تعد تركيا أحد اللاعبين الرئيسيين فى الملعب السياسى وتحظى سياستها الخارجية باهتمام دولى كبير نظرًا لتأثيرها القوى خصوصا فى منطقة الشرق الأوسط، لذا كانت مثار اهتمام دائم للإدارة الأمريكية خصوصا بعد الفوز الكبير لحزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذى حقق أكثر من 50% من أصوات الناخبين ليضمن أغلبية فى البرلمان التركى ودفعت هذه الأحداث مركز الأبحاث الأمريكى «هيرتدج» إلى إعداد دراسة حول العلاقات الأمريكية التركية وتأثير أنقرة فى العديد من الملفات التى تهم الإدارة الأمريكية منها الملف الأفغانى والسورى والفلسطينى. وكشفت الدراسة أن السياسة الخارجية التركية هى سياسة برجماتية وفقا للمصالح التركية، فتوجد نقاط تعاون واختلاف مع الولاياتالمتحدةالأمريكية إلا أن كلتا الدولتين تحافظان على استمرار هذه العلاقة التى تمثلت فى الدور التركى فى أفغانستان، فقد لعبت أنقرة دورا فعالا فى تدريب القوات الأفغانية وإعدادها لتولى زمام الأمور من أجل تهيئة الوضع لإنسحاب القوات الدولية بحلول عام 2014 كما قامت بزيادة عدد القوات التركية فى كابول فى استجابة لمطلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عام 2009 إلا أنها فى المقابل رفضت نشر نظام الدرع الصاروخى فى أوروبا لحماية حلفاء الولاياتالمتحدة من التهديد الإيرانى رافضة تصنيف دولة بعينها كمصدر للتهديد. وفيما يتعلق بالشرق الأوسط ترى الدراسة أن حكومة حزب العدالة والتنمية سعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية لاعتماد مواقف سياسية خارجية مثيرة للاهتمام، تمثلت أبرز مؤشراتها فى: دعم جهود حلف شمال الأطلسى وأمريكا والسعودية وبعض الدول العربية لإسقاط نظام معمر القذافى وتمكين المعارضة الليبية من السلطة، فضلا عن الضغط على حركة حماس من أجل المصالحة مع حركة فتح. بينما كان موقفها من الأزمة السورية مثيرًا للاهتمام، فقد فتحت تركيا الحدود لاستقبال ما يقارب 5000 لاجئ سورى، كما صعد اردوغان من انتقاده للأسد رغم التقارب بينهما فى السنوات الأخيرة. وفى هذا السياق، يقول سميح ايديز خبير السياسة الخارجية بصحيفة ميليت اليومية التركية أن سياسة التقارب مع سوريا قد انهارت بالكامل، واضاف قائلا: بعد الإنتخابات فإنه يتوقع أن تعيد تركيا تقييم سياستها الشرق أوسطية.