بعد مرور شهر من اندلاع الثورة الليبية وسيطرة الثوار على المنطقة الشرقية وبعض المدن فى الغرب تستمر المعارك بين الكتائب الأمنية الحكومية والمعارضة دون حسم مع محاولة العقيد معمر القذافى السعى لاستفادة هذه المدن من الثوار وسط انقسام دولى حول فرض الحظر الجوى على ليبيا والذى تقدمت به جامعة الدول العربية إلى الأممالمتحدة وتأتى كل هذه التطورات كمؤشر إلى انتقال الثورة إلى معارك حربية بين الطرفين إذا لم تحدث مفاجآت بالوصول إلى حل سلمى. ولكن الخيار الأخير مستبعد نظراً لأن كل طرف يتمسك بموقفه ويرفع شعار إما النصر أو الشهاَدة وهو ما يجعل الأزمة أكثر تعقيداً وتواصل الكتائب الأمنية للعقيد القذافى قصف المدن والأحياء فى المناطق الشرقية والغربية التى يسيطر عليها الثوار إلا أن المعارك بدأت تأخذ منحى جديدًا بعد نقلة نوعية فى تطوير أداء الثوار عندما نجحوا فى اعتراض طريق ناقلة نفط تابعة «لهانيبال» نجل القذافى على بعد «180» ميلاً بحريا شمال مدينة بنى غازى. وتفيد التقارير بأن الناقلة الخاصة «بهانيبال» تحمل اسم «أنوار أفريقيا» كانت تحتوى على شحنة تقدر بنحو «25 ألف طن» وقود لتزويد دبابات وطائرات «القذافى» مشيرة إلى أنه تم أسر طاقم السفينة وكان المسئول بالمجلس العسكرى للثوار قد أعلن أن طائرتين تابعتين لسلاح الجو فى قاعدة «بنين» الحربية ببنغازى تمكنتا من قصف بارجتين إضافة لعدد من الدبابات فى مواقع المواجهة عند أجدابيا والبريقة. وفى مصراته شرق طرابلس تشارك أكثر من «40» دبابة فى هجوم على المدينة والتى يسيطر عليها الثوار حاليا وتفيد نتائج التحرك على مسرح العمليات أن المعارك تدور بين كر وفر وحرب نفسية باستعادة القذافى للمدن التى يسيطر عليها الثوار فى حين يعلن الجانب الآخر أنها تحت سيطرته ووسط كل هذه المشاهد أصبح المواطن الليبى معرض للخسائر على كل المستويات البشرية والمادية والمعنوية وهو ما دفع المجموعة العربية والغربية للتحرك الوقائى من أجل حماية المدنيين بعيداً عن فرض أى تدخل عسكرى ضد ليبيا أو فرض حظر دائم على ليبيا. وقد طالبت جامعة الدول العربية فى بيانات عدة لها مجلس الأمن بتحمل مسئولياته إزاء تدهور الأوضاع فى ليبيا واتخاذ الإجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى فوراً وإقامة منطقة آمنة فى الأماكن المتعرضة للقصف كإجراءات وقائية لأبناء الشعب الليبى والمقيمين فى ليبيا من مختلف الجنسيات مع مراعاة السيادة والسلامة الإقليمية لدول الجوار والتعاون والتواصل مع المجلس الوطنى الانتقالى الليبى وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب وتوفير الحماية اللازمة له إزاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة من جانب السلطات الليبية الأمر الذى يفقدها الشرعية. ووسط انقسام المجتمع الدولى بدا الموقف غامضاً خاصة بعد البيان الختامى لمجموعة الثمانى التى اجتمعت فى باريس واكتفت بتحذير القذافى مع الإعلان بأن فكرة فرض حظر جوى على ليبيا قد تم تجاوزها وفى السياق ذاته لم يتوصل مجلس الأمن لأى قرار بخصوص طلب الجامعة العربية الذى نقله سفير لبنان لدى الأممالمتحدة «نواف سلام» بشأن فرض حظر جوى على ليبيا. ومن جانبها