تعمدت مع سبق الإصرار والترصد أن أؤجل نشر هذا الكلام أسبوعاً كاملاً حتى لا أفسد عليكم وعلينا فرحة الاحتفال بعيد تحرير سيناء؛ وحتى لا أكون «خميرة عكننة» فى هذا اليوم السعيد اللى فيه سينا رجعت تانى لينا.. ومصر اليوم فى عيد..!! أما سبب تأخر نشر هذا الكلام فهو أن رئيس دار الكتب والوثائق المصرية د.صابر عرب فجّر فى وجهى قنبلة من العيار الثقيل عندما أكد لى أنه لا يوجد فى دار الوثائق، والتى تعد بمثابة ذاكرة تاريخ مصر، وثيقة واحدة عن كل الحروب التى خاضتها مصر من حرب عام 1956 وحتى حرب 1973 المجيدة..! قلت له بدهشة: أمال كل اللى بيكتبوا عن حرب أكتوبر بيجيبوا الكلام ده منين..؟! رد علىَّ بكل هدوء: للأسف كلها وثائق فرنسية وإسرائيلية.. أى أننا نكتب عن حرب أكتوبر بعيون أعدائنا.. وهى كارثة بكل المقاييس! وأضاف د. عرب بأسى قائلاً: نحن لدينا حوالى 95 مليون وثيقة فى دار الوثائق وهى لا تشكل إلا 20% فقط من الوثائق فى مختلف أجهزة الدولة، وللأسف فهذه الأجهزة لا تتعامل مع الوثائق بالاحترام اللائق بها، فهناك شعور عام بأنها مجرد أوراق تشكل كراكيب قد تتخلص منها هذه الأجهزة دون أن تشعر بقيمتها.. ويرى عرب أنه لابد من قانون جديد للوثائق لوضع آلية لتداول الوثائق بين الأرشيف المركزى ومؤسسات الدولة المختلفة بحيث يتحدد مسار الوثيقة.. وتتم دراستها من خلال لجان متخصصة تحدد الفترة الزمنية التى يتم الاحتفاظ بها، وهل هى 5 سنوات أم تحفظ حفظاً دائماً؟! وقال إن دار الوثائق أعدت مشروع قانون للوثائق منذ 5 سنوات.. لكنه للأسف تاه فى دهاليز البيروقراطية المصرية.. وليتهم يعيدونه مرة أخرى للحياة..! واعترف عرب بأنه تسرع عندما كان رئيساً لهيئة الكتاب فى حذف اسم وصورة سوزان مبارك من على كتب مكتبة الأسرة، لكن مع ذلك كان قراره صائباً؛ لأن هذا المشروع القومى لا يجب أن ينسب لشخص بعينه..!