فى الوقت الذى رفض شهر أبريل الماضى أن يمر فى سلام ليترك للعالم حالة من الارتباك والتساؤل حول حقيقة إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين التى شهدها العالم أوائل شهر ديسمبر عام 2006 ليظهر علينا فجأة فى تسجيل صوتى بمناسبة عيد ميلاده 74. تلقاه حسن علاوى، وهو كاتب وسياسى وسبق له أن كان عضواً فى حزب البعث وصديقا مقربا من صدام، مكالمة هاتفية فى منزله والذى لم يعلق على المكالمة بعدها بعدة أيام خرج الرئيس الأمريكى باراك أوباما ليعلن مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لتصنع حالة من الجدل الواسع داخل الشارع السياسى العربى خاصة مع إعلان البيت الأبيض رفضه نشر صور بن لادن بدعوى أنها تؤذى المشاعر فى الوقت الذى كانت قد أعلنت فيه عن أنه قتل بطلق نارى فى الرأس ولم يكن مسلحا أثناء عملية مداهمة مقر إقامته. مكالمة الرئيس العراقى السابق التى انتشرت على شبكة الإنترنت- بشكلٍ لافت ليدَّعى صدام حسين أنه ما زال على قيد الحياة، وأن من ظهر على منصة الإعدام هو شخص شبيه له يدعى ميخائيل. تسجيل صوتى ولم يتسن حتى الآن التأكد من صحة التسجيل، فيما لم يصدر أى تعليق من جانب الجهات الرسمية العراقية حول التسجيل. وأقسم صدام حسين بالعراق وجراح العراق النازفة، أنه سيحرق المنطقة الخضراء ويجعلها حمراء بدماء الخونة.. وقال «من هذا اليوم سوف تنطلق طلائع التحرير من أجل صيانة المبادئ، وصيانة عرض الماجدة العراقية التى استبيحت فى ظل حزب الدعوة العميل والأكراد الخونة». وأقسم صدام حسين بالله وبالعراق، أن الفيلم الذى ظهر له خلال إعدامه هو ل«الرفيق ميخائيل»، وقال إن الأيام ستثبت أن صدام حسين قائد عظيم لأمة عظيمة، وسوف يخرج خروج الأبطال، ومع الضباط الأشاوس والنشامى ممن لا يرتضى لهؤلاء الخونة أن يكونوا بالقيادة مكان القيادة العامة للقوات المسلحة أو القيادة السياسية. واختتم المتحدث فى التسجيل الصوتى المنسوب لصدام: «إننا قادمون، وسوف نمسح الدمعة عن وجه العراق العظيم، وليذهب الخونة والعملاء إلى جحيم نار جهنم.. غير مأسوف عليهم، ولسوف نحاسب الخونة على ما اقترفته أيديهم بحق حرائر العراق وبحق أموال العراق. أين الحقيقة؟ على صعيد متصل وعقب إعلان البيت الأبيض مقتل بن لادن نفت حركة «طالبان باكستان» مقتل زعيم تنظيم القاعدة» فى عملية عسكرية أمريكية داخل المنطقة الحدودية الباكستانية، وذكر موقع صوت الحق وموقع تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين أن بن لادن حى وفى مكان آمن وسوف يخرج قريبا وطالبت واشنطن بتقديم جثة بن لادن إذا كانت تتحدث الحقيقة. وليست هذه المرة الأولى التى تتردد فيها الأنباء عن مقتل بن لادن على مدار عشر سنوات ظل فيها مطاردًا من قبل الولاياتالمتحدة منذ احتلال أفغانستان فى أواخر 2001. لكنه الإعلان الأول من نوعه على لسان الرئيس الأمريكى الذى أكد مقتل بن لادن فى عملية عسكرية خاصة بباكستان، وأن جثته موجودة الآن بحوزة السلطات الأمريكية. وفى السياق ذاته؛ أكد مراقبون ومختصون بشأن الجماعات الإسلامية أن الصورة التى نشرتها وكالات أنباء أمريكية زعمت أنها لابن لادن مفبركة. وأوضح المختصون أن الصورة المشوهة كما بدت لا تشابه بين بن لادن فى شكله الحالى، وهى تشبه إلى حد كبير شكله قبل أن يشيب شعره ولحيته وهو ما يجزم أنها مفبركة دون تفسير ما وراء ذلك. من جهة أخرى أكد أيمن فايد المستشار الإعلامى لأسامة بن لادن أن زعيم تنظيم القاعدة قتل منذ أحداث 11 سبتمبر والإعلان عن مقتله الآن فبركة أمريكية وأن الولاياتالمتحدة لم تقض سوى على تنظيم القاعدة الوهمى الذى صنعته أما التنظيم الحقيقى فى اليمن وأفغانستان فمازال يتمتع بقوته وتوقع فايد رد فعل سريعا من قبل التنظيم على الإعلان الأمريكى، مشيرا إلى أن الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهرى قتل أيضا منذ أحداث 11 سبتمبر وتعد الولاياتالمتحدة حاليا سيناريو لإعلان مقتله وأيد د. سعيد اللاوندى خبير العلاقات السياسية رأى فايد، مؤكدا أن تنظيم القاعدة لن يفقد مصادر تمويله بمقتل بن لادن فالمشروعات التى تمول التنظيم مازالت مستمرة فى أفغانستانوباكستان. وقال الدكتور ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مقتل بن لادن يعد مكسبا لأوباما وسيسانده فى الفوز بمدة رئاسة ثانية خاصة أن العملية تمت بإخراج أمريكى وتنفيذ باكستانى، حيث تم استدراج قطاع الأمن الباكستانى لكشف مكان بن لادن فأجهزة الأمن الباكستانية هى الأقدر على إخراق المجتمع الباكستانى من نظيرتها الأمريكية، وتوقع رشوان بإختفاء تنظيم القاعدة خلال الأعوام القليلة القادمة.