أعلنت واشنطن على لسان وزيرة خارجيتها هيلارى كلينتون أن بلادها تتفهم الحاجة الملحة لفرض حظر جوى على ليبيا ولكن ذلك يجب أن يكون بقرار دولى. وأضافت كلينتون أن هناك حوارا مع الدول الصناعية الثمانى ومع الجامعة العربية حول هذا الأمر، وتكتفى الإدارة الأمريكية حاليا بالسعى للتوصل إلى سبل لدعم الثوار فى ليبيا وتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين، فيما يتوقع دبلوماسيون بأن الأمر سوف يستغرق من مجلس الأمن بضعة أيام قبل اعتماد مشروع القرار خاصة فى ظل معارضة كل من روسيا والصين على مشروع قرار فرض الحظر الجوى. اشتعال ثورة اليمن وتشهد المدن اليمنية مظاهرات عنيفة فى كل الميادين تنادى بمطلب واحد هو رحيل نظام الرئيس على عبد الله صالح، وبعد مصادمات دامية بين المتظاهرين ورجال الشرطة الذين استخدموا غاز الخردل المحرم دوليا كما أفاد بعض الأطباء المعالجين للثوار بدأت الثورة اليمنية تسير فى اتجاه اللاعودة والتمسك بمطلب واحد هو رحيل النظام، كما انضم المئات من عناصر القبائل خلال اليومين الماضيين إلى المتظاهرين المعارضين، بالإضافة إلى إعلان بعض الوزراء انضمامهم للثوار خاصة وزير الأوقاف اليمنى القاضى محمود الهتار الذى وجه رسالة إلى رئيس المؤتمر الوطنى «على عبد الله صالح» ونائبه عبدربه منصور هادئ، مفادها أن المؤتمر اختُزل بقاعدته العريضة فى قيادات لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة وأن كثيرا من قياداته أصبحت خطر على الوطن، وخاطب الوزير الثوار قائلا: الثورة أمانة فى أعناقكم ويجب أن نحافظ عليها لأن الحرية هى المدخل لتحقيق طاعة الله وتحسين الأوضاع فى اليمن. فيما خرجت مسيرات جماهيرية حاشدة فى مختلف المحافظات تندد بجرائم السلطة فى ساحة التغيير وساحة الحرية وغيرها من الساحات والمسيرات السلمية التى يستهدفها النظام بالرصاص الحى والقنابل المحرمة. وكان عدد كبير من الشباب اليمنى المقيم فى مصر وبرفقتهم متضامنون مصريون قد أصدروا بيانا طالبوا فيه برحيل الرئيس على عبد الله صالح. يذكر أن وزير الخارجية اليمنى أبو بكر القربى تقدم بتقرير إلى وزراء الخارجية العربى حول التطورات التى يشهدها اليمن ورفض المعارضة والمتظاهرين للحوار، محذراً من أن الأوضاع الاقتصادية لم تعد تتحمل هذه الاحتجاجات ومع صعوبة الوضع فى اليمن لا يوجد أى تعاطف دولى أو عربى حتى الآن مع مطالب الثورة اليمنية واكتفى البيت الأبيض بالإعلان عن ترحيب واشنطن بالخطوات التى اتخذها الرئيس على عبد الله صالح لحل الأزمة السياسية فى اليمن وحث جماعات المعارضة على الإصغاء لدعوات إجراء محادثات لإنهاء المأزق الحالى. وتشير التقارير الدولية إلى أن واشنطن تخشى من احتمال أن تؤدى الإطاحة بالرئيس على عبد الله صالح إلى فراغ فى السلطة يستغله إعلاميون متشددون فى اليمن الذى شنت منه القاعدة هجمات على أهداف غربية وسعودية. لكن التقارير الواردة من اليمن تؤكد إصرار المتظاهرين على رحيل النظام والبقاء فى الشارع لحين تلبية مطلبهم، لكن الوضع على الأرض يشير إلى استمرار المواجهات والدخول فى حرب شوارع، وانضمام المؤيدين للثورة فى انتظار خطوات أكثر إيجابية من الرئيس على عبد الله صالح.