هناك حالة فوبيا أو «هسة» بلغة ولاد البلد، تسود المجتمع كله الآن من أن أعداء ثورة يناير يستعدون للقيام بثورة مضادة يعيدون بها النظام السابق بنفس رموزه وشخوصه وسلطاته وبابا غنوجه إلى الحكم مرة أخرى.. حتى أن البعض أطلق على «الفيس بوك» دعوة إلى مظاهرة مليونية لإعادة الرئيس السابق حسنى مبارك إلى الحكم فى يوم عيد ميلاده بداية الشهر القادم.. هذه «الهسة» لم تعد مقصورة على شباب ثورة 25 يناير أو باقى فئات الشعب، بل امتدت لتشمل الحكومة نفسها التى يحذر بعض أعضائها بملء الفم من الثورة المضادة، حتى أن وزير العدل تحدث بوضوح فى مؤتمر صحفى، وفى مداخلة مع إحدى الفضائيات، عن أن أهم أهداف قانون التظاهر هو إغلاق كل السُبل أمام الثورة المضادة التى تستهدف تأجيج المظاهرات الفئوية وتعطيل الإنتاج، وخلق حالة من الفوضى المنظمة أو الخلاّقة، سمها ما شئت.. للتمهيد لعودة رموز النظام راكبين خيولهم البيضاء لإنقاذ البلاد والعباد..! وإذا كان مصطلح الثورة المضادة ينطبق أكثر ما ينطبق على موقعة الجمل أو الجحش، سمها أيضاً ما شئت، حيث خطط لها بعض أركان النظام السابق، ومنافقيه لضرب ثوار يناير وثورتهم فى مقتل، بالمعنى الحرفى للعبارة لا المجازى، إلا أن موقعة «الراجل أبوجلابية» التى جرت وقائعها فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى.. لا يمكن اعتبارها ضمن الثورة المضادة، كما حاول البعض تصويرها.. فشغب الملاعب أصبح أمراً واقعاً فى حياتنا الرياضية، خاصة فى مباريات الزمالك التى يخسر فيها دائماً، وبالتالى لا يمكن اعتبار ما حدث ضمن مخطط مقصود للثورة المضادة.. وفى تقديرى أن ثوار يناير يجب ألا يهونوا من شأن أنفسهم أو من شأن ثورتهم التى قاموا بها. فهؤلاء الثوار وضعوا أرواحهم على أكفهم، وقدموا دماءهم الطاهرة فداء لهذا الوطن، ومن الخطأ أو الخطيئة أن يتخيل البعض أن الثورة يمكن إجهاضها بمظاهرة هنا وهناك، أو بخناقة بين بعض المشجعين وحكم رفض احتساب هدف فى مباراة لكرة القدم.. فالثوار زحفوا على ميدان التحرير من أجل تحقيق هدف نبيل خاضوا من أجله ويخوضون معارك حقيقية، ولم يزحفوا لأنهم كانوا فى نزهة إلى «الجونينة» أو رحلة إلى «دريم بارك» ليركبوا مراجيح مولد النبى بعد أن يقابلهم الأخ بوبى على الباب.. بكل الترحاب..!!