يبدو أن ثورة 25 يناير لن تلهم المبدعين والسينمائيين منهم على وجه الخصوص فى مصر والعالم العربى فقط، ولكن روحها بدأت تنعكس على بعض الأفلام الروائية والتسجيلية فى الغرب. وفى مهرجان السينما المستقلة الذى أقامه الأسبوع الماضى بمعهد جوتة بالقاهرة، تذكر الألمان ذكرى سقوط حائط برلين وتوحد الألمانيتين من خلال الفيلم التسجيلى البديع «ليزبج فى الخريف»، إخراج أندرياس نوجيت، وتدور أحداثه فى عام خريف عام 1989 حين ظل الألمان يخرجون كل يوم اثنين حتى تقرر مصير ألمانياالشرقية، وأخضع 70 ألف متظاهر الشرطة والجيش خلال مظاهرتهم السلمية، وحتى الآن يعتبر عدم تحول الأمر إلى حمام دم معجزة. وإن كان المخرج قد أعرب عن ندمه لأنه لا يتوافر الآن صوراً لتلك الأحداث كتلك التى سجلت عبقرية الثورة والإنسان المصرى. ولم يعتمد المخرج المصرى إيهاب حجازى الذى يقيم فى روسيا منذ سنوات فى فيلمه الناطق بالروسية «طريق العودة» عن نفس الموضوع، واستوحى الفيلم من قصة «الصبى تشارلز ديكنز، وهو حالة من التأمل الفكرى للأحداث التى جرت فى روسيا خلال عقدين من الزمن بعد سقوط الأتحاد السوفيتى. أما الأفلام المصرية المشاركه فى المهرجان الحادى عشر للسينما المستقلة، فقد انشغل أصحابها بقضية الخصوصية والخواء الروحى وفقدان الشعور بالأمان والحميمية ومن بينها فيلم «السندرة» سيناريو منال سمير وإخراج محمد شوفى وتمثيل عمار شكل وأحمد حاتم، وفيلم خيال صورة.. سيناريو وإخراج إيمان النجار وتدور قصته حول خبر مقتل فتاة يعيد ذكراها فى أذهان من تركت بصمة فىحياتهم.. ويتحدث الفيلم «كابينة تليفون» إخراج المصرى مايكل بيوح وسيناريو جوزيف فوزى عن امرأة مطلقة تعيش وحيدة منعزلة عن المجتمع وتعانى من نظرة الناس لها بسبب طلاقها إلى أن تقتحم حياتها كابينة تليفون بجوار شباك غرفتها فتقلب حياتها رأساً على عقب!. ولا تخلو الآلام المهرجان من أسماء لممثلين مصريين، ومن بينهم نجم الكوميديا أحمد بدير الذى يقوم ببطولة فيلم «عزيز» ومعه عايدة رياض ومحمد يونس ومى القاضى، وهو من إنتاج الجامعة الفرنسية وإخراج وسيناريو شريف وهبة فى قصته الرسالة للكتاب البولندى «مارك هواسكو» والفيلم يدور شخصية « عزيز» الذى يعيش منتظرا لسنوات طويلة لخطاب ربما يأتيه من أصدقائه القدامى أو ابنه الذى لم يره منذ سنوات، أو الكفيل الذى كان يعمل لديه فى الكويت، أو حتى من الضرائب، لكن الخطاب لا يأتى. وتقوم النجمة الشابة «بشرى» أيضاً ببطولة فيلم «أنا آسر» إخراج رامى رزق الله ويحكى عن الطفل «آسر» الذى يبحث عن بعض الخصوصية فى حياته ويتحدى من أجلها محاولات الأم الدائمة لسلبه هذا الحق فى الخصوصية. أما فيلم «قطر الحياة» إخراج شكرى ذكرى فتدور أحداثه حول أسرة فقيرة مهمشة تعيش بجوار شريط القطار.