الزمن لا يعود إلى الوراء.. وللأسف الشديد مازالت كل القوى السياسية من الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الاخرى واليسار المصرى والأحزاب والليبراليين مازالوا يتمسكون بأدبيات قديمة فالإخوان المسلمين لم يتطوروا ويستخدمون خطاب الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة واليسار المصرى مازال يتمسك بالفكر الاشتراكى القديم فمازال ماركس ولينين وتروتسكى فى خطابهم.. ومازالت الأحزاب الورقية فى سبات وغياب عن الوعى.. أما الليبرالييون الجدد فمازال خطابهم قديماً.. وتناسى الجميع أن ثورة 25 يناير قامت على مفاهيم جديدة فثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات التى كانت أهم آليات الثورة خلقت حركات اجتماعية غاب عنها الخط الايديولوجى وغاب عنها التنظيم وغابت القيادة ووحدت بين الأفكار.. وخلقت أرضية مشتركة يتحدث بها الجميع فالعدالة الاجتماعية مثلاً.. يتحدث عنها.. ولكن المشهد الذى يدل على أن جميع القوى لم تستوعب تغيير قواعد اللعبة يبرز فى «مناضلى الفضائيات»نفس الوجوه التى تنتقل من فضائية لأخرى بنفس الأفكار ونفس الكلام والاختلاف فقط «جاكت البدلة الذى يتغير».. وتجار الثورة لم يصلوا للكتلة الحرجة أو الأغلبية الصامتة التى مازالت تترقب وتشاهد المشهد السياسى ولم تحدد موقفها بعد لأن أحداً لم يتواصل معها.. فى العشوائيات والمناطق الشعبية.. ولأن 65% من الشعب المصرى من الشباب فهؤلاء.. لم يتواصلوا بل يرفضون تجار الثور ة.. أو من يطلق عليهم أن مهنته «ثورجى» ويحمل كارت هؤلاء ناشط إسلامى.. ناشط يسارى .. نشاط ليبرالى.. وإذا اجتمع هؤلاء فى ائتلاف وقد شاهدت ذلك كثيراً... «اتفقوا ألا يتفقوا» لأنهم جميعاً لم يستوعبوا المتغيرات لأن الشعب الذين يدعون أنهم يتحدثون عنه لم يعط توكيلاً لأحد.. وإذا أرادوا أن يستوعبوا المتغيرات عليهم فهم القواعد والمفاهيم الجديدة التى تعتمد على التواصل مع القواعد فى الشارع فى الجامع فى الكنيسة فى الحارة فى الأزمة ولقد لخص لنا شاعرنا أحمد فؤاد نجم حال هؤلاء المناضلين المثقفين لكل العصور فى أبيات.. يعيش المثقف على مقهى ريش محفلط مزفلط كثير الكلام عديم الممارسة.. عدو الزحام.. بكام كلمة فاضية بكام اصطلاح.. يحاول يفبرك حلول المشاكل قوام..