وقال : « نأمل أن تواصل مصر دورها القوى الذى لعبته منذ توقيع إتفاقية السلام بالسودان عام 2005 م فى تقريب وجهات النظر..