بعد إلغاء وزارة الثقافة للدعم المخصص لمهرجان القاهرة السينمائى هذا العام، وقبله مهرجان المسرح التجريبى، وتأجيل مهرجان الاسكندرية والجدل حول مصير مهرجان الإعلام العربى والموسيقى العربية بعد أحداث ثورة 25 يناير.. هل يعتبر قرار إلغاء المهرجانات ضرورة اقتصادية وسياسية أم أنه يعطى انطباعا سلبيا عن عدم الاستقرار فى مصر ويؤكد استمرار الانفلات الأمنى ويزيد من انهيار حركة السياحة، فضلا عن تأثيره سلبيا على الحركة الفنية والثقافية فى مصر بعد الثورة؟!..هذا ما سنحاول الاجابة عنه من خلال السطور القادمة.. * فى البداية يتساءل الناقد «نادر عدلى» رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائى: هل الثورة ساعدت على تقدم مصر أم تأخرها؟ ويقول: «أنا حزين كل الحزن لذلك، فكيف يتم استضافتنا وتكريم مصر الثورة والسينما لأول مرة فى تاريخ مهرجان «كان» السينمائى الدولى، فنقوم نحن بإلغاء مهرجاناتنا، ولذلك فرغم أن وزارة الثقافة ومحافظة الإسكندرية رفضتا تمويل مهرجان الإسكندرية السينمائى هذا العام، إلا أننى مازلت حريصا على إقامته، وأبحث عن صيغة مناسبة للتمويل بعد إلغاء الدعم، فالمهرجانات تساعد على توطيد العلاقات بيننا وبين باقى دول العالم، وتساعد على تنشيط السياحة، ولابد من إقامتها هذا العام بالذات، لأن معظم الناس ستحب ان تأتى لمصر. * وتؤكد الناقدة ماجدة موريس أنها هى الأخرى ضد إلغاء المهرجانات، وخاصة تلك التى كانت تقام فى نهاية العام، وتستقطب جمهورا كبيرا من داخل مصر وخارجها،مشيرة إلى أن المهتمين بالمهرجانات بالخارج سيرغبون فى زيارة مصر بعد الثورة، وبالتالى ستكون هذه المهرجانات بمثابة دعاية لمصر الجديدة، وبخاصة مهرجانى الاسماعيليةوالقاهرة السينمائى الدولى، لأن مهرجان الاسماعيلية أصبح من أوائل المهرجانات الدولية للفيلم القصير فمن غير المعقول إلغاؤه. * من جانبه يرى الفنان كريم كوجاك أن الناس فى الخارج عيونها على مصر الآن، ولابد من التراجع عن قرار إلغاء المهرجانات بشكل عام لأنها تعمل على تبادل العلاقات الفنية بين مصر والعالم كله، ويخص بالذكر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، باعتباره مهرجانا عالميا مهما ومن المهم إقامته فى موعده. * أما الناقد محمود قاسم فهو من مؤيدى إلغاء المهرجانات ويقول: سعدت كثيرا لقرار وزير الثقافة بإلغاء الدعم للمهرجانات، لأنها كانت تتسم بالدعائية الشديدة، من أجل «تلميع» القائمين عليها، وكنا نصرف عليها مبالغ خيالية دون أى جدوى، مؤكدا أن مصر تحتاج إلى أى دخل كان ينفق بلا أى مبرر ومن الأولى أن نوفرها للبلد، فمن عشرات المهرجانات كان لا يوجد سوى مهرجان أو اثنين فقط جادين والباقى ليس له أى ضرورة، فعلى سبيل المثال مهرجان المسرح التجريبى كان مهرجانا ضعيفا جدا وننفق عليه 35 مليون جنيه..ولا أعرف لماذا؟ * ويرى السيناريست وليد يوسف أننا يجب ألا نضع كل المهرجانات فى سلة واحدة، فلدينا مهرجانات مهمة ومشرفة بالفعل مثل «القاهرة السينمائى» الذى حرص منذ انطلاقه وحتى الآن على استقطاب أكبر عدد من النجوم والفنانين الأجانب، فى حين أن هناك مهرجانات أخرى ضعيفة ولا طائل من ورائها مثل مهرجان المسرح التجريبى. * ويقول الناقد محمد الشافعى: هناك العديد من المهرجانات القديمة التى تم إلغاؤها من قبل لابد من إرجاعها مرة أخرى مثل مهرجان المسرح العربى، أيضا لابد من الحفاظ على مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وعدم إلغائه، والأهم أن يعود هذا المهرجان إلى ما كان عليه فى فترة رئاسة الرائد الكبير سعد الدين وهبه، فنحن جميعا على علم أن الوزير السابق فاروق حسنى كان مغرما بالمهرجانات بشكل كبير فقد كان عندنا عشرات المهرجانات على القائمة الفنية معظمها لم يكن لها قيمة فنية، وكان أفضلها مهرجان الإسماعيلية، مطالبا بإقامة المهرجانات بالتنسيق مع وزارة السياحة.