تطورات مفاجئة تشهدها الساحة الإيرانية التى تعج دائما بأحداث متلاحقة تستقطب اهتمام العالم، نظرا لوضع إيران فى بؤرة الاهتمام الدولى منذ أن أقدمت على تخصيب اليورانيوم ولا يخلو الشأن المحلى الإيرانى من تصدعات ومشاكل كان آخرها إطاحة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد بمدير مكتبه «رحيم مشائى» وهو القرار الذى وصفه المراقبون ب «المفاجئ». جاء قرار الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد بإقالة مدير مكتبه « رحيم مشائي» مفاجئا لكل المتابعين لتطورات الشأن الإيراني، إذ يعد مشائى من أقرب مساعديه الذين يتمتعون بثقته، كما تربطهما قرابة عائلية، فابنة مشائى متزوجة من ابن نجاد، وعلى الرغم من الانتقادات المستمرة التى يتعرض لها مشائى منذ نحو ثلاث سنوات بسبب شخصيته وتصريحاته المثيرة للجدل، إلا أن ذلك لم يمنع نجاد من التمسك به والدفاع عنه بشراسة، حتى أنه صرح ذات مرة قائلا « مشائى مدير ديواني، وأنا أثق به تماما، إنه مؤمن وولى لمبادئ الجمهورية الإسلامية» وقال أيضا «شرف كبير لى أن أكون عرفت مشائى»، ولم يكتف نجاد بالدفاع عنه، بل أسند إليه طوال الفترة الماضية مهاما عديدة تتعلق بإدارة الشئون الخارجية فى الرئاسة الإيرانية، كما عينه ممثلا خاصا لشئون الشرق الأوسط، وكان يرافق الرئيس فى زياراته الداخلية والخارجية، كما قام أيضا بتعيينه نائبا له فى 2009 بعد إعادة انتخابه، ولكن بعد ضغوط قوية من المرشد الأعلى خامنئى تم إعفاؤه من منصبه. ومن أبرز تصريحات ومواقف مشائى التى أثارت الجدل حوله، ما قاله عام 2008 من أن إيران هى « صديقة الشعب الإسرائيلي» وذلك فى تصريح غير معهود إطلاقا من قيادى فى إيران، كما دعا مشائى إلى تعزيز القومية الفارسية على حساب الهوية الإسلامية لإيران، وتحدث عما سماه « المدرسة الإيرانية للإسلام» ودعا إلى الترويج لها فى جميع أنحاء العالم، وانتقد مشائى أيضا رجال الدين المحافظين الذين يحرمون الموسيقى قائلا « لا يفهمونها»، وتعرض مشائى لسيل من الانتقادات خاصة من جانب المحافظين، ورغم ذلك ظل محل ثقة نجاد، لذا كان قرار الأخير بإقالته محل تساؤلات عديدة. تعددت التفسيرات السياسية بشأن موقف نجاد، حيث يرى البعض أن الرئيس الإيرانى اتخذ هذه الخطوة لأن مشائى أصبح عبئا عليه بسبب شخصيته المثيرة للجدل، ونقلت وكالة رويترز عن «محمد ماراندي» الأستاذ فى جامعة طهران قوله «مشائى شخصية لديها الكثير من الخصوم داخل المؤسسة السياسية، وربما أن الرئيس بدأ يشعر أن مشائى تحول إلى عبء بدلا من عون له». هناك اتجاه آخر يفسر الموقف بشكل مختلف، إذ يعتقد أن رحيل مشائى مرتبط بانتخابات الرئاسة المقررة عام 2013، وأنه أراد الابتعاد قليلا عن الواجهة السياسية تمهيدا لترشيحه لانتخابات الرئاسة، كجزء من الخطة التى يتبناها نجاد لتنفيذ النموذج الروسى «بوتين- ميدفيديف» فى الرئاسة الإيرانية بعد انتهاء الولاية الثانية، إذ يحظر القانون تولى المنصب لأكثر من دورتين متتاليتين مدة كل منهما 4 سنوات، ومما يدعم هذا الرأى قيام نجاد بتعيين حميد بقائى فى منصب مدير مكتبه، ومن المعروف أن بقائى من الدائرة القريبة جدا من مشائى.