المواطن حسنى مبارك سكت دهرا ونطق كفرا وكذباً وبهتاناً وزوراً .. هل يعتقد أنه مازال متقمصا الدور الذى كتبه له الفاسدون وأعداء الوطن حتى صدقه وعاش فى جلبابه فمهد الطريق لكل ظالم وطامع إلى أن تغلغل الفاسد فى كل جيب «ودرج» إلا شرفاء هذا الوطن؟. وأتساءل إذا حكم عليه فى قضايا الفساد المالى وسفك دماء شهداء الثورة.. فمن سيحكم عليه ويحقق معه فى تدمير شخصية المواطن المصرى؟. على مدار ثلاثين عاماً تفنن بكل أساليب المخادعة والمكر والقمع فى خلق مواطن مصرى مرتعش خائف يعانى من القهر والظلم فتمخضت عنه أجيال هشة مهزوزة لا تستطيع أن تواجه أو تصمد أمام أى مشكلة صغيرة سواء فى الحياة الخاصة أو العامة وضعفت فيها النخوة والانتماء للوطن ولكل شىء جميل.. وامتد الأثر أيضاً خارجياً فى المعاملة السيئة للجاليات المصرية «والمهينة» للكرامة فصار عبداً يتحمل الذل والتهديد بالتشرد والسجن من أجل لقمة العيش وطلب حياة كريمة له ولأسرته لأنها صعبة المنال فى وطنه.. وإذا لجأ إلى السفارة المصرية مستنجداً فسرعان ما يواجه وابلاً من التسويف واللامبالاة والطرد.. فلا يجد بداً فى تحمل العيش مقهوراً فى ظل نظام الكفيل أو يموت غرقاً على السواحل الأجنبية أو يرحل كسجين هارب!. وتشير الاحصائيات عن الأمراض النفسية التى اصيب بها المواطن المصرى فى عهد مبارك بغض النظر عن الأمراض الصحية الأخرى التى فاقت كل التوقعات وتقول إحدى الاحصائيات إن عشرين مليون موطن مصرى مصابون بالاكتئاب وبلغ عدد حالات الانتحار 3 آلاف محاولة سنوياً. والاكتئاب والحقد تولدا لديه نتيجة قفز طبقة رأسمالية متسلقة «سارقة» لقوته وصحته وأحلامه وطموحاته فصار شريداً فقيراً وطمست العدالة الاجتماعية.. حيث وصلت نسبة الفقر إلى 35% من الشعب المصرى يعيشون تحت خط الفقر، ويقول تقرير الأممالمتحدة لعام 2009 إن مصر تحتل المرتبة الثانية بعد اليمن فى أكبر معدلات الفقر بالعالم العربى. وفى نفس السياق يقول د. أحمد عكاشة رئيس الجمعية العالمية للطب النفسى إن مبارك خلق مواطناً مصرياً عاجزاً مطأطأ الرأس لا يستطيع رفعه بسبب شدة القهر والتعذيب. وأخيراً ثورة يناير أسقطت غبار الخوف والذل من على جسد المواطن المصرى وعاد إلى معدنه الأصيل وأعادت له كرامته التى لن ولم نتنازل عنها أو نفرط فيها مثلما عادت سابقاً بعد نصر أكتوبر 73 بأيدى جيشنا الباسل. وأؤكد على التعليق الذى يتردد على مقولة «ارحموا عزيز قوم ذل» بقول : «لا ترحموا عزيز ذل قومه». وصدق الله العظيم «فاستخف قومه فأطاعوه» 54 الزخرف.